زعم باحث سعودي أن مملكة سبأ التي ورد ذكرها في القران الكريم لم تكن هي سبأ اليمن -مأرب، بل دومة الجندل – إحدى المحافظات شمال السعودية حاليا. وقال الباحث التاريخي الدكتور أحمد العبادي، أن دومة الجندل تعد أول مملكة عربية قائمة في التاريخ القديم على مستوى ممالك العرب، وفقاً لما أثبتته المراجع والكتب المعنية بالتاريخ، التي أجمعت على أن مملكة دومة الجندل كانت تعتبر أول دولة منظمة، لافتاً إلى أنها (أي مملكة دومة الجندل) هي مملكة سبأ، التي ورد ذكرها في القرآن الكريم، وليست ما يعتقد الكثير بأنها سبأ الجنوب الواقعة في اليمن. وحسبما أوردته جريدة "الحياة" من محاضرة نظمها نادي الجوف الأدبي بالمملكة بعنوان «تاريخ دومة الجندل» في مكتبة الأمير تركي بن عبدالعزيز بمحافظة دومة الجندل السعودية.. اكد الباحث السعودي الدكتور العبادي أن مملكة سبأ التي ورد ذكرها في قصة سليمان في القرآن الكريم في سورة «النمل» كانت تحكم مملكة دومة الجندل، مستشهداً بقربها من موقع سيدنا سليمان بعكس ما كانت عليه سبأ اليمن، التي قال أنها تعتبر بعيدة كثيراً عن موقع الحدث. وقال الباحث إن مملكة دومة الجندل تعد أول دولة قائمة بشكل دستوري ومنظم، مستشهداً بقوله تعالى: (إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ)، معتبراً أنها كناية عن قيام دولة بالنظام الملكي، لتكون بذلك أقدم دولة ملكية عرفها التاريخ على وجه البشرية عامة، مشيراً إلى أن هذه المملكة القائمة في دومة الجندل «تتمتع بنظام حكم ديموقراطي قائم على مجلس شورى أو نواب أو مستشارين، كما هي حال تسميتهم اليوم في الحكومات والدول»، مستشهداً على ذلك بكلمة «الملأ»، التي وردت في القرآن الكريم على لسان الملكة، بعد أن جاءها كتاب سيدنا سليمان. وأشار العبادي إلى أن مملكة دومة الجندل، كان دورها بين الممالك العربية عامة، إذ كانت «تعد نقطة استقطاب لقبائل شرق جزيرة العرب وقبائل الرافدين، ومركزاً استراتيجياً للتجارة العربية المتبادلة بين الشعوب في الممالك العربية وبلاد الشام، إذ كانت تحط بها وقتها القوافل وتنطلق منها».