في مغالطة مستقصدة للتاريخ المشرف والعظيم لليمن السعيد .. باحث سعودي يتنكر عن كون سبأ مملكة يمنية .. حيث يقول " الباحث التاريخي" كما اسمته بعض المواقع الالكترونية ان دومة الجندل هي مملكة سبأ .. ولا ندري على ماذا استند في تنكره لتاريخ اليمن وان سرد ما رآه انه مبرر لذلك .. وتلك محاولة لاستمالة التاريخ إلى منطقته بعيداً عن اليمن .. وربما تأتي في سياق الحرب التي تشن من قبل الجيران على تاريخ وحاضر ومستقبل هذا الشعب وحضارته. لقد غاب على العبادي ان عين الشمس لا يمكن ان تغطى بمنخل ، وان عقد مؤتمراته في حضور كل وسائل الاعلام وكل الدعم الاميري .. لن يفلح ذلك في التشكيك ولو قيد انمله في سبأ الشامخة معابدها في مأرب وبلقيس الملكة الحكيمة التي جسدت الشورى في زمن العبودية لتنقل للعرب والعجم حكمة هذه الامه واكدها الرسول الكريم بعد قرون.
وكان أحمد العبادي، قال أن دومة الجندل تعد أول مملكة عربية قائمة في التاريخ القديم على مستوى ممالك العرب، لافتاً إلى أنها (أي مملكة دومة الجندل) هي مملكة سبأ، التي ورد ذكرها في القرآن الكريم، وليست ما يعتقد الكثير بأنها سبأ الجنوب الواقعة في اليمن، مؤكداً أن المملكة التي ورد ذكرها في قصة سليمان في القرآن الكريم في سورة «النمل» كانت تحكم مملكة دومة الجندل، مستشهداً بقربها من موقع سيدنا سليمان بعكس ما كانت عليه سبأ اليمن، التي تعتبر بعيدة كثيراً عن موقع الحدث. جاء ذلك في محاضرة نظمها نادي الجوف الأدبي بعنوان «تاريخ دومة الجندل» في مكتبة الأمير تركي بن عبدالعزيز في محافظة دومة الجندل، وأدارها الإعلامي عبدالرحمن الحجاج، وشهدت حضوراً متنوعاً. وقال المحاضر إن مملكة دومة الجندل تعد أول دولة قائمة بشكل دستوري ومنظم، مستشهداً بقوله تعالى: (إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ)، معتبراً أنها كناية عن قيام دولة بالنظام الملكي، لتكون بذلك أقدم دولة ملكية عرفها التاريخ على وجه البشرية عامة، مشيراً إلى أن هذه المملكة القائمة في دومة الجندل «تتمتع بنظام حكم ديموقراطي قائم على مجلس شورى أو نواب أو مستشارين، كما هي حال تسميتهم اليوم في الحكومات والدول»، مستشهداً على ذلك بكلمة «الملأ»، التي وردت في القرآن الكريم على لسان الملكة، بعد أن جاءها كتاب سيدنا سليمان. وأشار العبادي إلى أن مملكة دومة الجندل، كان دورها بين الممالك العربية عامة، إذ كانت «تعد نقطة استقطاب لقبائل شرق جزيرة العرب وقبائل الرافدين، ومركزاً استراتيجياً للتجارة العربية المتبادلة بين الشعوب في الممالك العربية وبلاد الشام، إذ كانت تحط بها وقتها القوافل وتنطلق منها».