افتتح محافظ الأحمدي الدكتور إبراهيم الدعيج بحضور الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب مساء الأربعاء الماضي في قاعتي «الفنون» و«أحمد العدواني»، معرض الفنان اليمني علي غداف والذي قدم برؤية تشكيلية معاصرة «بلقيس وهدهد سليمان». ومن خلال لغة فنية تجمع بين الأصالة والمعاصرة... قدم الغداف معرضه الشخصي، الذي اتسم بالكثير من الجماليات والرؤى الفنية المعبرة عن التنوع الدلالي، والإحساس القوي بالمعنى في أجمل صورة. وأخذت لوحات الفنان عناوين متنوعة مثل «رسالة سليمان»، و«رؤية معاصرة للملكة بلقيس»، و«بلقيس وهدهد سليمان»، و«رموز على عرش بلقيس»، و«عشق المكان»... وغيرها. وقالت الأمانة العامة في تقديمها للمعرض: «تاريخ اليمن القديم حافل بالمعطيات الحضارية، وتعتبر الفنون التشكيلية جزءا مهما من مكوناتها، حيث تزخر بكنوز وينابيع لا تنضب، وتوارثتها الأجيال عبر السنين، وأصبحت من أهم وأغنى مصادر الإبداع للفنان اليمني المعاصر. وتتصدر قصة بلقيس ملكة سبأ وأحداثها التي اشتهرت بها موضوعات التاريخ اليمني القديم، وتعد أكثرها إثارة للفنانين التشكيليين اليمنيين، وهي منبع سخي لإلهامهم انعكس على نتاجهم الفني. وفي مناسبة الاحتفال بالعيد الوطني لليمن، يتصدر الفنان علي غداف مشهد الاحتفال بتنظيم معرض لأعماله الإبداعية يحمل عنوان «بلقيس وهدهد سليمان»، ويعكس ما وردت الإشارة إليه في آيات الذكر الحكيم في سورة النمل: «وتفقد الطير فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين، فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين». والفنان علي غداف من مواليد حضرموت عام 1947، وهو أحد رواد الحركة التشكيلية اليمنية، وصاحب تجربة فنية متميزة ولا تخطئه ذائقة أهل الكويت، لمعرفتهم المبكرة به وبأعماله المقتناة في كثير من بيوتهم، والتي يتذكرونها بألوانها الصريحة المتناغمة وتكويناتها المتوازنة وتقنياته بإضافاته للنحاس المؤكسد والمطروق، وبعض مشغولات الزينة الفضية، ما أضفى على لوحاته طرحا محببا للنفس. ويسر المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أن يحتفي بالعيد الوطني اليمني، وبمعرض الفنان علي غداف العائد إلينا بعد عقدين من الزمن قضاهما في دول أوروبا ممارسا لاجتهاداته الإبداعية، ومقيما للعديد من المعارض الشخصية، آملين أن يقضي جمهورنا الكريم وقتا ممتعا مع خيال الفنان غداف، والتواصل مع ذاكرته الحضارية وخصوصية تجربته الفنية». في حين قال سفير اليمن لدى الكويت الدكتور خالد راجح شيخ: «ومن سبأ نأتيك بنبأ - مجَّد سبحانه وتعالى مملكة سبأ وملكتها الشهيرة بلقيس بالذكر في القرآن الكريم وفي أكثر من سورة، ومعه بلغت أخبار الملكة ومملكتها العظيمة إلى أصقاع الأرض، وزادتها حضورا رحلات هدهد سليمان إلى اليمن ورحلة بلقيس العجائبية قبل آلاف السنين إلى أرض النبوة في القدس لتجتمع حضارتا جنوب وشمال جزيرة العرب وينطلق معها عصر جديد من الحضارة التوحيدية. لقد امتزج في شخص هذه المرأة اليمنية العربية الموحدة قوة الشخصية وجمال المحيا وسماحة التوحيد وروح القيادة التي مكنتها من إدارة إحدى أكبر الممالك في التاريخ، بل إنها أول من مارس الشورى والديموقراطية في إدارة شؤون الدولة، إذ كان لها مجلس شورى ترجع إليه في قراراتها المصيرية، كما حدث في أمرها مع النبي سليمان. والملكة بلقيس هي امتزاج بين الأسطورة والواقع ولقاء الحلم والحقيقة، ملكة بلون الحنطة وسحر الشمس دخلت التاريخ بروح الطيب والبخور واقتحمت التراث الإنساني كمثال للجمال والحكمة والسلطة والثروة. وتظل الملكة بلقيس تقتحم التاريخ منذ القدم حتى اليوم بسحر الأسطورة ونور الحقيقة ويقظة العقل. كل ذلك كان وسيظل مصدر ايحاء وإلهام لكل أشكال الفن والفكر تجسده بصور وأشكال مختلفة... ويأتي هذا المعرض للفنان التشكيلي اليمني الكبير علي غداف بموضوعه «بلقيس وهدهد سليمان» ليعكس بعضا من هذه الإيحادات والأجواء العظيمة وإن كان بعد آلاف السنين. وسفارة الجمهورية اليمنية لدى دولة الكويت وجدت في هذا الجهد الكبير مناسبة للاحتفاء بالأعياد الوطنية للثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر و30 نوفمبر، وهي محطات تاريخية مهمة في التاريخ المعاصر لليمن».