في أجواء ضبابية لا تزال تسيطر عليها المخاوف من اندلاع حرب سابعة بين المتمردين الحوثين والجيش في اليمن دشنت الحكومة بدء إعادة إعمار مدينة صعدة القديمة ومنطقة آل عقاب وصرف الدفعة الأولى من التعويضات للمتضررين. التوتر الذي شهدته الآونة الأخيرة بمواجهات دامية بين الحوثيين والشيخ صغير عزيز استمرت شهرين أفرزت توتر بدورها مع الحكومة حيث طالب الرئيس صالح قبل يومين في خطاب الحوثيين بالالتزام بالنقاط الست ، داعياً قطر الوسيط الى الضغط على الحوثيين للرضوخ للسلام بعد أسر قرابة (228) جندياً من الجيش في منطقة الزعلاء بحرف سفيان . ورغم عدم التزام الحوثيين بتنفيذ النقاط الست للسلام إلا أنهم أبدوا رغبتهم الانخراط في الحوار بين أحزاب المعارضة اليمنية "المشترك" وضمنهم الحوثيين والمؤتمر الحاكم في اليمن كطرف ثاني حيث وردت أسماء قيادات حوثية ضمن (100) شخصية تشمل قائمة المشترك للحوار بجانب قائمة مماثلة للمؤتمر الشعبي العام . وأكدت قناة العالم الإيرانية اليوم الاثنين أن الحوثيين وافقوا على المشاركة في الحوار الوطني مع حلفائهم المعارضين واعتبروا الإفراج عن الجنود الأسرى بادرة لحسن النوايا لديهم للاتجاه نحو السلام . إلا أن مراقبون يرون أن المخاوف لا تزال واردة نظراً لعدم تسليم الحوثيين للأسلحة الثقيلة وألالاف الألغام التي تم انتزاعها ورفضوا تسلميها للجان السلام ، حيث شهدت المواجهات الأخيرة مع الشيخ بن عزيز الموالي للسلطة استخدام دبابات ومدرعات ورشاشات ثقيلة في الهجوم الذي ذهب ضحيته العشرات من الطرفين قبل أن تتدخل السلطة بطائرة عمودية لإنقاذ بن عزيز الذي أصيب ونجله في مواجهات هي الأعنف وراح ضحيتها قيادات ميدانية للحوثيين . وفي ظل هذه التطورات دشن صندوق إعمار صعدة اليوم بدء إعادة الإعمار وقال محافظ صعدة طه عبد الله هاجر، أن القيادة السياسية اعتمدت /20/ مليار ريال كمرحلة أولى لإعادة إعمار كافة المنشآت العامة والخاصة في جميع مديريات محافظة صعدة. لافتا إلى أن الفرق الهندسية جاهزة للقيام بعملها على أكمل وجه في حال تحقق الأمن والاستقرار في المناطق المتضررة. وقال المحافظ :" إن تدشين الإعمار اليوم هو تدشين للسلام والاستقرار بمشيئة الله تعالى، ويعكس رغبة الدولة الجادة في إحلال السلام وإطلاق عجلة الإعمار والتنمية في جميع مناطق المحافظة ". وأضاف " إن هناك الآلاف من الأسر المتضررة بالمحافظة نازحة في عدد من محافظات الجمهورية الأمر الذي يحتم علينا العمل لإعادة هؤلاء إلى منازلهم وبيوتهم وإعطائهم التعويضات اللازمة لهم للعيش الكريم في ظل أجواء آمنة ومستقرة". وأكد أن الأمن والسلام مسؤولية الجميع وليس حكراً على الدولة أو حزب أوجهة معينة بل هو مهمة مشتركة على عاتق الجميع. كما أكد المحافظ هاجر أن التعويضات ستصرف لجميع المتضررين في جميع مناطق المحافظة بلا استثناء سواء كان الضرر كليا أو جزئيا. مبينا أنه تم حصر أكثر من /17/ ألف منشأة عامة وخاصة في معظم مناطق المحافظة فيما لم تتمكن الفرق الهندسية من الوصول إلى بعض المناطق بسبب ممارسات عناصر التمرد. وأشار إلى أن المحافظة ستشهد قفزة نوعية في كافة المجالات وفي مقدمتها الكهرباء والتعليم والصحة والطرق والاتصالات والتعليم العالي. لافتا إلى أنه سيتم افتتاح مخيمات طبية خلال الفترة القادمة لاستقبال الحالات المرضية من أبناء المحافظة ومعالجتها مجاناً. من جانبه أشار مدير صندوق إعمار صعدة المهندس عادل الجيلاني إلى أن الصندوق باشر عمله بعد توقف الحرب بحصر الأضرار في المباني والمنشآت العامة والخاصة عبر فرق فنية متخصصة من خلال تنفيذ نزولات ميدانية لتقييم حجم الأضرار وتقدير تكلفتها. وأشار إلى أن عدد المنازل المتضررة في مدينة صعدة القديمة 779 منزلاً، منها 109 مهدمة كلياً و230 مهدم جزئياً و350 منزلاً تحتاج إلى ترميم، بالإضافة إلى 343 منزلاً بمنطقة آل عقاب منها 73 مهدم كلياً و154 مهدم جزئياً، و116 تحتاج إلى ترميم، إلى جانب 197 مزرعة متضررة. وأوضح أن إعادة الإعمار يتوقف على مستوى تحقق الأمن والاستقرار لقيام المختصين من المهندسين والفنيين بأداء عملهم والتنقل من منطقة لأخرى. مثمنا تعاون قيادة المحافظة والسلطة المحلية وتسهيلها لمهمام الصندوق لأداء عمله بالشكل المطلوب. وجرى في ختام الحفل تسليم شيكات التعويضات التي تتضمن 20 بالمائة من المبالغ المقررة للمتضررين كمرحلة أولى لمباشرة البناء.