ذكرت مصادر مطلعة ل"الوطن" ان الحكومة اليمنية ابلغت دول الاتحاد الاوروبي تحفظها على الاجراءات المتخذة بحق اليمن بعد مؤامرة الطرود الاخيرة. وقالت المصادر ان الجانب اليمني اعتبر فرض حظر جوي على اليمن من عدد من دول اوروبا اجراء لا يخدم الحرب الدولية على الارهاب كون هذه الاجراءات ستزيد خسائر اليمن جراء العمليات الارهابية التي اضرت بإقتصاد وسمعة اليمن اضافة الى ان عزل اليمن يمثل مخاطرة كبيرة . واشارت المصادر ل"الوطن" الى ان مسئوليين كبار في الدولة سيتوجهون الى عدد من عواصم اوروبا لتوضيح وجهة النظر اليمنية من هذه الاجراءات خلال الايام القادمة . وغالبية دول اوروبا فرضت حظرا جويا على اليمن حيث اقفت جميع الرحلات القادمة من والى اليمن اضافة الى ايقاف عمليات الشحن من اليمن الى هذه الدول .وكانت المانيا تستقبل رحلتين من اليمن كل اسبوع ومثلها فرنسا وبريطانيا . وكان المنسق الأوروبي لمكافحة الإرهاب جيل دي كريشوف بحث ووفد امني اوروبي رفيع أمس الخميس مع نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن وزير الإدارة المحلية الدكتور رشاد العليمي الاجراءات الامنية في ما يخص عملية الطرود المرسلة من اليمن ونتائج التحقيقات التي اجرتها الاجهزة الامنية اليمنية. وفي حين عبر المسئول الامني الاوروبي عن قلق الاتحاد الاوروبي من خطورة تنظيم القاعدة في اليمن على امن دول القارة والعالم ، عبر العليمي عن استياء اليمن من ردة الفعل الاوروبية من العملية بوصفها عقابا جماعيا بحق الشعب اليمني. وطالب العليمي من المنسق الأوروبي لمكافحة الإرهاب جيل دي كريشوف عدم تحميل اليمن مزيدا من الاعباء الاقتصادية من خلال فرض إجراءات ذات طابع اقتصادي كرد فعل على حدث امني يتطلب مزيدا من الانفتاح والتعاون مع العالم لاجتثاث اسبابه والجهة التي تقف خلفه. واكد العليمي ان الاجراءات المتبعة في المطارات اليمنية صارمة ولاتقل عن مثيلاتها في دول الجوار مشيرا الى ان عبور الطرود عدد من مطارات العالم والمنطقة دليل على تعقيد العملية وعدم سهولة اكتشافها. وزير الداخليةاللواء مطهر المصري اشار خلال لقاءه الوفد الامني الاوروبي الى أن هناك تضخيما إعلاميا مغايرا لما يحدث على صعيد الواقع ، وأن ردود الفعل التي أظهرتها بعض دول الإتحاد الأوروبي تجاه اليمن تخدم الإرهاب أكثر من خدمتها الأمن والاستقرار في اليمن. وقال أن الملابسات التي حدثت حول الطرود المفخخة لا تعود إلى تقصير الأجهزة الأمنية وإنما لافتقارها للأجهزة الحديثة القادرة على كشف أي مادة متفجرة حديثة الصنع وهو ما عجزت عن كشفها أيضا الكثير من الأجهزة الأمنية المتقدمة في بعض دول الإتحاد الأوروبي التي شهدت وقوع العديد من العمليات الإرهابية بواسطة الطرود المفخخة التي انفجر بعضها ولم يكن مصدرها اليمن. سفير اليمن في روسياالدكتور محمد صالح الهلالي انتقد في مؤتمر صحفي عقده في موسكو الضجة والهجمة الإعلامية المبالغ فيها التي تعرضت لهااليمن و المزاعم غير المعقولة والعبثية التي وجهت إليه من قبل بعض الوسائل الإعلامية. وقال أن الإرهاب آفة دولية كبيرة لا لون ولا دين ولا جنس له، وأن اليمن حكومة وشعبا تعاني من الإرهاب والعنف وتبعاته التي أثرت سلبيا على مناحي الحياة التنموية والاقتصادية والاستثمارية والسياحية فيها .. لافتا إلى أن العمليات الإرهابية التي تقع في اليمن تأتي من خارج حدودها. واكد الهلالي أن اليمن قدمت الكثير من التضحيات في مواجهتها للإرهابيين والمتطرفين في العمليات الأخيرة حيث تجاوز عدد الشهداء ال 100 شهيد من القوات المسلحة والأمن. واشار الهلالي الى وجود أيادي تعبث بالأمن والسلام الدولي وهو ما تؤكده العديد من الطرود المفخخة التي تم اكتشافها في العاصمة اليونانية أثينا.. وقال " إن اليمن تستنكر بشدة هذه الأفعال، ومستمرة في تعاونها مع المجتمع الدولي لمكافحة الإرهاب والتطرف".