جدد رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح دعوته للقوى السياسية إلى تضافر كل جهودها الوطنية من أجل المضي قدماً في إنجاح الحوار الوطني بالتزامن مع إجراء الانتخابات البرلمانية القادمة في موعدها المحدد في ابريل العام المقبل والمشاركة في الاعداد والتحضير لها عبر إعادة تشكيل اللجنة العليا للانتخابات، فيما أكد أن لا تهاون أبداً مع عناصر الإرهاب وكل من يفكر بالمساس بأمن اليمن واستقراره، واعتبر احتضان اليمن بطولة خليجي 20 الهامة فرصة لتعزيز الأواصر الأخوية الحميمة التي تربط شعبنا الودود والكريم مع أشقائه في دول مجلس التعاون الخليجي والعراق والذين سيكونون ضيوفاً أعزاء في وطنهم وبين أهلهم يحظون بكل الرعاية والاحتفاء وينعمون بالأمن والأمان وبما يليق بهم ومكانتهم في قلوب أشقائهم في اليمن.. الرئيس صالح في خطاب بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك شدد على ضرورة استكمال كافة التحضيرات الخاصة بالانتخابات القادمة لتتم في موعدها المحدد في مناخات حرة ونزيهة وشفافة باعتبار ذلك وفاء للشعب وتحصين لكل مكاسب الثورة والوحدة ومنجزات الحياة الديمقراطية اليمنية. وعرض الرئيس صالح على كافة القوى السياسية في السلطة والمعارضة "المشاركة الفاعلة في خوض هذا الاستحقاق من خلال إعادة تشكيل اللجنة العليا للانتخابات والمشاركة في اللجان الانتخابية الإشرافية والأساسية وبمايخدم المصلحة الوطنية باعتبار الانتخابات أمر يهم الجميع ويعزز من المسيرة الديمقراطية", مع تأكيده على ضرورة "مواصلة الجهود المبذولة لمباشرة الحوار لمناقشة كافة القضايا التي تهم اليمن ومستقبله بروح وطنية مسؤولة وفي إطار احترام الدستور والقانون والالتزام بشرعية المؤسسات الدستورية وعدم تجاوزها والحرص على عدم الإضرار بالعملية الديمقراطية وسلامة الوطن واستقراره". وقال:" إن إيماننا بالحوار لا يمكن أن يتزعزع لأنه مرتبط بإدراكنا للحكمة الكامنة فيه كأسلوب يعتمد على الاحتكام للعقل والمنطق والحجج الناصعة التي يمليها التفكير السليم والاستعداد للقبول بالرأي الراجح والفكرة الصائبة التي تخدم المصلحة الوطنية العليا" . وتحدث الرئيس صالح عن ما عانته اليمن كثيراً نتيجة داء الغلو والتطرف والإرهاب الذي ألحق أضراراً كبيرة بسمعته واقتصاده وجهوده التنموية, لافتا إلى ما بذلته اليمن من الجهود الكثيرة لمحاربة هذه الآفة كونها تقف حجر عثرة في طريق تحقيق الازدهار الاقتصادي والتنموي المنشود وفي طريق انتعاش السياحة ونمو الاستثمارات والتي من خلالها يمكن إيجاد فرص العمل للحد من البطالة وتحسين أحوال المواطنين المعيشية. وأكد أن اليمن في الوقت الذي يحرص فيه على مواصلة جهوده الدؤوبة دون كلل في مكافحة الإرهاب واستئصاله, فأنه حريص في ذات الوقت على تعزيز شراكته وتعاونه الفاعل مع المجتمع الدولي في سبيل ذلك . وأشاد بالنجاحات التي حققتها أجهزة الأمن في دك أوكار الإرهاب وتعقب وضبط العديد من العناصر الإرهابية . وقال :" لقد برهنت أجهزتنا الأمنية ومنها القوات الخاصة بمكافحة الإرهاب قدرتها على الاضطلاع بمهامها وأداء واجباتها في الحفاظ على الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب.. وحققت نجاحات ملموسة في هذا الجانب سواء من خلال توجيه الضربات الاستباقية للعناصر الإرهابية في تنظيم القاعدة أو في ضبطها وملاحقة كل العناصر التخريبية والخارجة على النظام والقانون وتقديمها للعدالة". واضاف :"لا تهاون أبداً مع كل من يفكر بالمساس بأمن الوطن واستقراره وسكينته العامة أو الخروج على النظام والقانون.. فاليمن في حرب شعواء مع كل عناصر الإرهاب وقدم في هذه الحرب وما يزال تضحيات غالية من أرواح المواطنين والجنود والضباط الذين استشهدوا وهم يؤدون واجبهم للحفاظ على الأمن والسكينة العامة". وعبر الرئيس صالح عن أسفه لاتخاذ بعض الدول قرارات غير صائبة بفرضها الحظر على الشحن الجوي القادم إليها من اليمن .. معتبرا مثل هذه الإجراءات تضر بجهود مكافحة الإرهاب . ودعا تلك الدول إلى إعادة النظر في تلك القرارات الجائرة كون الشعب اليمني الذي ساند جهود حكومته لاستئصال الإرهاب يجد في تلك القرارات عقاباً جماعياً ومكافأة للإرهابيين الذين ظلوا يحلمون للوصول إلى مثل هذه النتيجة المؤسفة . وأكد مجدداً بأن الإرهاب لم ولن يكن في أي يوم من الأيام صناعة يمنية بل أن اليمن كان ضحية للإرهاب الذي يمثل آفة دولية تهدد أمن وسلامة الجميع. وقال:" ولهذا ينبغي أن تتضافر جهود الجميع في العالم لمواجهة هذه الآفة وتجفيف منابعها في كل مكان على الأرض دون استثناء وبكل الوسائل والسبل ". وتناول رئيس الجمهورية الاستعدادات الجارية في اليمن في هذه الأيام لاحتضان الحدث الرياضي الإقليمي الكبير المتمثل ببطولة خليجي(20) بعد أن تهيأت لذلك كل المتطلبات على مختلف الأصعدة الإنشائية والرياضية والإيوائية ومشاريع البنية التحتية والجوانب التنظيمية والأمنية وغيرها .. واعتبر "احتضان اليمن لمثل هذه البطولات الهامة فرصة لتعزيز الأواصر الأخوية الحميمة التي تربط شعبنا الودود والكريم مع أشقائه في دول مجلس التعاون الخليجي والعراق والذين سيكونون ضيوفاً أعزاء في وطنهم وبين أهلهم يحظون بكل الرعاية والاحتفاء وينعمون بالأمن والأمان وبما يليق بهم ومكانتهم في قلوب أشقائهم في اليمن, ويعكس الروح الحضارية الأصيلة لأبناء شعبنا اليمني الكريم المضياف". وشدد في ذات الوقت على أهمية تضافر الجهود من مختلف الفعاليات الوطنية الرسمية والشعبية الرياضية .