زعم ما يسمى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ،ان الزعيم الروحي لجماعة الحوثيين بدر الدين -الذي أعلنت الاخيرة وفاته بمرض الربو - لقى مصرعه في العملية الانتحارية التي نفذها التنظيم بمحافظة الجوف (شمال اليمن ) الأربعاء قبل الماضي بسيارة مفخخة طالت موكب لموالين للحوثي في احتفال ديني للشيعة ب "يوم الغدير"، ما أسفر عن مقتل أكثر من ثلاثين، منهم عدد من القيادات، وعشرات الجرحى-حد تعبيره. التنظيم في بيان جديد له -بعد أيام من تبنيه تلك العملية الانتحارية وتوعده لجماعة "الحوثيين" – قال ان منفذ تلك العملية هو "الاستشهادي أبو عائشة الصنعاني الهاشمي وكان ضمن الموكب أحد القيادات الكبرى للحوثيين". وأضاف "تأكد لنا بأن الشخصية المقتولة هي بدرالدين الحوثي نفسه، مؤسس جماعة الحوثي الرافضية, والذي كان في الجوف ليحيي مراسيم احتفالات يوم الغدير، بينما يحييها ابنه عبدالملك في صعدة، فمكننا الله من تحويل يوم الغدير إلى يوم سعير على الذين حرفوا الإسلام وطعنوا في عرض النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وسبوا صحابته الكرام". كما أعلن التنظيم في بيانه -اطلعت عليه "الوطن"- مسئوليته عن الهجوم الانتحاري الثاني ضد مولين للحوثي بمحافظة صعدة والذي جاء بعد ايام قلائل على الهجوم الأول ، وقال "اصدر التنظيم تعليماته العاجلة بإرسال سيارة مفخخة أخرى - من بين عدة سيارات أعددناها لهم - لاعتراض المواكب الحاضرة في مراسيم تشييع جنازة (الحوثي الأب)، فقام الاستشهادي أبو عبد الله الصنعاني بعملية في معقل الحوثيين (ضحيان) ولاية صعدة، صباح الجمعة 20/ ذي الحجة 1431ه والتي قتل فيها - حسب مصادره في موقع الحدث - ما لا يقل عن سبعين قتيلا وعشرات الجرحى الذين امتلأت بهم مستشفيات صعدة". واعتبر تنظيم القاعدة إعلان جماعة الحوثي عن وفاة طبيعية لبدرالدين الحوثي، ماهي إلا للتضليل ، وأضاف "تريد من خلاله أن تخدع الناس بأن جنازته التي تلت عمليتنا المباركة بيوم واحد كانت إثر وفاة طبيعية، وقاموا بالتكتيم الشديد على مقتله ونشروا إشاعات مخالفة للحقيقة، وعلى الرغم من ذلك فقد استطعنا الحصول على معلومات من داخلهم تفيد بمقتل بدرالدين الحوثي". ووصف بيان التنظيم مزاعم جماعة الحوثيين بأن تحقيقاتهم الأولية أشارت إلى أن الذي قام بالعملية الاستشهادية في الجوف هو الموساد الإسرائيلي والاستخبارات الأمريكية"كذبة سامجة لن تنطلي إلا على الحمقى من أتباع الحوثي" وقال مخاطبا الحوثيين "الحقيقة أن أسعد الناس بكم هم الاستخبارات الأمريكية التي أوقفت الحرب من أجلكم مقابل أن تعملوا عملاء لهم في حربكم للمجاهدين الذين لا يهمهم من الذي يصطف مع الأمريكان ضدهم، فهم يقاتلون عن أمر الله ولا يضرهم من خالفهم". وأعاد التنظيم متوعدا جماعة الحوثثين، وقال "لن يهدأ لنا بال وهؤلاء الروافض يعيشون بين أظهرنا وأننا سنسعى بإذن الله لإزالة هذه النبتة الخبيثة ونجتثها من جذورها". وتحذر اوساط سياسية يمنية من احتقان الصراع بين القاعدة والحوثيين في اليمن واتجاهه لأخذ منحى اقتتال طائفي سيفضي إلى حرب أهليه عاصفة ينعكس آثارها على المشهد العام في البلاد.