أخذت وتيرة الاحتقان بين تنظيم القاعدة وجماعة الحوثي تتصاعد خلال الأسبوع الجاري، بعد هجمتين متتاليتين بسيارتين مفخختين يقودهما انتحاريان استهدفت موكبين لمواليين للحوثيين. وأبلغ زعماء قبليون "المصدر أونلاين" أن الحوثيين استحدثوا أكثر من 10 نقاط تفتيش في مديريات الجوف العالي (المتون والزاهر والمطمة)، وشرعت في تفتيش السيارات "المشبوهة" وطلب الهويات من المارين، منذ وقوع الهجوم على موكب تابع لهم.
وكان انتحاري يقود سيارة رباعية الدفع فجرها يوم الأربعاء قبل الماضي في موكب لموالين للحوثي في مديرية المتون بالجوف، كان متوجهاً إلى مديرية الزاهر للمشاركة في احتفال ديني يسمى "يوم الغدير"، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 20 شخصاً وإصابة العشرات.
ولم يمض سوى يومين حتى تكرر هجوم مماثل بأدواته وتقنيته على قافلة لحوثيين كانوا في طريقهم إلى معاقل الجماعة المتمردة في صعدة للاشتراك في تشييع زعيمها الروحي بدر الدين الحوثي.
وتوفي مساء اليوم الخميس "زايد بحيبح" في احد مستشفيات العاصمة صنعاء ليرتفع بذلك عدد قتلى هجوم صعدة إلى ثلاثة أشخاص طبقاً لإحصائيات سابقة، غير أن مصادر أخرى تحدثت عن عشرات القتلى والجرحى حصيلة الهجوم.
وقال شيخ قبلي في محافظة الجوف ل"المصدر أونلاين" إن الحوثيين استحدثوا خلال الأسبوع الجاري نحو 15 نقطة تفتيش في مديريات الجوف العالي. وبحسب المصدر فقد استحدث الحوثيون اليوم الخميس ثلاث نقاط تفتيش على مداخل ومخارج سوق الاثنين، وهو السوق المركزي الوحيد لمديريات الجوف العالي، وأن تلك النقاط أدت إلى عرقلة في تبادل السلع والبضائع بالمنطقة.
ويبدو أن الحوثيين يحاولون من خلال انتشارهم إعادة الهيبة إليهم بعد أن كسرت في هجوم الجوف الانتحاري، وفرض سيطرتهم على تلك المناطق التي تغيب عنها الدولة، فضلاً عن مطاردة أعداءهم الجدد المتمثلين في عناصر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.
وأصدر الحوثي بياناً يطالب أنصاره في الجوف بمحاربة عناصر القاعدة، وكتبوا شعارات معادية للتنظيم على جدران بعض البيوت في مناطق متفرقة من تلك المنطقة.
وبعد الهجمات الانتحارية، كثف الحوثيون انتشارهم في المناطق التي يسيطرون عليها بمحافظتي صعدة والجوف ومديرية حرف سفيان بعمران، حيث استحدثوا نقاط تفتيش جديدة في تلك المناطق.
واتهم الحوثي المخابرات الأمريكية والإسرائيلية بتدبير الهجومين الانتحاريين، وهو الأمر الذي وصفته سفارة واشنطنبصنعاء ب"السخيف".
وتبنى تنظيم القاعدة الهجوم الانتحاري ضد الحوثيين.
وقال التنظيم في بيان نشره أحد مواقعه الإلكترونية إن "المجاهدين في جزيرة العرب قرروا البدء بهذه العملية الاستشهادية دفاعاً عن عرض النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته (...) ودفاعاً عن إخواننا من أهل السنة".
وأعلنت القاعدة في البيان ذاته عن تشكيلها وحدات خاصة للدفاع عن من أسمتهم ب"أهل السنة". وأشارت إلى إن هذه الوحدات تأتي ضمن سلسلة "استئصال النبتة الخبيثة التي زرعها الشيعة الإيرانيون الروافض، في صعدة وما جاورها بزعامة الحوثيين الروافض".
الصورة لناصر الوحيشي زعيم القاعدة في اليمن (يمين) وعبدالملك الحوثي.