أكد وزير التنمية والتعاون الدولي محمد النوري الجويني، أن مطالب الشباب بحق الشغل مشروعة، لكن ذلك لا يبرر استعمال العنف في الاحتجاجات، لافتاً إلى تخصيص الحكومة 5 مليارات دولار للتنمية الشاملة، في مسعى لتهدئة الاحتجاجات المستمرة منذ 11 يوماً في سيدي بوزيد، في وقت جرت تظاهرة في العاصمة تونس تضامناً مع أهالي سيدي بوزيد. وكشف الجويني في تصريح لقناة «الجزيرة»، أن الحكومة وضعت برنامجاً بقيمة خمسة مليارات دولار لتحقيق التنمية الشاملة في جميع جهات البلاد، مضيفاً أنه سيتم العمل على تنفيذ هذا البرنامج من خلال التنسيق مع كل الأطراف الاجتماعية سواء الرسمية أو غير الرسمية. وكانت وكالة الأنباء التونسية الرسمية ذكرت في وقت سابق أن الجويني أعلن قراراً رئاسياً بإطلاق دفعة أولى من المشاريع بقيمة 15 مليون دولار لتوفير مزيد من الوظائف في ولاية سيدي بوزيد، إضافة إلى التوقيع على توزيع 306 إشعارات موافقة على تمويل حكومي لعدد من الشبان خاصة من خريجي التعليم العالي لإنجاز مشاريع خاصة. وكان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي تعهد العام الماضي بتوفير 415 ألف فرصة عمل جديدة حتى 2014 والتقليص من نسبة البطالة التي تبلغ حالياً 14 في المئة. ويرى المراقبون أن السلطات التونسية في سباق مع الوقت لإخماد تلك الاحتجاجات قبل انتهاء العطلة وعودة التلاميذ والطلاب إلى مؤسساتهم التعليمية مع مطلع السنة الجديدة، ما قد يزيد الأوضاع توتراً. وكانت الاحتجاجات الشعبية في ولاية سيدي بوزيد (265 كلم جنوب تونس العاصمة) انطلقت في 17 من الشهر الجاري في أعقاب إقدام شاب على الانتحار حرقاً احتجاجاً على الأوضاع المعيشية المتردّية وتفشي البطالة. وسرعان ما امتدت هذه الاحتجاجات لتشمل غالبية مدن الولاية، في الأثناء، اشتكت صحف معارضة من أنّ السلطة قامت بتعطيل توزيع أعدادها الأخيرة التي صدرت نهاية هذا الأسبوع، بسبب نشرها ملفات ومقالات ناقدة عن التحركات الشعبية بسيدي بوزيد. من جهة اخرى احتشد، امس، المئات من النقابيين أمام مقر الاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر منظمة نقابية) بوسط تونس العاصمة، في تجمع للتعبير عن تضامنهم مع أهالي - محافظة سيدي بوزيد. ونظم هذا التجمع النقابي ست نقابات هي: النقابة العامة للتعليم الثانوي، والنقابة العامة للتعليم الأساسي، ونقابة البريد والاتصالات، والنقابة العامة لأطباء الصحة العامة والصيادلة وأطباء الأسنان، والنقابة العامة للشباب والطفولة، ونقابة الصناديق الاجتماعية. وألقى النقابي سامي طاهري أمين عام نقابة التعليم الثانوي، كلمة، أعرب فيها عن تضامن النقابيين مع أهالي سيدي بوزيد، ومع مطالبهم المشروعة في الحصول على فرصة عمل، وتوفير عوامل التنمية. ( وكالات )