قد تمد الاضطرابات السياسية في تونس واشنطن بذخيرة جديدة لمطالبة حكام عرب بتخفيف قبضتهم لكن لم يتضح الى مدى ستصر على هذا المطلب وما اذا كان هناك من سينصاع. وقال مسؤولون امريكيون ان من السابق لاوانه تحديد الدروس المستفادة من الاطاحة بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي الذي فر من البلاد في 14 كانون الثاني بعد مظاهرات في الشوارع اججها قيام بائع فاكهة وخضروات باشعال النار في نفسه احتجاجا على مصادرة الشرطة عربة اليد التي كان يبيع عليها بضاعته. وقاد احتمال - لم يتحقق بعد - بان تمتد الاحتجاجات السياسية الواسعة في تونس لتشمل مناطق اخرى في الشرق الاوسط لانخفاض العملات والاسهم والسندات في المنطقة وفي مصر بشكل خاص في بداية الامر. وقال مسؤولون امريكيون ان ادارة الرئيس الامريكي أوباما لا زالت تراقب وتنتظر لمعرفة تطور الاحداث في تونس ولمحوا الى انه ربما يكون من السابق لاوانه استخلاص نتائج. وقال مسؤول "من قبيل العجلة استخلاص رسالة عامة من حالة تونس باستثناء القول بان ثمة قضايا وموضوعات تتردد اصداؤها في المنطقة باسرها" ، مشيرا لرغبة الشعوب في حق التظاهر والمشاركة السياسية والحياة الكريمة. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه "من التزيد نوعا ما ان نقول ان ثمة دروسا ينبغي استخلاصها من تونس". لكن مسؤولين اميركيين آخرين قالوا ان الولايات المتحدة يمكن ان تستغل النموذج التونسي لدعم مطالبتها الدول العربية بانفتاح اكبر لانظمتها السياسية ومحاربة الفساد واتاحة مزيد من الفرص الاقتصادية. وقال مسؤول ثان "تمنحنا تونس مبررا للمطالبة وتمنح النقاط التي نطرحها صدى أكبر". وذكر المسؤول الاخير واخرون ان من غير الواضح ان القادة العرب سيعتبرون الانتفاضة التونسية رسالة لتبني الحريات الديمقراطية وهو ما تطالب به الولايات المتحدة منذ فترة طويلة رغم استعدادها في نفس الوقت للعمل مع انظمة شمولية. وقال مسؤول بالكونجرس "سيحاولون استغلالها (الانتفاضة التونسية) لكن لست ادري مدى قوة الضغط في هذا الشأن اذ ينتابني شعور بان الانظمة في المنطقة ربما لن تستوعب الدرس بشأن حاجتها لانفتاح". واضاف "ربما يستخلصون من هذا الدرس انه تعوزهم مهارة أكبر في كيفية ممارسة سياساتهم الشمولية". والخطر الاكبر الذي يشغل تفكير صناع السياسات في الولايات المتحدة والذي نادرا ما يعبرون عنه في العلن هو ان يأتي مزيد من الديمقراطية في العالم العربي بحكومات اسلامية معادية للولايات المتحدة. واضاف المسؤول في الكونجرس "لا يزال الخوف من النموذج الايراني كامنا". "رويترز"