تتسارع الاحداث في مصر الى اعمال نهب واسعة مع استمرار المظاهرات الغاضبة في أنحاء البلاد رغم إعلان الرئيس المصري حسني مبارك إقالة الحكومة يتبعها مساء اليوم السبت تعيين عمر سليمان نائبا له ، ثم تكليف أحمد شفيق بتشكيل الحكومة الجديدة وهما شخصيتان بارزتان في المؤسسة العسكرية التي تحضى باحترام وحب الشارع المصري. ورغم الانتشار المكثف لقوات الجيش لحماية المرافق الحيوية ، تصاعدت الإحداث لتبرز اليوم في حالة فراغ امني أدت لتفاقم عمليات النهب والسلب لتصل الى منازل مواطنين بعد منشأت مصرفية وشركات لا سيما في القاهرة حسب تقارير ونداءات بثتها قناة العربية ولا تزال لمواطنين من احياء متفرقة، بينما دعا الجيش الاهالي لحماية ممتالكاتهم واتجه البعض لتشكيل لجان شعبية لذلك . أعلنت وكالة انباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية أنه تم تعيين رئيس المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان نائبا للرئيس حسنى مبارك. وقال التلفزيون المصري ان سليمان أدي اليمين الدستوري كنائب للرئيس. وكان مبارك مساء أمس في أول ظهور علني له في التلفزيون الرسمي منذ تفجر الاضطرابات قبل أربعة أيام وتصاعدها لصدامات دامية أمس قال انه "ليس باشتعال الحرائق والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة تتحقق تطلعات مصر وأبنائها وإنما تتحقق هذه التطلعات للمستقبل الأفضل بالوعي والحوار والاجتهاد من أجل الوطن." ودعا إلى إجراء حوار وطني لتفادي الفوضى في إعقاب يوم من الاشتباكات الدامية بين الشرطة والمحتجين الغاضبين من الفقر والحكم الاستبدادي . وأعرب مبارك في خطابه الموجه إلى الشعب المصري عن أسفه لما أسفرت عنه التظاهرات من سقوط ضحايا أبرياء من المدنيين والعسكريين. وقال الرئيس مبارك إن " خيطا رفيعا يفصل بين الحرية والفوضى وإننى إذ أنحاز كل الانحياز لحرية المواطنين في إبداء آرائهم" محذرا من " أمثلة عديدة انزلقت بالشعوب إلى الفوضى والانتكاس". وأكد أن هذه التظاهرات تعبر عن مطالب مشروعة ب" الإسراع لمحاصرة البطالة وتحسين مستوى المعيشة ومكافحة الفقر والتصدي بكل حسم للفساد" لكنه أضاف أن هذه المشكلات لا يمكن مواجهتها ب"العنف والفوضى وإنما بالحوار الوطني والعمل المخلص والجاد". وأهاب بالشباب المصري مراعاة مصالح الوطن والتصدي لحماية وطنهم ومكتسباتهم وقال " ليس بإشعال الحرائق والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة تتحقق تطلعات مصر وأبنائها وإنما تتحقق هذه التطلعات للمستقبل الأفضل بالوعي والحوار والاجتهاد من أجل الوطن ". وتعهد بمواصلة الإصلاح " بخطوات جديدة " تؤكد استقلال القضاء وأحكامه ونحو المزيد من الديمقراطية والمزيد من الحرية للمواطنين ومحاصرة البطالة ورفع مستوى المعيشة وتطوير الخدمات وخطوات جديدة للوقوف الى جانب الفقراء ومحدودي الدخل. وقال إن الأحداث التي شهدتها البلاد أخيرا " ألقت في قلوب الأغلبية الكاسحة من أبناء الشعب الخوف على مصر ومستقبلها والتحسب من الانجراف إلى مزيد من العنف والفوضى والتدمير والتخريب وإنني متحملا مسؤوليتي الأولى في الحفاظ على امن الوطن والمواطنين". وأعلن مبارك أنه طلب من الحكومة أن تقدم استقالتها وانه سيكلف الحكومة الجديدة اعتبارا من الغد بتكليفات واضحة ومحددة للتعامل الحاسم مع أولويات المرحلة الراهنة. وشدد على انه لن يتهاون في اتخاذ أية قرارات تحفظ " كل مصر ومصرية أمنهم وأمانهم وسوف أدافع عن أمن مصر واستقرارها وأمانى شعبها ". تجدد الاحتجاجات وفي مؤشر واضح على عدم رضا المحتجين الذين نزلوا إلى الشارع عن تصريحات مبارك، تجمع مئات المحتجين المصريين في ميدان التحرير بوسط القاهرة منذ صباح اليوم السبت لمطالبة الرئيس بالتنحي بعد ساعات من الكلمة التي ألقاها، وردد المتظاهرون "ارحل ارحل" وهم يتجمعون في ميدان التحرير في ظل تواجد الجيش الذي نشر في المدينة لتهدئة الوضع. وقررت السلطات المصرية اليوم تمديد ساعات حظر التجوال في القاهرة الكبرى والاسكندرية والسويس اعتبارا من الساعة الرابعة عصرا وحتى الثامنة صباحا . وكانت السلطات قد قررت يوم امس حظر التجوال في المدن الثلاث من الساعة السادسة مساء وحتى السابعة صباحا . غير ان ذلك التمديد المعلن تباعا لم يحل دون استمرار المتظاهرين في وسط القاهرة ومدن اخرى. واستأنفت شبكات هواتف المحمول في شتى أنحاء العاصمة المصرية خدماتها السبت بعد أن انقطعت منذ بدء الاحتجاجات الجمعة، إلا أن الرسائل النصية لم تعمل بعد. وبدت مناطق بالقاهرة كمنطقة حرب يلفها الدخان ويتناثر فيها الركام ورائحة الغاز المسيل للدموع. 100 قتيل ومئات المصابين في هذه الأثناء قالت مصادر إن نحو 100 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من ألف في اشتباكات في القاهرة والسويس والإسكندرية. وأشارت تقارير إلى أن أكثر من نصف القتلى الذي سقطوا خلال الاشتباكات التي وقعت الجمعة كانوا في مدينة السويس بشرق مصر والتي شهدت معظم الاحتجاجات العنيفة التي اندلعت خلال الأيام الأربعة المنصرمة. وسيطر الجيش الذي نشر لأول مرة خلال الاحتجاجات التي بدأت قبل أربعة أيام ميدان التحرير بالقاهرة عند منتصف الليل. نصائح أوباما وتتويجا لمواكبة حثيثة من السلطات الأمريكية لأحداث يوم الغضب المصري خرج الرئيس الأمريكي باراك أوباما في وقت مبكر السبت ليؤكد أنه تحدث مع مبارك وحثه على "اتخاذ خطوات ملموسة تعزز حقوق الشعب المصري." ودعا أوباما أيضا الحكومة المصرية إلى التوقف عن التدخل في حرية الدخول إلى الانترنت وخدمة الهاتف المحمول والشبكات الاجتماعية على الانترنت والتي كان يستخدمها المحتجون. وقال أوباما "أود أن أكون واضحا جدا في دعوتي للسلطات المصرية للامتناع عن أي عنف تجاه المحتجين المسالمين." وأثارت الاضطرابات في مصر المخاوف بشأن عدم الاستقرار في المنطقة كما ألحقت أضرارا بأسواق المال العالمية. وتحول المستثمرون إلى الدولار وأذون الخزانة الأمريكية كملاذات آمنة في حين تراجعت أسواق الأسهم في أنحاء العالم وارتفعت أسعار النفط الخام. استقالة أمين الحزب الحاكم وقدم المهندس أحمد عز أمين التنظيم في الحزب الوطني الحاكم في مصر استقالته من الأمانة العامة للحزب. وقال صفوت الشريف أمين عام الحزب الوطني الحاكم ،السبت، بأنه قد أخطر بقبول استقالته. الاخوان يدعون لتسليم السلطة في غضون ذلك دعت جماعة الاخوان المسلمين السبت الى تشكيل حكومة وطنية انتقالية في مصر والى نقل السلطة بشكل سلمي، وذلك في بيان اصدرته في اليوم الخامس من الانتفاضة الشعبية على نظام الرئيس حسني مبارك. واكدت الجماعة، قوة المعارضة الرئيسية في مصر، دعمها "للانتفاضة السلمية المباركة" للشعب المصري مطالبة ب"تشكيل حكومة وطنية انتقالية من غير الحزب الوطني "الحاكم" تتولى اجراء الانتخابات النزيهة ونقل السلطة بشكل سلمي". واكد الاخوان المسلمون ايضا ضرورة "الاستمرار في هذه الانتفاضة السلمية حتى تتحق مطالب الشعب العادلة كاملة قبل ان يحصل ما لا نتمناه لوطننا الحبيب". وطالبوا ب"تشكيل لجنة وطنية للتحقيق وتقصي الحقائق في وقائع استخدام العنف والقتل غير المبرر ضد المتظاهرين" الذين سقط منهم نحو اربعين قتيلا الجمعة. ( وكالات )