دعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) كافة الأطرف السياسية في اليمن الى حماية الأطفال وتجنيبهم أحداث العنف وعدم الزج بهم في المظاهرات السياسية. جاء ذلك في أعقاب تعرض عدد من مدارس الثانوية والأساسية بمحافظة عدن جنوبي البلاد لاقتحام عدد من المتظاهرين المسلحين صباح الثلاثاء وقاموا بإطلاق الأعيرة النارية في الهواء وأجبروا إدارات تلك المدارس على إخراج الطلاب لتنظيم مسيرة باتجاه المخيمات الاعتصامية المطالبة بإسقاط النظام ورحيل الرئيس صالح.. واعربت (اليونسيف) في بيان صحافي صادر عن مكتبها في صنعاء عن بالغ قلقها لتعرض الأطفال لأعمال عنف "او يصبحوا ضحايا له في خضم أية اضطرابات أو التجاذبات السياسية الحالية في اليمن". وحذرت من المخاطر المترتبة على الاعتداء على المدارس والتي قد تعرض سلامة الأطفال والطلاب للخطر حيث انها تلقت تقارير واردة من مدينة (عدن) جنوبي اليمن تفيد بتعرض عدد من المدارس لهجوم من قبل بعض المتظاهرين. وذكرت ان المتظاهرين هددوا الأطفال والمدرسين بحرق المدارس في حال عدم مغادرتهم لها والانضمام الى مظاهراتهم الاحتجاجية. وناشدت كافة الأطرف السياسية وجميع المعنيين الى احترام حقوق الأطفال والامتناع عن استخدام العنف والحرص على حماية الأطفال في جميع الظروف وتجنب تعريضهم لاعمال عنف من شأنها أن تؤثر على صحتهم البدنية والنفسية. من جانبها حذرت وزارة التربية والتعليم من الزج بطلاب المدارس في المماحكات السياسية والصراعات الحزبية. وأكد وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالسلام الجوفي في تصريحات اليومأن الوزارة ستحاسب كل من يثبت تورطه في الزج بالطلاب في تلك المهاترات وفقاً للإجراءات القانونية المخولة لها. ودعا وزير التربية والتعليم الجميع إلى احترام المدرسة وعدم الزج بها في الصراعات السياسية والحزبية باعتبارها مركزاً للعلم وتربية الناشئة على ثقافة المحبة والتسامح وحب الوطن بعيداً عن ثقافة الكراهية والعنف والتعصب. وأضاف الوزير الجوفي " إن الزج بطلاب المدارس في تلك المماحكات جريمة يعاقب عليها القانون والدستور الذي حرم الانتماءات السياسية لمن هم دون سن الثامنة عشر، أضفة إلى ذلك أن أبنائنا الطلاب هم فلذات أكبادنا وأملنا في مستقبل أفضل ويجب المحافظة عليهم وحمايتهم بعيداً عن كل المهاترات والصراعات". وكانت مدينة عدن شهدت مساء أمس تظاهرة في مديرية المنصورة تحولت لشغب ، وقال مصدر محلي أن اغلب الطرقات الفرعية والرئيسية بالمديرية تعرضت للتخريب والإتلاف في عدد من اعمدة الانارة والاسوار الاسمنتية للحدائق العامة والأشجار والتي تم وضعها على الطرقات ومنافذ الأحياء السكنية كعوائق للسيارات المارة، الى جانب اتلاف وتخريب الكاميرات الامنية العامة وأعمدتها الحاملة في المديرية كما قامت بتهديد أصحاب المحلات التجارية الصغيرة والبقالات والمرافق الخدمية والعيادات واجبارهم على اغلاق محلاتهم التي تعد مصدر عيشهم. كما اقدم عدد من المتظاهرين في مديرية خور مكسر على اقتلاع أعمدة الإنارة وتكسير اللوحات الاعلانية الى جانب تحطيم نافورة البجعات التي تعد من معالم المديرية واحراق الاطارات واغلاق شوارع المديرية الرئيسية والفرعية .. بينما تجنبت قوات الامن الصدام مع المتظاهرين تخوفا من وقوع ضحيا بعد انتقادات الأحزاب ومنظمات لتعامل الأمن مع المحتجين واتهامها بالوقوف خلف مقتل وجرح متظاهرين في الصدامات التي وقعت قبل أكثر من أسبوعين ، بينما تنفي السلطات ذلك متهمه من وصفتهم بالمندسين في أوساط المواطنين للانحراف بمسار فعالياتهم السلمية نحو العنف والتخريب.