صوت مجلس الامن الدولي ليل أمس في مصلحة تنفيذ ضربات جوية ضد ليبيا لمنع القذافي من استخدام الطيران ضد المتمردين، في حين اعلن وزير خارجية فرنسا الان جوبيه ان التحرك سيبدأ خلال ساعات. ويجيز القرار الذي تبناه مجلس الامن الدولي استعمال "كل الاجراءات الضرورية" لحماية المدنيين ومنع الجيش الليبي من اطلاق النار. وصدر القرار باغلبية 10 اصوات من اصل 15 يتألف منهم مجلس الامن. وقد امتنعت روسيا والصين عن التصويت ولكنهما لم تستعملا حق النقض (الفيتو) لاسقاط مشروع القرار. وامتنعت كذلك المانيا والبرازيل والهند عن التصويت. وفي وقت اعلن معمر القذافي عن شن هجوم على مدينة بنغازي، معقل الثوار، حذر وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه من انه ليس هناك الكثير من الوقت للتدخل. وقال "المسألة قد تكون مسألة ساعات". وكان اعلن في وقت سابق ان الضربات الجوية ستبدأ فور تبني القرار. واضاف جوبيه "كل يوم وكل ساعة تمر تزيد من ثقل المسؤولية الملقاة على اكتافنا. سيكون من شرف مجلس الامن اعلاء القانون على القوة في ليبيا والحرية على القمع". وفي معسكر الذين امتنعوا عن التصويت، اشار سفير المانيا بيتر ويتينغ الى ان بلاده "ترى مخاطر كبيرة" في استعمال القوة المسلحة. وقال "لا يجوز التقليل من امكانية سقوط عدد كبير من الضحايا". واوضح ان بلاده لن تشارك في العمليات العسكرية ضد ليبيا. اما سفيرة البرازيل ماريا لويزا ريبيرو فيوتي فقالت ان بلادها "ليست مقتنعة بان استعمال القوة سيؤدي الى وضع حد لاعمال العنف". واضافت "هذا الامر قد يحمل المزيد من الضرر بدلا من الخير للشعب الليبي". ومن ناحيته، اعتبر سفير روسيا فيتالي تشوركين ان "الاندفاع الى استعمال القوة هو الذي تغلب. انه لامر مؤسف جدا". وذكر ان بلاده اقترحت قرارا يدعو الى وقف لاطلاق النار. واعتبر الامين المساعد لوزارة الخارجية الليبية خالد الكعيم ليل الخميس ان قرار مجلس الامن الدولي الذي اجاز تنفيذ ضربات جوية في ليبيا "لا يساوي الورق الذي كتب عليه". وقال الكعيم لفرانس برس ان هذا القرار "لا يساوي الورق الذي كتب عليه وهو تآمر على الشرعية ودعوة لذبح الشعب الليبي". واضاف ان "فرنسا عندما تبنت القرار او تزعمت مع بريطانيا وامريكا (المساعي لاقراره) كانت تسعى الى تقسيم ليبيا والنية كانت التوجه العدواني ضد وحدة ليبيا واستقرارها". واعتبر المسؤول الليبي ان "القرار لا علاقة له بالسياسة او الديموقراطية، والدليل ان المجتمع الدولي ورغم مطالبتنا الملحة له بارسال لجنة لتقصي الحقائق الا انه تلكأ ولم يبعث احدا". ثم عاد الكعيم وأعلن ان ليبيا مستعدة لوقف اطلاق نار ضد المتمردين ولكنه طلب بحث تفاصيل تطبيقه مسبقا. وقال الكعيم في مؤتمر صحافي "اننا جاهزون لهذا القرار لكننا محتاجون ان نتكلم مع طرف محدد لنناقش كيفية تطبيقه". واضاف "سوف نتعامل مع هذا القرار بشكل ايجابي وسنؤكد نيتنا هذه من خلال ضمان حماية للمدنيين". وكان العقيد معمر القذافي استبق ، أمس، تصويت مجلس الأمن الدولي على مشروع القرار الفرنسي البريطاني الأمريكي بشأن فرض حظر جوي على ليبيا، وهدد باستهداف الملاحة الجوية والبحرية، المدنية والعسكرية، في منطقة حوض المتوسط رداً على أي عمل عسكري أجنبي ضدها. ودخلت "كتائب القذافي"، التي منحت الثوار مهلة 72 ساعة للاستسلام مقابل العفو العام، في سباق من أجل "الحسم العسكري" الذي تحدث عنه القذافي في مقابلته التلفزيونية، قبل فرض الحظر . وشنت طائرات النظام الحربية سلسلة غارات على مطار قريب من بنغازي، فيما تمكن الثوار من إسقاط طائرتين حربيتين، وواصلوا تصديهم لكتائب القذافي في شرق البلاد، وأكدوا الثبات في مصراته . وقال ناطق باسم وزارة الدفاع الليبية "إن أي عمل عسكري خارجي ضد ليبيا سيعرض جميع الملاحة الجوية والبحرية في البحر المتوسط للخطر وستصبح كل السابلة، المدنية والعسكرية، أهدافاً للهجوم المضاد الليبي" . أضاف "أن حوض البحر المتوسط سيصبح في خطر شديد ليس على المدى القصير، ولكن أيضاً على المدى البعيد" . ودعا الزعيم الليبي معمر القذافي شباب مدينة مصراتة بشرق البلاد إلى حمل السلاح لتحرير مدينتهم ممن أطلق عليهم «حفنة من المرتزقة» الذين استباح دمهم بوصفهم «كفّارا» ويجب قتلهم». وقال القذافي في لقاء بمجموعة من هؤلاء الشباب المقيمين بمدينة طرابلس بثه التلفزيون الليبي فجر أمس: «يتم تسليحكم الليلة لنبين للعالم ولليبيين أن أهل مصراتة يحررونها هذه الليلة». وأضاف أن «هذه اللحظات في هذه الليلة بدأ الزحف على قلب مدينة مصراتة» وتابع: «نريد أن نبين للعالم أننا قادرون على ذلك.. المعركة بدأت وتستأنف». وجدد القذافي اتهامه للعناصر الإسلامية الذين وصفهم «بالزنادقة والكفرة» بالعمل على «تخريب وتدمير» هذه المدينة و«تشويهها» مثلما فعلوا «في عدد من المدن الليبية الأخرى». وقال إنه لا يمكن ترك هذه المدينة رهينة لدى من وصفهم ب«المخبولين.. لتدمير موانئها ومصانع الحديد والصلب». كما وصفهم بأنهم «جرذان فعلا يدخلون عليها من خربة إلى خربة ومن حفرة إلى حفرة». من جهة أخرى، دعا القذافي الليبيين إلى منع دخول قوات أجنبية إلى البلاد. وقال: «لا بد أن نحول دون دخول القوات الأجنبية التي يمكن أن تستغل هؤلاء الكلاب حتى تستعمر مصراتة مرة ثانية تستعمر بلادنا مرة ثانية ولا بد أن نثبت امام العالم أننا قادرون على تطهير بلادنا من الذين يريدون ان يعود الاستعمار مرة ثانية إلى بلادنا». إلى ذلك، رفض القذافي «التحاور» مع الثوار الليبيين متهما إياهم بأنهم عملاء لتنظيم القاعدة، وذلك في مقابلة مع صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية نشرتها أمس. وسئل الزعيم الليبي عن مصير المجلس الوطني الانتقالي الذي شكلته المعارضة الليبية في حال استعاد نظامه السيطرة على مدينة بنغازي (شرق) التي تشكل معقل الثوار، فأجاب بأن هذا المجلس «لا قيمة له على الإطلاق. إن رئيسه (وزير العدل الليبي السابق مصطفى محمد عبد الجليل) شخص بائس. هؤلاء الأشخاص سيفرون من دون شك إلى مصر». لكنه أبدى استعداده للصفح عن مسؤولين سابقين كبار أو ضباط هم أعضاء او قريبون من المجلس الوطني الانتقالي قائلا ان «هؤلاء اخذوا رهائن. سأصفح عنهم إذا بقوا لأنهم لا يتحملون مسؤولية». ( وكالات )