أبدى خبراء تخوفهم من صدام عسكري دامي بين القادة المنشقين والبارزين في الجيش مع وحداتهم والمنضمين لثورة الشباب المطالبة بإسقاط النظام ورحيل الرئيس صالح أمس الاثنين ، وبقية تكوينات القوات المسلحة والأمن التي أعلنت بالمقابل وقوفها إلى جانب الرئيس علي عبد الله صالح والشرعية الدستورية ومواجهة أي عملية انقلابية. وتقاسمت العاصمة وعدد من المناطق انتشار عسكري بأسلحته الثقيلة ودباباته ومدرعاته للفرق المنشقة في مواجهة انتشار مقابل لبقية تكوينات الجيش بعدد من الشوارع والمناطق الحيوية والحساسة لاسيما بالعاصمة وحضرموت وسط مخاوف من انفجار الوضع. ويقود الانشقاق العسكري اللواء الركن علي محسن الأحمر قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية ، قائد الفرقة الأولى والمتعددة الكتائب بعدد من المحافظات وهو مقرب من جماعة الاخوان المسلمين باليمن، بالإضافة إلى قائد المنطقة العسكرية الشرقية محمد على محسن الأحمر، واللذان كانا نقطة البداية المحفزة بانضمامهما لثور الشباب السلمية وحمايتها ، وتبعه عدد من القيادات البارزة في الجيش في ثلاثة ألوية هي العمالقة بقيادة على الجايفي ، وحميد القشيبي- قائد اللواء 310 في محافظة عمران ،واللواء فيصل رجب قائد اللواء 119 مشاة في منطقة ردفان بمحافظة لحج. وقال اللواء على محسن صالح الأحمر أمس في إعلانه تأييدَه ودعمه وضباط وأفراد قواته لثورة الشباب السلمية ومطالبها، مؤكدا في الوقت نفسه أنها ستؤدي واجباتها غير منقوصة في حفظ وحماية العاصمة صنعاء وأي منطقة توجد فيها إلى جانب القوات المسلحة اليمنية، وأضاف إنه اتخذ هذا الموقف استجابة لتطورات الميدان ولرغبة زملائه من القادة وضباط الصف والجنود ونظرا للأوضاع التي وصلت إليها البلاد ومخافة اندلاع حرب أهلية في اليمن. وكانت الفرقة الأولى مدرع التي يقودها اللواء على محسن تولت منذ أمس الاول مسؤولية تأمين المعتصمين المطالبين بإسقاط النظام في ساحة التغيير بصنعاء، ونشر أفرادها على جميع المداخل المؤدية إلى الساحة، في الوقت الذي انسحبت فيه قوات الأمن المركزي، من جميع مداخل الساحة، كما نشرت منذ أمس دبابات وأسلحة ثقيلة في منطقة الستين والقريبة من معسكر الفرقة ،وهو الخط الذي يقود إلى دار الرئاسة . وفي رد على ذلك ، أعلن مجلس الدفاع الوطني انعقاده الدائم منذ أمس لمتابعة المستجدات ، وخرج وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر احمد ببيان متلفز أعلن فيه وقوف الجيش والأمن الى جانب الرئيس علي عبد الله صالح والشرعية الدستورية . واكد أن القوات المسلحة والامن وقفت امام الأزمة التي افتعلتها بعض القوى المتربصة للإنقلاب بعيدا عن إرادة الشعب التي عبر عنها في صناديق الإقتراع في انتخابات حرة ونزيهة.. وقال وزير الدفاع في البيان ان القوات المسلحة والامن لن تسمح بالانقلاب على الشرعية الدستورية .واضاف : ستظل مخلصة لقسمها امام الله والشعب والقيادة السياسية في ظل الرئيس علي عبد الله صالح وانها لن تسمح تحت اي ظرف من الظروف باي محاولة للانقلاب على الديمقراطية والشرعية الدستورية او انتهاك امن الوطن والمواطنين. ولحقه ظهور ثاني عبر الفضائيات للواء علي محسن الأحمر وجه فيه نداء لأبناء القوات المسلحة محذرا من استخدام العنف ضد الشعب وضد بقية الجيش ورفض أي أوامر تخالف يمينهم بحمياة الشعب والوطن. وبالمقابل انتشرت دبابات ومدرعات بمحيط القصر الرئاسي في صنعاء ومنطقة السبعين ، وحول العاصمة وأمام المنشات الحيوية كالبنوك والمطار والتلفزيون والإذاعة من عديد من فرق الجيش ، وبالمثل في عدن وحضرموت ، وساد التوتر في عديد من محافظات اليمن ومناطقها .