فؤاد مسعد - قليلة هي الأعمال التي بات الفنان دريد لحام يشارك فيها، ولكن عندما يقرر أن يحقق وجوداً في عمل فهذا بحد ذاته شهادة لأهمية هذا العمل، وحالياً يتواصل التحضير للانطلاق بتصوير مسلسل «خربة» إخراج الليث حجو وتأليف د. ممدوح حمادة وهو مسلسل سيتميز ببيئته، شأنه شأن مسلسل «ضيعة ضايعة»، ولكن البيئة هنا ستكون مختلفة عن تلك التي جرى تناولها المخرج حجو في «ضيعة ضايعة». حول سبب قبوله المشاركة في المسلسل وما الذي يحمله من أفكار وموضوعات، وعن جديده السينمائي والمسرحي، كانت لنا هذه الوقفة مع الفنان دريد لحام. ما سبب قلة ظهورك في أعمال تلفزيونية؟ - مستقبلي أصبح خلفي وليس أمامي. ومستقبلي الذي أحرص عليه كثيراً هو ما حققته من أعمال في السينما والمسرح والتلفزيون، وبالتالي عندما تُعرض عليّ أعمال على مستوى أقل مما مضى أضطر الى الجلوس جانباًَ، ويومياً أقرأ ما يقارب الخمسمائة صفحة من أعمال تُعرض عليّ للمشاركة فيها، لكنني دقيق في الاختيار بشكل كبير. لا بل ينبغي أن أكون دقيقاً كي لا يهتز مستقبلي الذي ورائي، فلا أريد أن تهتز «ضيعة تشرين، كاسك يا وطن، غربة، صح النوم»، ولأشارك في عمل ينبغي أن يكون إما بحجم تلك الأعمال أو أفضل ولكن ليس أقل. شجار دائم أين تكمن ميّزة مشاركتك في مسلسل «خربة»؟ وما خصوصية الشخصية التي تؤديها فيه؟ - لا بد من الإشارة إلى أن اسم «خربة» يُطلق لدينا على أسماء بعض القُرى ولكن كي لا يفسر على أنه من «الخراب» سيتغير لاحقاً وهو مازال عنوانا أوّليا للمسلسل، ويمكن القول ان «خربة» عمل بيئوي تجري أحداثه الافتراضية في منطقة جبل العرب (السويداء) بين عائلتين، وهناك حالة من الشجار الدائم بين كبيري العائلتين، والصراع حول أي العائلتين أفضل من الأخرى؟ والعمل كوميديا لطيفة غير سياسية وإن كانت تدخل فيها أحياناً بعض «الغمزات» السياسية، وأجسد في المسلسل شخصية كبير إحدى العائلتين بينما يؤدي الفنان رشيد عساف شخصية كبير العائلة الأخرى. لماذا اعتذرت عن المشاركة في مسلسل «طالع الفضة» مع المخرج سيف الدين سبيعي بينما قبلت المشاركة في «خربة» مع المخرج الليث حجو؟ - لست من الفنانين الذين يمثلون دورين في الوقت نفسه، لأنني عندها سأظهر وكأن دريد ينافس دريد، لذلك أفضّل التفرّغ للمشاركة في عمل واحد، أما سبب تفضيلي لمسلسل «خربة» فلأن دوري فيه أقرب إلى الكوميديا التي أعتبرها ملعبي الأساسي. إنها الكوميديا التي تقف بين الدمعة والضحكة. عرض مؤجل كان من المُفترض عرض مسرحية «السقوط» في عدد من الدول العربية والأجنبية بعد أن عُر.ضت في قطر، فلماذا أجلت تلك العروض؟ -لقد عُر.ضت المسرحية في قطر لأنها إنتاج قطري وكان الممثلون من سوريا والمخرج من العراق، وقد استُقب.لت بحماس رائع، خاصة أنها مسرحية صادمة وصريحة جداً، وتتحدث عن أسباب ضعف الأمة العربية، ولكن بعد أن عُر.ضت في قطر بدأت الثورات في الوطن العربي فبات الجو العام غير مُهيأ لمشاهدتها لأنها صادمة حتى أكثر من مسرحيتي «كأسك يا وطن» و«شقائق النعمان»، لذلك عرضها حالياً مؤجل إلى الصيف. رغم أنه لا يمكنني القول عن «السقوط» أنها مسرحية تضم لوحات على طريقة «مسرح الشوك»، وكل لوحة تتحدث عن مشكلة تؤدي الى ضعف هذه الأمة. أين وصلت في العمل السينمائي الذي تحضّر له؟ - أعكف حالياً على كتابته. وهو فيلم عائلي ويُعتبر الوجه الآخر لفيلم «الآباء الصغار» الذي قدمته منذ عدة سنوات وفيه أظهرنا كيف يمكن لعائلة متماسكة أن تصنع المستحيل، أما في الفيلم الجديد الذي أحضّر له فسأتناول فيه عائلة مُفككة، وسأظهر إلى أين يمكن أن يوصلنا العنف العائلي. الفنان القدوة أين يتجلى دور الفنان في المنحى الإنساني في المجتمع؟ - الفعل الميداني لأي فنان هو أكثر فائدة من حديثه عن الموضوع، فعلى سبيل المثال عوضاً عن أن أظهر على شاشة التلفزيون وأتكلم عن النظافة فمن الجميل أن يراني الناس في الشارع وأنا أشارك في حملة للنظافة وهنا يتحول الفنان إلى قدوة. والناس أحبوا هذا الأسلوب وتفاعلوا معه. ولكن هناك فنانين يتخذون من العمل الإنساني منفذاً للدعاية والظهور الإعلامي، فمتى يكون عملهم في هذا المجال حقيقياً وفاعلاً ومتى يكون مجرد «بريستيج»؟ - عندما يقوم الفنان بعمل ما ضمن إطار الفعل الإنساني فينبغي أن ترصده كاميرات الإعلام ليكون بمنزلة قدوة، لأنه إن فعل ذلك سراً فلن تتحقق مسألة عدوى الآخرين. أما بالنسبة إليّ فلا أهتم كثيراً لأن يغطي الإعلام ما أقوم به في هذا المجال، حتى أنني شاركت أخيراً مع الفنانين جمال سليمان ومصطفى الخاني في حفل للأطفال المعاقين ولم نسأل إن كان هناك حضور إعلامي *القبس