لقي شخصان على الأقل مصرعهما وأصيب آخرون بجروح خلال قيام قوات الأمن في محافظة (تعز) وسط اليمن صباح اليوم الاثنين بتفريق متظاهرين كانوا يحاصرون منذ يوم أمس مبنى حكومي وقطع شارع يمثل الشريان الرئيسي لمدينة تعز ونصبوا فيه خيامهم. وزحف أمس المتظاهرون المناهضون للنظام من ساحة الحرية بمنطقة عصيفرة في تعز حيث يعتصمون هناك منذ أكثر من ثلاثة أشهر ، متمددين إلى وسط المدينة وفرضوا حصار على مكتب التربية والتعليم وأغلقوه بالسلاسل بعد الاشتباك مع حراسته الذين منعوهم من اقتحامه ، وامتد تمركزهم حتى شارع جمال الحيوي " جولة المسبح " - الذي يعد الشريان الرئيسي لمدينة تعز -بعد أن قاموا بقطعه بالأحجار ونصب خيام فيه ،فيما ذكر مركز إعلامي تابع للمتظاهرين في تعز انهم أعدوا لجان أمنية وبأشرة عملها منذ مساء أمس بحدود المنطقة التي تم السيطرة عليها في خطوة وصفوها بالتصعيدية لإسقاط النظام . وقال شهود عيان اليوم أن قوات متنوعة لمكافحة أعمال الشغب فضت صباحا التمركز المستحدث للمتظاهرين ،مستخدمة خراطيم المياه والقنابل الدخانية ومسيلات الدموع وهروات ، وإزالة استحداثات المحتجين وسط شارع جمال وعلى امتداده من حجار وخيام ، بينما دارت اشتباكات متلاحقة في الشوارع الخلفية في ظل توافد إعداد إضافية من المحتجين بإغارات كر وفر بالحجارة والهراوات ضد القوات الحكومية ،وسماع إطلاق النار وبشكل كثيف خلال المواجهات. وتحدث مصدر طبي في المستشفى الميداني في ساحة الحرية لوسائل الاعلام عن مقتل شخصين من المحتجين هما (محمد عبد الحق طاهر -محمد عبدة قائد ) ،وإصابة 30 بالرصاص الحي و10 حالات تراوحت بين القذف بالحجارة والضرب بالعصي، وزادت أحزاب تكتل المشترك المعارضة بأنهم خمسة قتلى وأكثر من 60 جريحاً بالرصاص الحي و300 حالة اختناق بالقنابل السامة، بالاضافة الى اعتقال العشرات ورش 16 ناشطة بمياه المجاري، بينما ذهبت فضائية "الخنزيرة" القطرية لإعلان مقتل العشرات وإصابة المئات برصاص الحرس الجمهوري والقناصة. أحزاب المشترك المعارضة في تعز ببيان وصفت احداث اليوم بانها "جريمة جديدة وبشعة ارتكبها النظام بحق المعتصمين سلميا ،ليس له مبررا سوى الرغبة المسعورة بشرب الدماء وقتل أبناء الشعب"، مؤكدة بأن "هذه الجرائم لن تعيق مسيرة الثورة ولن تؤخر انتصاراتها لأن دماء الشهداء ستكون لعنة على السفاحين ولن يفلت المجرمون من العدالة". ويعد مسار تصعيد أعمال العنف لإطراف مستفيدة من الدماء التي تسيل ، مسعى لتوجيه الضربة القاضية للوساطة الخليجية ومبادرتها لإنهاء الأزمة ، وكأرصدة للمناورة والمتاجرة بالدماء أمام المجتمع الدولي لتسجيل اكبر عدد من أهداف الضغط على الآخر في ظل فضاء من إعلام "تحريضي" مغيب للحقيقة. وكانت الناشطة والقيادية في حزب الإصلاح الاسلامي المعارض توكل كرمان دشنت يوم أمس من محافظة تعز بروفة ل"برنامج تصعيد العنف الثوري" بعد يوم من إعلان ما تسمى اللجنة التنظيمية العليا للثورة الشبابية الشعبية في اليمن–وهي اكبر مكون شبابي في ساحات الاعتصام المناهضة للنظام وتتبع عمليا أحزاب تكتل اللقاء المشترك المعارضة - الانتقال إلى مرحلة "الدفاع والهجوم الثورى" تهيئا للزحف نحو القصور الرئاسية والمباني السيادية كمرحلة وصفتها بالنهائية لإسقاط النظام ورموزه. وعلى ذات المسار أعلنت اللجنة في بيان لها اليوم الاثنين عن تعميم "برنامج التصعيد" -الذي دشنت منذ أمس بروفته الأولى في محافظة تعز- ودعت " الجميع للمشاركة غداَ في مسيرات ستنطلق بإتجاه شوارع العاصمة صنعاء" ،كما نوهت "بضرورة أخذ الكمامات وكافة وسائل السلامة التي من شأنها حماية المتظاهرين من أي عدوان"-حد تعبيرها.