قالت تقارير إعلامية أن خلاف يدور بين أعضاء تنظيم «القاعدة» في اليمن، حول اختيار الزعيم الجديد والبديل عن بن لادن، لمن يتولى زعامة فرع اليمن "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب"، بعد تعيين ناصر الوحيشي أميرا على أفريقيا. ونقلت صحيفة «الراي» الكويتية يوم الخميس عن مصادر وصفتها ب"مطلعة على تحركات التنظيم في اليمن" القول ان «ناصر الوحيشي الذي رشح اخيرا رئيسا للتنظيم في أفريقيا ويعتبر من أبناء محافظة أبين جنوبي اليمن، رشح الشيخ انو العولقي ليكون زعيم التنظيم في اليمن، قبل ان يرفض العولقي ذلك، رغم ان أنصار الوحيشي طالبوا من أيمن الظواهري تزكية الوحيشي، بينما هناك من يرشح السعودي الشهري، واليمني الريمي». وذكرت مصادر أمنية غربية، أن تنظيم «القاعدة» يشهد صراعا داخليا غير عادي على الخلافة في قيادة التنظيم، بعد مقتل زعيمه أسامة بن لادن قبل نحو أسبوعين في باكستان، مضيفة أن التعيينات الجديدة التي أعلن عنها في اليومين الماضيين في قيادة «القاعدة» هي دليل «على التخبط الحاصل في التنظيم». وتابعت المصادر: «فيما لم يصدر بيان رسمي من تنظيم «القاعدة» بشأن التعيينات الجديدة، تماما مثل البيان الذي صدر عنه عقب مقتل بن لادن، فإن الحديث عن هذه التعيينات سيظل في إطار التخمينات أو الإشاعات». ويأتي هذا التقدير الأمني لما يجري في «القاعدة» بعد الإعلان عن أن سيف العدل المصري أصبح القائم بالأعمال في قيادة التنظيم، بدلا من بن لادن والتعيينات الأخرى التي نشرت تفاصيلها فضائية الجزيرة القطرية. وقالت الجزيرة ان سيف العدل عين زعيما مؤقتا بينما سيوجه العمليات محمد مصطفى اليمني الذي يشير لقبه الى انه من اليمن. ونقلت الجزيرة عن مصادرها القول ان قرار التعيين اتخذ في اجتماع في العاشر من مايو أيار على الحدود الباكستانية الافغانية. وكانت الجزيرة القناة الرئيسية التي يوصل من خلالها بن لادن رسائله لوسائل الاعلام. واضافت ان عدنان الخيري المصري عين رئيس القيادة العامة للقاعدة في حين تولى قائد القاعدة في جزيرة العرب اليمني ناصر الوحشي قيادة عمليات افريقيا ،ومحمد ادم خان وهو افغاني المسؤولية عن باكستان وافغانستان وفهد العراقي عن منطقة الحدود الباكستانية الافغانية. يشار الى ان سيف العدل يعرف ايضا باسم محمد ابراهيم مكاوي ودين بمشاركته المفترضة في الاعتداءات ضد سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام العام 1998 ورصدت جائزة بقيمة 5 ملايين دولار لاعتقاله. ورغم عدم صدور أي تعليق أو بيان من جانب الظواهري حول التعيينات الأخيرة، إلا أن «الغارديان» البريطاينة ذكرت أن الظواهري قد لا يقبل بها، وبالأخص بتعيين سيف العدل قائما بأعمال القائد العام للتنظيم. وتتوقع الأجهزة الأمنية الغربية أن تصدر ردود فعل عن فروع «القاعدة» المنتشرة في العالم، خصوصاً فرعي العراق واليمن اللذين يعتبران من مؤيدي الظواهري اللذين لا يتقبلان بسهولة تخفيض مسؤولياته في التنظيم. وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اعتبر أن رجل الدين الاميركي المتشدد اليمني الأصل أنور العولقي القيادي بتنظيم «القاعدة» في شبه الجزيرة العربية واتباعه، سيكونون الهدف التالي بعد مقتل بن لادن. ونقلت صحيفة «ديلي تليغراف» عن كاميرون، امس، أمام لجنة برلمانية ان «العولقي واعضاء جماعته المرتبطة بتظيم القاعدة في اليمن يجب انهائهم، وأنا لا أشك في أنه شخص خطير للغاية يقف وراء بعض المؤامرات الأخيرة التي شهدناها».