أكد الرئيس الاميركي باراك اوباما انه يتعين على الرئيس علي عبدالله صالح أن "يستمر في التزامه بنقل السلطة." وأضاف اوباما، في خطاب بوزارة الخارجية الأميركية ليل أمس إن بلاده "تؤيد تطلعات الشعب اليمني في وجود دولة أكثر استقرارا وتوحدا وازدهارا". وتابع أن واشنطن ملتزمة بمساعدة الشعب اليمني في مواصلة هذا المسار الشجاع، وقال "نتعهد أيضا بمساعدة اليمن في استئصال التهديد الأمني الناتج عن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية"، وأوضح "نؤيد تحولا سلميا ومنظما للسلطة يبدأ على الفور". وأعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما ترحيب بلاده بالتغيير الحاصل في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مشيدا بالانتفاضات الشعبية التي تجتاج الشرق الاوسط ووصفها بأنها "فرصة تاريخية"، واكد أن واشنطن ترفض استخدام العنف ضد شعوب المنطقة وتدعم حقوقا عالمية في التعبير والتجمهر وحرية العبادة واختيار الحكام. وقال اوباما في خطابه ، إن "سياستنا في الشرق الأوسط ستقوم على تعزيز الديمقراطية بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، وأضاف أن أحداث الشهور الستة الماضية برهنت على أن استراتيجيات القمع لم تعد صالحة الآن، مؤكدا أن مستقبل الولايات المتحدة مرتبط بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وقال ان على الولايات المتحدة تغيير سياستها في الشرق الاوسط، لأنها ان لم تفعل ستزيد من التباعد الحاصل بينها وبين العالم العربي، مشددا على أن شعوب المنطقة ارتقت للمطالبة بحقوقها السياسية. وأضاف "زعيمان تنحيا وكثيرون قد يلحقون بهما". وأشاد أوباما بثورتي مصر وتونس، وقال "الشعوب في الشرق الأوسط أخذت زمام أمورها"، مشيرا إلى أن السلطة هناك تتركز في أيدي عدد قليل للغاية من الأفراد، وقال أيضا إن الشهور الستة الماضية برهنت على أن استراتيجيات القمع لم تعد صالحة، وحذر من أن مساعي التغيير قد تتحول إلى صراع شرس على السلطة. ودعا اوباما إلى "حوار حقيقي" بين السلطة والمعارضة في البحرين، متهما ايران بمحاولة استغلال الاضطرابات في البحرين. كما طالب أوباما نظيره السوري بشار الأسد بأن يقوم بالاصلاحات التي يطالب بها المؤيدون للديمقراطية أو "التنحي"، وقال اوباما، انه يتعين على الرئيس الأسد أن يقود الانتقال إلى الديمقراطية أو يتنحى، كما يجب أن تتوقف قوات الأمن السورية عن إطلاق النار والاعتقالات العشوائية، وإلا فإن النظام السوري سوف يواجه تحديا داخليا وعزلة دولية. وطالب اوباما دمشق بالافراج عن السجناء السياسيين وبالسماح لمجموعات الدفاع عن حقوق الانسان بالوصول الى "مدن مثل درعا" معقل الحركة الاحتجاجية ضد الاسد، مشيرا إلى أن سوريا تدور في فلك إيران، قائلا إن "النظام الإيراني منافق لأنه يتحدث عن دعم التظاهرات في الخارج بينما يقمع المتظاهرين بالداخل". وتابع بالقول إن "شعب إيران يجب أن يتمتع بحقوقه المشروعة"، مؤكدا معارضة بلاده لمواقف إيران التي لاتتسم بالتسامح وبرنامجها النووي السري، وقال اوباما ان الوقت ليس في صالح القذافي وسيرحل في النهاية. واضاف أن الولايات المتحدة ملتزمة بشراكتها التي بدأت منذ فترة طويلة مع الأردن باعتبارها دولة رائدة في مجال الاصلاحات السياسية والاقتصادية. واكد الرئيس الاميركي ان الحدود بين اسرائيل والدولة الفلسطينية المقبلة يجب ان تستند إلى حدود عام 1967 وان تكون الدولة الفلسطينية المستقلة "منزوعة السلاح"، وقال اوباما ان "الحدود بين اسرائيل وفلسطين يجب ان تستند الى حدود عام 1967 مع تبادل اراض يتفق عليه الطرفان بغية انشاء حدود آمنة ومعترف بها لكلتا الدولتين"، واضاف ان "انسحابا كاملا وتدريجيا للقوات العسكرية الاسرائيلية يجب ان ينسجم مع فكرة مسؤولية قوات الامن الفلسطينية في دولة سيدة ومنزوعة السلاح"، وتابع اوباما "يجب ان يتم الاتفاق على مدة هذه الفترة الانتقالية ويجب اثبات فعالية الاتفاقات الامنية"، وقال ان الالتزام الاميركي بأمن اسرائيل لا يهتز، إلا انه اعرب عن معارضته لخطط فلسطينية للسعي للاعتراف بدولة مستقلة في الامم المتحدة في وقت لاحق العام الحالي، وقال ان الجهود الرامية لتقويض السياسة الاسرائيلية لن تنجح. وقال ، إن إدارته عملت على مدى عامين مع المجتمع الدولي لانهاء هذا النزاع مع الاستفادة من خطط ومحاولات سابقة، لكن المستوطنات الإسرائيلية استمرت كما ابتعد الفلسطينيون عن المفاوضات وظل الجمود في عملية السلام قائما. وأكد أوباما أن السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين أصبح اكثر ألحاحا من أي وقت مضى بالنسبة للطرفين في ظل التغيرات التي تشهدها المنطقة، وتابع أن مسعى الفلسطينيين لنزع الشرعية عن إسرائيل أمام الأمم المتحدة في سبتمبر القادم لن يحقق دولة فلسطينية مستقلة، مشددا على أن "الفلسطينيين لن يحققوا استقلالهم بإنكار حق اسرائيل في الوجود". واضاف أوباما أنه على إسرائيل في المقابل أن تسعى إلى تحقيق السلام لأن الوضع الحالي غير قابل للاستمرار. واستطرد قائلاً إن "التكنولوجيا ستجعل من الصعب لإسرائيل الدفاع عن نفسها، كما أن التغيرات في المنطقة ستصعب من المسألة، ومن ثم فإن حلم دولة يهودية ديمقراطية لإسرائيل لن يتحقق عبر الاحتلال"، وشدد على ضرورة أن يقدم الإسرائيليون والفلسطينيون على تحقيق السلام الذي أكد أنه لا يمكن فرضه من جانب أي طرف خارجي بما في ذلك الولايات المتحدة، وقال إن التأجيل لن يحل المشكلة بين الطرفين مشددا على ضرورة أن "يتم تحقيق السلام الدائم بين الجانبين عبر وجود دولة يهودية لإسرائيل تكون وطنا لليهود ودولة فلسطينية تكون وطنا لشعب فلسطين، والاعتراف المتبادل بينهما". على صعيد آخر، اعلن الرئيس الاميركي ان اسامة بن لادن ليس شهيدا بل "قاتل جماعي" وان العرب ينبذون فكر تنظيم القاعدة ويرون في تطرفه "طريقا مسدودا". وقال اوباما ان زعيم تنظيم القاعدة "لم يكن شهيدا.. لقد كان قاتلا جماعيا بعث برسالة كراهية، رسالة تقول إن على المسلمين حمل السلاح ضد الغرب وان العنف ضد الرجال والنساء والاطفال هو الطريق الوحيد للتغيير". ( وكالات )