تواصلت عمليات الجيش ضد عناصر القاعدة في محافظة أبين والتي أشدت قبل أكثر من أسبوع بعد سيطرتهم على مدينة زنجبار عاصمة المحافظة وامتدت إلى جيوب عناصر التنظيم في عدد من المناطق المحيطة. وأعلن مصدر عسكري يوم الخميس مقتل ثلاثة جنود و12 من قيادات وعناصر القاعدة بمواجهات جديدة في أبين بينهم عمار الوائلي من اخطر قيادات التنظيم ومعه 7 آخرين، بجانب ابو أيمن المصري المسئول الإعلامي ،وعلي صالح فرحان "أمير التنظيم" في محافظة مأرب شمال غرب البلاد, ومعه عدد من العناصر الذين قدموا إلى أبين من مأرب بينهم "مبخوت علي جابرالشبواني" ،وإصابة أخيه فهد علي جابر الشبواني.. وأفاد المصدر العسكري ان تلك العمليات تأتي في إطار التزام اليمن بمكافحة الإرهاب بمشاركة المجتمع الدولي وانطلاقا من ضرورات الحفاظ على الأمن والسكينة العامة. كما أكدت مصادر اخرى أن "اشتباكات عنيفة اندلعت من جديد في المساء" في ضواحي زنجبار "وقتل خلالها ثلاثة جنود من الفرقة المدرعة 119 واصيب اربعة آخرون بجروح بجانب مقتل 12 على الأقل من عناصر القاعدة. وأوضح ضابط في الجيش لوكالة فرانس برس ان "الجيش قد احرز تقدما" في زحفه نحو زنجبار، التي يسيطر عليها منذ 29 (مايو) الماضي متطرفون مسلحون قالت السلطات انهم عناصر من القاعدة. وخلص الضابط الى القول "اننا نحاصر المدينة من كل الجوانب" ويمكن ان نشن الهجوم الحاسم "في الساعات المقبلة". من جهة اخرى، قال مسؤول في وزارة الصحة والسكان ان الوضع في زنجبار "كارثي" محذرين في الوقت نفسه من انتشار الاوبئة نتيجة "الجثث المتحللة" في شوارع المدينة. واضاف الخضر السعدي مسؤول الصحة في محافظة ابين ان "وضع المدينة كارثي فهناك جثث متحللة في الشوارع وتفوح روائح كريهة في ارجاء زنجبار". وتابع "هناك تجاهل واضح في الخدمات الصحية جراء المعارك الدائرة بين القاعدة وقوات الجيش". من جهته، قال مدير مستشفى الرازي في بلدة جعار خالد الجرادي ان "الوضع الانساني في محافظة ابين سيء جدا نتيجة انقطاع التيار الكهربائي وتلوث المياة والاطعمة ما ادى الى انتشار الامراض في بلدة جعار وزنجبار والحصن حيث يصل معدل الاصابة بالزحار الى 30 حالة يوميا". ودعا الى "انتشال الجثث من الشوارع لان القطط والكلاب والغربان تنهشها" محذرا من "انتشار وباء الكوليرا وداء الكلب". كما قال عمر احمد احد سكان زنجبار "لا استطيع المكوث في منزلنا القريب من السوق الشعبي بسبب الروائح الكريهة واضطررت الى مغادرة المدينة والالتحاق باسرتي التي نزحت قبل اسبوع الى عدن". وكان لقاء موسع أمس بصنعاء ضم وزير الصحة العامة والسكان الدكتور عبدالكريم يحيى راصع والمنسق العام لبرنامج الأمم المتحدة بصنعاء الدكتورة باراتيبا مهاتا وممثلي منظمات الأمم المتحدة بصنعاء والمختصين بوزارة الصحة العامة والسكان ، ناقش الأوضاع الإنسانية الناتجة عن المواجهات المسلحة بين تنظيم القاعدة في أبين والقوات المسلحة والتي أدت إلى نزوح عدد من المواطنين عن منازلهم إلى محافظاتي عدن ولحج. وقال وزير الصحة" إن عدد النازحين الذين تم إحصائهم حتى الآن يصل إلى 14 ألف نازح وما تزال هناك أعداد كبيرة لم يتم تسجيلها وهي مرشحة للزيادة في حال اشتداد المواجهات من عناصر القاعدة الإرهابية". واستعرض وزير الصحة العامة والسكان الأوضاع الصعبة التي يواجهها القطاع الصحي في تشغيل المجمعات الصحية وتقديم الخدمات للنازحين والمواطنين نتيجة نقص المحاليل والأدوية والمستلزمات الطبية وكذا خروج هيئة مستشفى الرازي في أبين عن الجاهزية نظرا للأعمال التخريبية التي تعرض لها ونفاذ جميع موارد الهيئة وانقطاع التيار الكهربائي وصعوبة وصول الكوادر الطبية إليه. لافتا إلى الجهود الحكومية التي قدمتها لتخفيف المعاناة الإنسانية للنازحين والمواطنين في ضوء الإمكانيات المتوفرة. وطالب راصع المنظمات الدولية القيام بواجبها الإنساني في إغاثة النازحين والمتضررين وتقديم المساعدات الإنسانية لهم.