تعز - قالت مصادر محلية في محافظة تعز ل"الوطن" أن جهودا حثيثة بذلت ولا تزال لاحتواء انهيار اتفاق التهدئة التي اخترقت أمس الخميس وبعد أقل من 24 ساعة على نفاذها ، حيث قتل جندي وأصيب ثلاثة آخرين من قوات الامن إلى جانب مدني بنيران مسلحين من قوى المعارضة بالمدينة في مسعى لتفجير الموقف من جديد. وعادت أجواء التوتر المشحون بالترقب الحذر أثر الوقعة التي سعت لتطويقها لجنة التهدئة المكلفة من نائب الرئيس عبدربه منصور هادي والتي توصلت للاتفاق المبرم بين السلطة المحلية وقيادات بأحزاب المشترك المعارضة. وقالت المصادر أن مليشيا المعارضة يتهمون الجنود بأنهم من قوات الجيش في الحرس الجمهوري ولكن بلباس الأمن عندما كانوا على متن طقم عسكري ، ما مثل تواجدهم ومرورهم بمنطقة جولة المسبح وسط المدينة خرق لاتفاق سحب المظاهر المسلحة- حسب قولهم -الأمر الذي استدعى الردع. وفيما لم تعلق أحزاب المعارضة على الواقعة رسميا ، نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر في المعارضة قولها ان قوات الامن أطلقت النار على محتجين في مدينة تعز الخميس ، غير أن شهود عيان أكدوا أن متظاهرين يساريين نفذوا مسيرة عنوانها إحياء للذكري الثانية والسبعون لميلاد القيادي الاشتراكي الراحل عبد الفتاح إسماعيل احد قيادات اليمن البارزين الذين اغتيلوا في أحداث 13 يناير بجنوب البلاد قبل الوحدة، وافاد شهود العيان بعدم وقوع أي اعتداء ضد المسيرة او اعتراضها ، أو إطلاق نار باتجاهها. واتهم مصدر أمني بمحافظة تعز ميليشيات مسلحة تابعة لأحزاب اللقاء المشترك يقودها المدعو صادق علي سرحان المخلافي بنصب كمين غادرا لسيارة نقل الوجبات الغذائية لرجال الأمن بجولة المسبح بمدينة تعز. وقال المصدر في بيان مساء أمس الخميس"أن هذه الميليشيات المسلحة باشرت الجنود بإطلاق النار مما أدى إلى إستشهاد جندي وإصابة ثلاثة آخرين ومدنيان إصابة بعضهم خطرة. وجاء في بيان نقلته وسائل الاعلام الحكومية أن عدد من الشخصيات الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني ومشايخ وأعيان مدينة تعز عبروا عن استنكارها الشديد لهذا الحادث الذي يعد خرقاً فاضحاً لاعمال التهدئة التي تقوم بها لجنة التهدئة ويعد عمل استفزازي خطير قد يجر إلى المزيد من الاحتقان. وأكدوا رفضهم القاطع لمثل هذا العمل الإرهابي الذي يصعد من حدة المواجهات ويعرقل مساعي التهدئة، مطالبين أجهزة الدولة القيام بواجباتها في متابعة وضبط كل العناصر الخارجة عن النظام والقانون وحفظ الأمن والاستقرار والسكينة العامة. وكان محافظ تعز, حمود خالد الصوفي, قال في تصريحات صحفية أعقبت توقيع الهدنة أن وحدات قوات الجيش وآلياتها العسكرية المستحدثة بدأت, الاربعاء, بالانسحاب من المدينة, وعادت إلى ثكناتها السابقة, تنفيذا لتوجيهات نائب الرئيس عبدربه منصور هادي بإخلاء المدينة من المظاهر المسلحة, عبر لجنة شكلها لهذا الغرض, وتتواجد حاليا في تعز برئاسة الرئيس السابق لهيئة أركان الجيش اللواء محمد القاسمي. وأضاف الصوفي, إن المسلحين القبليين والتابعين لبعض أحزاب المعارضة, والذين كانوا قد تمركزوا في بعض أحياء المدينة في وقت سابق بدأوا انسحابهم من المدينة وفقا لاتفاق تم بين اللجنة الرئاسية والسلطة المحلية وممثلين عن أحزاب "اللقاء المشترك" المعارضة وعناصر قبلية وممثلين عن رجال الأعمال على منع أية مظاهر مسلحة في المدينة وتم ذلك بإعلان عبر وسائل الإعلام. وأكد الصوفي أنه بعد هذا الإعلان, إن وجدت أية مظاهر مسلحة في مدينة تعز, فستصبح هدفا لإجراءات قانونية وستنفذها وحدات الأمن. وأشار إلى أنه تم الاتفاق مع أحزاب المعارضة على آلية وجدول زمني مدته أسبوع لانسحاب المسلحين من تعز وإعادة تموضع قوات الجيش التي تواجدت في بعض شوارع المدينة وضواحيها. وتشهد تعز منذ مارس الماضي, موجة احتجاجات مطالبة بإسقاط النظام, تحولت إلى أعمال مسلحة منذ اقل من شهرين عبر تشكيلة واسعة من المليشيات التابعة لأحزاب المشترك المعارضة بقيادة حمود سعيد المخلافي القيادي في حزب الإصلاح الإسلامي من جهة ، ومن جهة أخرى قوات الجيش النظامية من الحرس الجمهوري, خلفت عددا كبيرا من القتلى والجرحى من الجانبين. وسعت أحزاب في المعارضة لإسقاط مدينة تعز المعروفة بمدنيتها وفرض السيطرة عليها بالقوة من خلال مليشياتها التي عززت بأسلحة ثقيلة من قبل مسئول الجناح العسكري بحزب الإصلاح"الاخوان" اللواء المنشق عن الجيش على محسن قائد المنطقة الشمالية الغربية . وعبرت أطراف سياسية صراحة عن رغبت أحزاب معارضة ومراكز قوى قبلية وعسكرية مسيطرة على قراراتها، في إسقاط المدينة على الطريقة الليبية واعتبارها ك"بني غازي" مركزا يبلور إعلان "مجلس انتقالي" ومنطلق لإدارة حكم اليمن بعد التطورات التي لحقت فشل الانقلاب العسكري بمحاولة اغتيال الرئيس صالح وكبار قيادات الدولة بعملية تصفيه جماعية وصفت بأنها كانت أخطر جريمة اغتيال سياسي في التاريخ اليمني.