بعد غياب 24 عاما عن مصر وصدور حكم الإعدام ضده، عاد أمس إلى القاهرة محمد شوقي الاسلامبولي شقيق خالد الاسلامبولي، قاتل الرئيس الراحل انور السادات قادما من ايران، غير انه ما إن وصل حتى ألقت الشرطة المصرية القبض عليه يوم الاحد-حسبما اكدة صادر في مطار القاهرة الدولي ووسائل إعلام رسمية. وقال في تصريحات صحفية عقب وصوله انه بريء من جميع الاتهامات التي صدرت ضده في قضيتي «العائدون من افغانستان» و«العائدون من البانيا» مرجعا الفضل في عودته الى مصر لثورة 25 يناير بعد سقوط الرئيس حسني مبارك، الذي وصفه بالطاغية، مشيرا الى أن أسرته قد سبقته بالعودة إلى القاهرة، وأنه مؤمن ببراءته وثقته كبيرة في القضاء المصري، معربا عن تفاؤله بعد ثورة يناير. وألقت الأجهزة الأمنية القبض عليه عقب وصوله للمطار تمهيدا لترحيله للسجن لحين طعنه على حكم الإعدام الصادر ضده. يذكر أن محمد الإسلامبولي هرب من مصر في مطلع الثمانينات بعد التضييق الأمني عليه، وأنه منذ نحو شهرين أبلغته السلطات الإيرانية بأن عليه مغادرة البلاد إلى باكستان أو مصر، وهو اختار باكستان، لكن حالته الصحية تدهورت على الحدود الباكستانية الإيرانية، فعاد إلى طهران وطلب من السلطات الإيرانية ترحيله إلى مصر، لكنها بعد أيام أبلغته بإمكان تسفيره إلى تركيا، وبعد 3 أيام قضاها على الحدود الإيرانية التركية أعادته السلطات الإيرانية مرة أخرى إلى طهران وأبلغته بأنه سيسافر إلى مصر. وعوقب محمد شوقي الاسلامبولي غيابيا بالاعدام عام 1992 بتهمة محاولة قلب نظام الحكم من خارج البلاد. وصدر حكم آخر عليه عام 1999 في محاكمة مشهودة لأكثر من 100 من أعضاء الجماعة الاسلامية التي اتهم أعضاؤها بارتكاب مذبحة للسائحين في مدينة الاقصر وتفجير السفارة المصرية في باكستان وسلسلة من عمليات القتل ومحاولات اغتيال ارتكبت احداها ضد خليفة السادات الرئيس المخلوع حسني مبارك. وقالت تقارير غير مؤكدة في وقت لاحق من ذلك العام ان الاسلامبولي ترك الجماعة الاسلامية مما دفع خبراء في شؤون الجماعات الاسلامية المتشددة الى القول بحدوث انقسامات بين أعضاء الجماعة بشأن نبذ العنف. وقالت قيادة الجماعة لاحقا انها نبذت العنف وتؤيد وضع دستور مدني ذي مرجعية اسلامية للبلاد. وقال زعيم القاعدة حاليا أيمن الظواهري الذي حكم عليه غيابيا في نفس المحاكمة في عام 2006 ان الاسلامبولي أنضم الى القاعدة مع أعضاء اخرين في الجماعة الاسلامية. ووصل الاسلامبولي الى القاهرة من ايران عن طريق دبي. وقالت مصادر المطار ان الشرطة ألقت القبض عليه فور وصول طائرته لحين ترحيله الى النيابة العسكرية. وذكرت وكالة أنباء الشرق الاسط أن الاسلامبولي سيودع أحد سجون القاهرة لحين تحديد جلسة لاعادة محاكمته كشأن المحكوم عليهم غيابيا. وقال محاميه نزار غراب ان موكله معتل الصحة جدا وطلب نقله الى مستشفى للعلاج. وأضاف أن موكله يجب أن يعالج في جناح مماثل للجناح الذي ينزل به الرئيس السابق الذي أطاحت به انتفاضة شعبية يوم 11 فبراير شباط "احتراما لمبدأ المعاملة بالمثل." وقال غراب ان الاسلامبولي عاد بعد أن طلبت منه الحكومة الايرانية السفر الى باكستان أو مصر. وأضاف أنه استقل الطائرة عائدا الى القاهرة بعد محاولات فاشلة لدخول باكستان أو تركيا. ( وكالات )