أعلنت وزارة الصحة المصرية اليوم ان حصيلة القتلى في الاشتباكات التي شهدتها منطقة "ماسبيرو" في وسط العاصمة المصرية القاهرة مساء الامس ارتفعت الى 36 شخصا، اما عدد الجرحى فبلغ 327 آخرين من المواطنين وقوات الجيش. فيما وصف رئيس الحكومة الانتقالية في مصر، عصام شرف، أحداث العنف تلك ، بأنها "مؤامرة دنيئة" تستهدف مصر وشعبها، داعياً إلى وحدة أبناء الشعب المصري بكل طوائفه في مواجهة تلك المؤامرة. وأكدت مصادر طبية ان معظم المتضررين اصيبوا باطلاقات نارية وهم في حالة خطرة. وشهدت العاصمة المصرية مساء الاحد أعنف المواجهات بين المتظاهرين وعناصر من الشرطة والجيش منذ أحداث ثورة 25 يناير، وذلك بعد خروج آلاف من الاقباط الى شوارع العاصمة ومدن أخرى احتجاجا على قرار السلطات هدم احدى الكنائس الواقعة جنوب البلاد. وأعربت كاثرين اشتون المفوضة العليا للعلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي عن قلقها البالغ ازاء سقوط القتلى والجرحى في مصر مساء أمس. وقدمت اشتون تعازيها لذوي الضحايا، وأكدت انها تشاطر عصام شرف رئيس الوزراء المصري دعوته الموجهة الى جميع المصريين لضبط النفس والتزام الهدوء. وشددت اشتون على ضرورة اجراء تحقيق في الاحداث المأساوية التى شهدتها القاهرة واحالة المسؤولين عن الاضطرابات الى القضاء. واضافت اشتون ان على الحكومة المصرية حماية الحق في التظاهر السلمي وحماية المواطنين مهما كانت عقائدهم الدينية. وبدأ في القاهرة ظهر الاثنين اجتماع حكومي طارئ يعقده عصام شرف في محاولة لمعالجة الاوضاع الامنية المتدهورة، وذلك بالتزامن مع عقد البابا شنودة الثالث لقاء مع القيادات الكنسية. وأحرقت عدد من سيارات الجيش والأمن المركزي، خلال المواجهات العنيفة التي دارت بين متظاهرين وقوات من الجيش والشرطة، أمام التلفزيون المصري "ماسبيرو" في وسط القاهرة، في وقت أقر المجلس العسكري الحاكم تعديل قانون الانتخابات البرلمانية، قرر رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، المشير حسين طنطاوي، وقف إحالة المدنيين للمحاكم العسكرية . ووصف رئيس الحكومة الانتقالية في مصر، عصام شرف، أحداث العنف التي شهدتها منطقة "ماسبيرو" في وسط القاهرة مساء الأحد، بأنها "مؤامرة دنيئة" تستهدف مصر وشعبها، داعياً إلى وحدة أبناء الشعب المصري بكل طوائفه في مواجهة تلك المؤامرة. ووجه رئيس مجلس الوزراء المصري بياناً إلى الأمة، عبر التلفزيون الرسمي فجر الاثنين، حول المواجهات الدامية التي اندلعت بين مئات المحتجين من الأقباط وقوات الأمن والشرطة العسكرية، أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون مساء الأحد، شدد فيه على قوله "إننا تستسلم للمؤامرة الدنيئة، التي تستهدف مصر وشعبها." وقال شرف في البيان: "الأخوة المواطنون أبناء شعب مصر العظيم، لقد مرت مصر بساعات عصيبة ومؤلمة لكل مواطن مصري شريف ومخلص، فقد شهدنا أحداث عنف غير مبررة، راح ضحيتها عدد من أبناء مصر الشرفاء، من المدنيين والعسكريين"، وشدد على أنه "من الصعب أن نركن لفكرة أن ما حدث في مصر خلال الساعات الماضية، هو فتنة طائفية، ولكن المؤكد أنه مشهد من مشاهد هذه المؤامرة." وتابع أن "هذه الأحداث عادت بنا إلى الخلف خطوات، وألقت بظلال من الخوف والذعر على مستقبل الوطن، وبدلاً من أن نتقدم للأمام لبناء دولة حديثة على أسس ديمقراطية سليمة، عدنا لنبحث عن الأمن والاستقرار، والشك في وجود أصابع خفية خارجية وداخلية، تريد أن تقف أمام إرادة الغالبية العظمى من شعب مصر، ورغبتهم في إقرار نظام ديمقراطي سليم." وأضاف أن "أخطر ما يهدد أمن الوطن، هو العبث بملف الوحدة الوطنية، وإثارة الفتنة ما بين المسيحيين والمسلمين من أبناء مصر العزيزة، وكذلك بين الشعب والجيش، وهو مناخ يتيح الفرصة لأعداء الوطن كي يعبثوا بأمنه ويثيروا الفرقة والشتات، هذا هو الهدف.. ولكننا لن نستسلم لهذه المؤامرات الخبيثة، ولن نقبل بالعودة إلى الخلف، فلا أحد من شعب مصر يقبل بهذا الخراب الذي شهدناه اليوم." وكانت قد تحركت مساء أمس مسيرة مكونة من مئات الأقباط، قاطعة الطريق من أمام الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، إلى مبنى ماسبيرو، حيث رشق المتظاهرون قوات الأمن بقنابل المولوتوف والحجارة، في حين سعت قوات الجيش إلى تفريقهم بالقنابل المسيلة للدموع بعد إغلاق المداخل المؤدية إلى مبنى ماسبيرو . وفرضت قوات الجيش والشرطة طوقاً أمنياً حول مبنى التلفزيون خشية اقتحامه من المتظاهرين . وكان مجلس الوزراء المصري قد شكل مجموعة عمل لرصد بؤر التوتر الديني والطائفي والاجتماعي والتعامل معها مبكراً وضمت مجموعة من الناشطين سياسياً والمهتمين بهذه القضايا . وترأس اللجنة في البداية المحامي وأستاذ القانون الدولي، د .علي الغتيت، ثم خلفه في رئاستها أستاذ العلوم السياسية وأبرز دعاة الاستنارة الإسلامية، د .سيف الدين عبدالفتاح . وكانت اللجنة قد طالبت في اجتماعها الأسبوع الماضي عقب أحداث الكنيسة الميرناب في أسوان بإجراءين متكاملين، أحدهما أن يصدر رئيس الوزراء قرارا بقانون يرخص فيه لجميع الأماكن التي تقام فيها صلوات مسيحية بغير ترخيص مسبق، سواء اتخذت شكل كنائس أو أشكالاً أخرى، والثاني هو تغيير محافظ أسوان الذي لم يستطع معالجة مشكلة أهل النوبة والمشكلة الطائفية .( وكالات )