قال المستشار السياسي للرئيس صالح الدكتور عبدالكريم الارياني ان فكرا تقليديا رافضا للدولة المدنية الحديثة في اليمن قاوم بشدة طوال اربعة عقود ماضية تحقيق مشروع تحديثي وتنويري وحلم جميل وغاية نبيلة لازمته ونخبة من جيله لأكثر من اربعة عقود ماضية ، مؤكدا إن الدولة المدنية الحديثة، هي حل شامل لكل التحديات التي تواجهنا اليوم، لأنها ببساطة، تعيد المبادرة للمجتمع بكافة فئاته. واشار في حفل اشهار تأسيس تيار الوعي المدني وسيادة القانون (توق) اليوم بصنعاء إلى أن بناء الدولة اليمنية المدنية كان محل اتفاق جميع المختلفين سياسيا وفكريا وأيدلوجيا من الذين تلقوا التعليم في الجامعات الأجنبية غير أن ممثلي الفكر التقليدي الرافض للدولة المدنية الحديثة واجه بقوة حلمهم وحال دون تحقيقه . وشددت كلمة الارياني التي قدمها عضو هيئة المؤسسين زيد الذاري حرصه على مساندة الجهود النبيلة والخطوات المباركة التي تؤسس لفعلٍ مؤثرٍ يقود الخطى ويستحثها وصولاً إلى تحقيق حلم بناء الدولة المدنية الحديثة. من جانبه أشار رئيس هيئة المؤسسين عبد الغني الإرياني إلى أن إشهار تيار الوعي المدني وسيادة القانون تتويج لجهود متواصلة ومثابرة ومتأنية ومدروسة، استغرقت أشهراً، واستحضرت فيه أولويات هذا البلد. وأشار إلى أن تبني المبادئ العظيمة للدولة المدنية، هو الطريق للحل الشامل والجذري لمعضلة هذا البلد الذي عانى ما عاناه من صراع وتمزق وفقر وجهل وتخلف ، وحتى يكون هذا التيار إطاراً يمكن أن يستظل به كل العناصر المؤمنة بالدولة المدنية الحديثة، الموجودة، في كل الأحزاب السياسية ومكونات المجتمع المدني،ولم تتمكن من إبلاغ رسالتها العظيمة، متمثلة في تجسيد قيم الدولة المدنية الحديثة ومبادئها، في التشريعات، وفي مؤسسات صنع القرار، بسبب غلبة الخطاب الشمولي، وهيمنة المرجعيات التقليدية، التي ترى في الدولة اليمنية الحديثة بيئة نقيضاً لمصالحها، وتحييداً لنفوذها وتأثيرها. وحسب وكالة الانباء اليمنية (سبأ) فقد أكد عبد الغني الارياني إن الدولة المدنية التي ينشدها هذا التيار هي دولةٌ تقوم على مبادئ الحرية، والعدالة، والمساواة، والمواطنة المتساوية، وسيادة القانون، ويُبنى هيكلُها السياسي على أعمدة راسخة ومحترمة من المؤسسات: التنفيذية والتشريعية والقضائية، المتمتعة بالاستقلالية والتأثير، وبالتكامل فيما بينها،وتقوم على مؤسسات مجتمع مدني حديثة سياسية ومهنية وإبداعية، جوهرها الإنسان الفرد الحر، المتمتع بخيارات كاملة للانتماء إلى هذه المؤسسات، والتعبير من خلالها.