قتل خمسة مدنيين على الاقل وثلاثة جنود في مدينة تعز معقل الاحتجاجات في اليمن يوم الجمعة في حين حذر رئيس الوزراء المكلف من انهيار الاتفاق السياسي الذي وقع قبل أسبوع اذا استمرت اراقة الدماء. وتظهر أعمال القتل في تعز أن المبادرة الخليجية التي نقل الرئيس علي عبد الله صالح بموجبها السلطة لنائبه لم تنجح بعد في انهاء عشر من الاضطرابات العنيفة بشأن مصير صالح والمستقبل السياسي لليمن. وتأمل الدول الخليجية والولايات المتحدة ان تتمكن هذه المبادرة من وقف انزلاق اليمن نحو الفوضى بشكل قد يعزز قدرة جناح القاعدة هناك على التحرك. وقال قادة الاحتجاجات ومسعفون ان القوات الحكومية في تعز بجنوب اليمن قتلت ثلاثة مدنيين وان معركة جديدة بين القوات الحكومية ومسلحين يدعمون المحتجين أسفرت عن مقتل شخصين حوصرا في منزليهما خلال الاشتباكات. وقتل ثلاثة جنود من القوات الحكومية في هجوم قال مصدر امني انه من تنفيذ مقاتلين يرتبطون بالمعارضة وحزب الاصلاح الذي يدعم الاحتجاجات. وقال شهود ان اشتباكات بالاسلحة الثقيلة من بينها الدبابات دارت قرب مقر الشرطة في وسط تعز وقال النشط توفيق الشعبي ان عشرات الاسر فرت بسبب اطلاق نيران المدفعية والاسلحة الصغيرة في الجزء الغربي من المدينة. وقتل 12 على الاقل من المدنيين والجنود الحكوميين والمسلحين المناهضين لصالح في تعز في الايام القليلة الماضية. وقال سكان ومسعفون ان من بين 12 قتيلا في المدينة التي تقع على بعد 200 كيلومتر جنوبي العاصمة صنعاء خمسة مدنيين قتلتهم القوات الموالية لصالح خلال قصف مكثف لبعض أحياء تعز. ويحيط بالمحتجين في تعز قوات موالية لصالح وقوات تابعة للقبائل وجنود يعارضونه. ودعا محافظ تعز الى وقف لاطلاق النار في وقت متأخر الخميس. وقال محمد باسندوة وزير الخارجية الاسبق الذي كلفته أحزاب المعارضة بقيادة حكومة ائتلافية مع حزب صالح ان المعارضة ستعيد النظر في التزامها بالاتفاق اذا لم يتوقف القتل في تعز. وقال باسندوة في بيان ان القتل في تعز عمل متعمد لافساد الاتفاق الذي وقعته أحزاب المعارضة مع صالح الذي كان قد تراجع عن توقيع المبادرة الخليجية ثلاث مرات من قبل. وكان مسؤول من تكتل أحزاب المعارضة التي وقعت الاتفاق قال الخميس ان الاحزاب اتفقت على تشكيل الحكومة مع حزب صالح في حين قال المتحدث باسم التكتل ان التشكيل الوزاري قد يعلن يوم السبت. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه أن حزب صالح سيتولى حقائب منها الدفاع والشؤون الخارجية والنفط فيما تحصل المعارضة على وزارات الداخلية والمالية والتعليم. وحين يكتمل انتقال السلطة سيصبح صالح رابع رئيس عربي تطيح به الاحتجاجات الشعبية التي أعادت تشكيل المشهد السياسي بالشرق الاوسط هذا العام. ومن المفترض أن تقود الحكومة الجديدة اليمن نحو انتخابات رئاسية حدد نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي تسلم صلاحيات صالح موعدها لتجرى في 21 فبراير شباط 2012 . وقالت مصادر بالمعارضة انها أعطت هادي قائمة باختياراتها لمجلس عسكري يكلف بادارة الجيش لحين اختيار رئيس جديد. وشملت القائمة وزيري الدفاع والداخلية السابقين علاوة على قادة بالجيش انقلبوا على صالح. وبموجب المبادرة الخليجية التي وقعها صالح يتم تشكيل هيئة لاعادة هيكلة القوات المسلحة. ويقود احمد ابن صالح الحرس الجمهوري وهو أحد افضل الوحدات تسليحا. وندد محتجون في تعز وغيرها بالحصانة من المحاكمة التي منحت لصالح وأقاربه بموجب اتفاق نقل السلطة. وسيواجه أي شخص يخلف صالح صراعات متعددة ومعقدة ازدادت قوة أثناء الازمة السياسية مثل تنامي المشاعر الانفصالية في الجنوب الذي خاض حربا اهلية ضد الشمال في 1994 والقتال ضد الاسلاميين الذين سيطروا على مناطق في محافظة ابين الجنوبية. وقال مسؤول محلي في أبين ان قائد قوة من المتطوعين تقاتل الاسلاميين المتشددين أصيب وقتل اخر حين ألقى مهاجمون مجهولون قنبلة عليه وهو في طريقه لاداء صلاة الجمعة في مدينة لودر. المصدر: ( رويترز )