أعلنت إيران نيتها إجراء مناورات بحرية بالتزامن مع نفيها اتهامات مجلس التعاون الخليجي لها بإثارة النزاعات الطائفية في المنطقة، في حين يستعد وفد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية لزيارة إيران مطلع العام المقبل. فقد كشف قائد القوات البحرية الإيرانية الأدميرال حبيب الله سياري اليوم الخميس أن بلاده ستجري ابتداء من يوم السبت المقبل مناورات بحرية في مياه الخليج تستمر عشرة أيام على مسافة تصل إلى ألفي كيلومتر من بحر عمان إلى شرق مضيق هرمز. ويأتي هذا الإعلان استكمالا لسلسلة من المناورات العسكرية التي أجرتها إيران بشكل مكثف منذ تصاعد التهديدات باحتمال توجيه ضربة جوية إسرائيلية للمنشآت النووية الإيرانية. وعلى الرغم من أن إيران نفت وجود أي مخطط لإغلاق مضيق هرمز -الممر الحيوي لناقلات النفط- حذرت الخارجية الإيرانية قبل أيام من أن "تعرض المنطقة للحرب يعني تحول جميع الأوضاع فيها إلى حالة حرب". كما نفت إيران اليوم الخميس على لسان المتحدث باسم خارجيتها رامين مهمانبراست الاتهامات التي وجهتها قمة دول مجلس التعاون الخليجي الأخيرة في الرياض بسعي طهران لإثارة النزاعات الطائفية في المنطقة. وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست في تصريحات نقلها التلفزيون الحكومي أن البيان الختامي الصادر عن الدول الست "يستند إلى اتهامات لا أساس لها من الصحة ومفبركة". وقال المتحدث الإيراني إن بلاده تؤيد إقامة علاقات حسن الجوار في إطار من الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول أخرى، مجددا انتقاد طهران لقمع الاحتجاجات في البحرين بتدخل من السعودية. وكانت دول مجلس التعاون قد أعربت في ختام قمتها العادية في الرياض الثلاثاء الماضي عن "بالغ القلق" حيال ما سمته استمرار التدخلات الإيرانية في شؤونها الداخلية مطالبة طهران ب"الكف عن هذه السياسات والممارسات" ومتهمة إياها ب"محاولة بث الفرقة، وإثارة الفتنة الطائفية بين مواطنيها". الملف النووي وفيما يتصل بالأزمة القائمة مع الغرب، قال علي أصغر سلطانية سفير إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن فريقا من كبار المسؤولين في الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد يزور طهران الشهر المقبل تلبية لدعوة قدمتها إيران بهدف تبديد المخاوف الدولية من برنامجها النووي. ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن سلطانية قوله الأربعاء إن ترتيبات أولية للزيارة ستجري خلال الأسبوع الأول من يناير/ كانون الثاني 2012، مجددا استعداد بلاده لإثبات حسن نيتها بشأن الملف النووي وطبيعته السلمية. وكانت متحدثة باسم الوكالة قد ذكرت في تصريح مقتضب الأربعاء أن الوكالة تخطط لزيارة محتملة لإيران لكن دون أن تحدد تاريخا لهذه الزيارة. يشار إلى أن الأمين العام للوكالة يوكيا أمانو كان قد أكد في تصريحات سابقة أن أي زيارة جديدة من جانب الوكالة لطهران لابد أن تتناول المخاوف المتزايدة بشأن الأبعاد العسكرية المحتملة للبرنامج النووي الإيراني. وتتزامن الدعوة الإيرانية لمسؤولي الوكالة الدولية للطاقة الذرية مع تشديد العقوبات الدولية المفروضة على إيران إلى جانب إصرار غربي على اعتبار الدعوات الإيرانية مجرد محاولة لكسب الوقت وتخفيف الضغط الدولي دون الالتزام بمطالب الأمم المتحدة. * وكالات