تقرير - شكلت مدينة رداع بمحافظة البيضاء واجهة للحدث الأمني الأبرز في اليمن وخارجه بعد تمدد مسلحي القاعدة إلى المدينة والسيطرة على منشأت حيوية ومفصلية فيها خلال اليومين الماضيين. وفيما قال مصادر عسكرية ل"الوطن" ان لجنة الشئون العسكرية وتحقيق الأمن والاستقرار أقرت سلسلة إجراءات بينها إطلاق حملة عسكرية واسعة لتحرير المدينة من تلك العناصر-دون الإفصاح عن تفاصيل، أعربت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عما وصفته بالقلق الكبير الذي يساور الولايات المتحدة جراء "عدم الاستقرار" في اليمن، الذي يشهد نشاطا لتنظيم القاعدة. وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي مع رئيس كوت ديفوار الحسن وتارا في أبيدجان مساء الثلاثاء إن "عدم الاستقرار في اليمن هو مصدر قلق كبير للشعب اليمني أولا، ثم للمنطقة وللعالم". وعقد في محافظة البيضاء يوم الثلاثاء لقاء موسع للقيادات التنفيذية والامنية والمحلية ومشائخ واعيان المحافظة للوقوف أمام ما حدث وسبل المواجهة. واكد بيان بختام الاجتماع –تلقت "الوطن" نسخة منه -ان اعمال الفوضى التي تشهدها مدينة رداع مسألة لاينبغي السكوت عليها او ان تمر مرور الكرام، مشددين على ضرورة قيام الجهات الامنية بواجباتهم لحماية المواطنيين من هذه الاعتداءات . وأكد المجتمعون على رفض أعمال الفوضى والتخريب وإخلال الامن والسكينة العامة وأن اي اعتداء على المؤسسات القائمة هو عمل مرفوض ومدان ويدفع إلى التنحار والصراع المسلح . ودعا الحاضرون جميعاً المناضل الفريق الركن عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية واللجنة العسكرية إلى اتخاذ الاجراءات الصارمة تجاه هذه الاعتداءات التي تعرضت لها مدينة رداع ، كما دعوا حكومة الوفاق الوطني الى القيام بدورها وفرض هيبة الدولة وإخراج المسلحين من مدينة رداع مع وقوف الجميع الى جانبها . وأوصى المجتمعون على العمل من اجل تكريس قيم الوسطية والاعتدال وقيم المحبة والتسامح والتصالح والسلم الاجتماعي ونبذ خطاب العنف والتطرف والارهاب الذي تتبناه وتنتهجه الجماعات المتطرفة والحفاظ على وحدة النسيج الاجتماعي والفكري والثقافي . كما أكدوا على الاستعداد التام من قبلهم وبالتنسيق مع الجهات الامنية والعسكرية والمحلية والتنفيذية بالقيام بواجباتهم إلى جانبهم في أماكن الضعف للأمن،بالإضافة إلى قيام كلا منهم بدوره في الحفاظ على منطقته . وكانت العناصر المسلحة من القاعدة التي اقتحمت قلعة رداع التاريخية ليل أمس الأول وعدد من المرافق والمنشآت الحكومية في المدينة ومنها السجن المركزي وإخراج عشرات السجناء ، بثت الرعب والخوف لدى سكان المدينة. وأكد وكيل أول وزارة الداخلية اللواء الركن محمد عبدالله القوسي في تصريح نقله موقع وزارة الدفاع ان الوزارة وأجهزتها الأمنية قامت بتطويق مداخل المنطقة التي استولى عليها المسلحون في مدنية رداع ولم تباشر عملية الهجوم على هذه العناصر الإرهابية خشية تضرر قلعة وجامع رداع"العامرية" التاريخية الاثرية وحفاظا عليها من أي أعمال تخريبية في حال المواجهة مع هذه العناصر الي حين خروج اللجنة العسكرية والأمنية والمشكلة لهذا الغرض بالقرارات المناسبة. وأشار إلى أن العناصر الإرهابية أقدمت على اختطاف طقمين امنيين يقلان 11 جنديا بعد اشتباكات في احدى النقاط الامنية هناك ومقتل احد هذه العناصر الارهابية . من جانبه أوضح مدير امن مديرية رداع العقيد عامر الشيبري ان اكثر من 200 شخص من العناصر المسلحة اقدموا ليل السبت على اقتحام جامع وقلعة العامرية والسيطرة عليهما ..مشيرا الى ان هذه العناصر قامت بقتل جنديين في نقطة دار النجد والاستيلاء على اطقم امنية بعد اشتباكات مع افراد النقطة. ولفت إلى أن مسلحي القاعدة لم تكتف بذلك بل واصلت أعمالها الإجرامية عندما اقتحمت فجر الاثنين السجن المركزي بالمدينة وساعدت على تهريب 52 سجينا محكومين بقضايا جنائية مختلفة ، مؤكدا ان الاجهزة الامنية بانتظار التوجيهات للحسم . ويقود المسلحين من تنظيم القاعدة طارق أحمد ناصر الذهب، نجل شيخ قبيلة قيفة، والذي تربطه علاقة مصاهرة بالداعية اليمني الأميركي الجنسية أنور العولقي الذي قتل العام الماضي في غارة أميركية. يشار الى ان شقيقا للذهب اسمه نبيل ما يزال يقبع في السجن بعد ان سلمته السلطات السورية الى اليمنيين اثر عودته من احدى رحلاته «الجهادية» الى العراق، حسب مصادر قبلية. ويسيطر مسلحو «القاعدة» منذ نهاية مايو على زنجبار كبرة مدن محافظة ابين وبلدات اخرى مجاورة وكذلك على بعض النواحي في محافظة شبوة المجاورة، وتشن قوات الجيش حملة على مسلحي التنظيم بمساعدة قبائل مناهضة. وطبقا لمعلومات تحصلت عليها "الوطن" فأن مسلحي القاعدة يستعدون على ما يبدو للتوجه من رداع إلى مناطق مجاورة للسيطرة عليها، ولمهاجمة معسكرات الجيش في ضواحي المدينة التي ينوون تحويلها إلى مركز قيادة لعملياتهم في المناطق الشرقية. وبحسب تلك المعلومات فان زعيم مسلحي القاعدة الشيخ طارق الذهب عمل بمساندة وتعاون بعض مشائخ تنتمي لحزب الإصلاح وبأوامر وتسهيلات من قبل اللواء المنشق على محسن الأحمر لتكريس تحالف الهدف منه السيطرة انطلاقا من رداع على جبال اسبيل والجرشة والاتلا بغرض مهاجمة معسكرات الحرس الجمهوري في منطقة قاع سامة ذمار وكذا معسكر الحرس في رداع للاستيلاء عليها وتكرار نموذج محاولات في ضواحي صنعاء بمنطقة أرحب ونهم. وذكرت المعلومات ان خلايا تنظيم القاعدة تقيم تحصيناتها في جبال وشعاب قيفة بعد ان إقامة معسكر للتدريب على المهمات القتالية وكذا معامل لصناعة العبوات الناسفة والمتفجرات وغيرها من الأسلحة القتالية. كما أشارت إلى أن خلايا القاعدة هاجمت معسكرات الحرس الجمهوري في رداع -السوادية في البيضاء أكثر من مرة خلال الفترة الماضية لجس النبض إلا أنهم فوجئوا برد قوي، الأمر الذي دفعهم للبحث عن المزيد من التحالفات بجانب الإغراءات المالية للحشد نحو ما اقدموا عليه من خطوات خلال اليومين الماضيين. يشار إلى ان منطقة قيفة رداع تتوسط محافظات ابين وشبوة ومأرب وتقع في خط موازي لمحافظتي الضالع ولحج التي تتواجد خليا تنظيم القاعدة في عديد مناطق تلك المحافظات.