تقرير - اختتمت يوم الاثنين المهرجانات الانتخابية المشتركة التي نظمتها اللجان الانتخابية بين حزب المؤتمر الشعبي العام وحلفائه واللقاء المشترك وشركائه لدعم مرشح التوافق عبدربه منصور هادي رئيساً جديداً للبلاد، في ضل تصاعد مخاوف من تعثرات أمنية تلقي بضلالها على سير العملية الانتخابية وعملية الاقتراع يوم غد الثلاثاء اثر تزايد هجمات واعتداءات مسلحة استهدفت عدد من اللجان الانتخابية ومقراتها بعدد من المناطق جنوبي اليمن . وكرست المهرجانات لحشد أكبر عدد ممكن من الناخبين للتوجه إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم . وشملت المهرجانات الانتخابية التي عقدت يوم الاثنين، كلاً من مدينة عدن، والعاصمة صنعاء ، ومديرية دمت بالضالع ،بجانب وادي حضرموت. وألقيت في المهرجانات الانتخابية كلمات عن الأطراف الموقعة على المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية دعت جميعها إلى ضرورة المشاركة في الانتخابات من أجل كتابة تاريخ جديد في تاريخ البلاد . واعتبار أن اليمنيين بالتوجه إلى صناديق الاقتراع ليس لانتخاب مرشح توافق فحسب بل لمنح الشرعية الشعبية لمرحلة استثنائية بعيداً عن أصوات المدافع وهدير الدبابات .. لافتة إلى أن المرحلة الاستثنائية التي يمر بها اليمن توجب علينا جميعاً العمل والتكاتف والتآخي حتى نعبر بالبلاد إلى بر الآمان . وثمنت الكلمات الكبير الذي لعبه الأشقاء في دول الخليج العربي وللدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر على ما بذلوه من جهود أوصلت الوطن إلى يوم 21 فبراير . يأتي ذلك فيما يتصاعد التوتر بشكل ملحوظ في بعض مناطق ملتهبة جنوبي اليمن عشية الانتخابات الرئاسية المبكرة التي تنظم غدا الثلاثاء ويرفضها فصائل من الحراك الجنوبي المتبني للانفصال والتي دعت الى عصيان مدني في يوم الانتخابات لرفضها ومنعها ،فيما شهدت مراكز انتخابية يوم الاثنين مدينة عتق في شبوة ،وحضرموت اشتباكات بين مسلحين وقوات الحماية للمراكز اثر محاولات اقتحام وطرد اللجان ونهب وثائق الاقتراع سقط فيها عدد من الجرحى . وكانت عدن شهدت ليل الامس عاد توتر خلقتها محاولات إحداث اختراقات أمنية واضطرابات في أحياء متفرقة من المدينة جوبهت بحزم ، قبيل يوم واحد على موعد الانتخابات الرئاسية المبكرة . ودوا انفجار كبير فجر الاثنين في مقر اللجنة الأصلية لمديرية خور مكسر الدائرة 22 الواقع بمعهد أمين ناشر الصحي، وقال شهود عيان أن سحب دخان شوهدت مع دوي الانفجار بسور المبنى حيث يعتقد أنها عبوة ناسفة ، وذكر شهود عيان ل"الوطن" أن تعزيزات عسكرية اضافية من مدرعات وأطقم عسكرية طوقت مديرية خور مكسر وانتشرت بشوارعها بعد حدوث انفجار معهد امين ناشر ، فيما دفع بتعزيزات مماثلة في كافة مديريات محافظة عدن وحول مقار مراكز اللجان الانتخابية وبنسق مضاعف أول وثاني من الحماية. وأكدت مصادر متطابقة, أن محافظة عدن, وقبل ساعات من انطلاق الانتخابات الرئاسية, تحولت إلى مدينة شبه مغلقة, بعد الانتشار الأمني الكثيف من قبل قوات الأمن في أحياء عدة, تحسبا لأعمال تخريبية تستهدف المراكز الانتخابية من قبل بعض قوى "الحراك الجنوبي" الرافضة للانتخابات, وهجمات أخرى محتملة من قبل عناصر تنظيم "القاعدة". وعلى رغم حشد عشرات الالاف من القوى المسلحة طالبت اللجنة الأمنية في اللجنة العليا للإنتخابات بتوفير وحدات احتياط لتغطية أي طارئ أمني خصوصاً في بعض المحافظات التي تشهد انفلاتاً أمنياً، في ضوء تهديدات جماعات مسلحة متشددة. وكشف وزير الداخلية اللواء الدكتور عبد القادر قحطان أن الخطة الأمنية التي اتخذتها الوزارة للتأمين الانتخابات الرئاسية ارتكزت على محورين أساسيين الأول الأجراء الأمني العادي لكل لجنة ومركز انتخابي والثانية إجراءات أمنية احترازية في المناطق التي يتوقع فيها حدوث أي طارئ أمني ..معربا عن أمله أن تسير العملية الانتخابية دون أية عوائق تضطر أجهزة الأمن إلى التدخل لمجابهتها. وأكد قحطان في مؤتمر صحفي عقده عشية الانتخابات في المركز الإعلامي للجنة العليا للانتخابات أن الموقف الأمني بشكل عام مطمئن وأن أجهزة الأمن والجيش على أهبة الاستعداد للقيام بمهامهم لتأمين العملية الانتخابية.. موضحا ان الوزارة وجهت تعميما للمواطنين بعدم حمل السلاح في يوم الاقتراع بهدف تأمين سير العملية الانتخابية دون أية إشكاليات معيقة . واضاف ": لا نستبعد حدوث إشكاليات في بعض المراكز الانتخابية لكنها ستكون محدودة" .. مؤكدا أن اللجان الأمنية ستتعامل بحكمة مع تلك الأحداث في حال حدوثها وستستخدم وسائل فض الشغب العادية إن اقتضى الأمر. وقال :" لقد تجاوزنا كل ما توقعه الآخرون لنا بأننا سنصل إلى الاقتتال والحروب وها نحن الان نخرج من هذه المحنة بالوصول إلى الانتخابات الرئاسية المبكرة ".. مبينا أن منح أصواتنا للمشير عبد ربه منصور هادي هو إعطاء القوة لقراراته في المرحلة القادمة . وأوضح أنه مهما وجدت من أصوات معارضة للانتخابات فأنها قليلة ومن حقها أن تعبر عن أرائها في إطار حرية التعبير والحقوق الديمقراطية المكفولة في الدستور والقانون شريطة أن لا تمس حقوق الأخرين . وكان نائب رئيس اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء القاضي خميس الديني قد أوضح أن اللجان الانتخابية الأصلية والفرعية ولجان الصناديق واللجان الأمنية ستكون مساء يوم الاثنين جاهزة في أماكن ها المحددة تمهيدا لاستقبال الناخبين صباح غدا .. مبينا أن اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء استعدت لاستقبال كافة الناخبين سواء كانوا مقيدين في سجلات الاقتراع أو من بلغوا السن القانونية ولم يسبق تسجيل أسمائهم، فضلا عن استقبال الناخبين المتواجدين خارج مواطنهم الانتخابية . وكشف أن اللجنة العليا للانتخابات استحدثت خدمة جديدة عبر شركات الموبايل تمكن أي ناخب من الحصول على بياناته الكاملة المقيدة في سجل الناخبين من خلال ارسال رسالة sms تتضمن أسمه الرباعي إلى الرقم (181) عبر خدمات شركات الهاتف النقال في اليمن . ودعا كافة الناخبين والناخبات إلى الحرص على التوجه إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم يوم غدا باعتبار ذلك واجب وطني وحق دستوري . في حين تحديث عضو اللجنة العليا للانتخابات – رئيس القطاع القانوني القاضي شرف المحبشي عن الإجراءات التي اتخذتها اللجنة للتحضير لهذه الانتخابات بما يكفل لها النجاح ..متوقعا أن تعلن النتائج خلال يوم أو يومين عقب يوم الاقتراع رغم أن القانون أعطى اللجنة العليا للانتخابات عشرة أيام للإعلان عن نتيجة الانتخابات. وفي عدن أكد رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن أحمد علي الأشول أهمية التنسيق بين الوحدات العسكرية والأجهزة الأمنية المختلفة لما من شأنه تأمين اللجان الانتخابية وضمان سير الانتخابات الرئاسية في أجواء آمنة وهادئة، وتفادي حدوث أي إخلالات أمنية أو إعاقات لسير العملية الانتخابية، التي ستجرى يوم غدٍ الثلاثاء 21 فبراير. واطلع رئيس هيئة الأركان العامة على غرفة عمليات 22 مايو بمحافظة عدن حيت تابع سير العمل بها في نواحي الإجراءات الأمنية وتأمين اللجان الانتخابية بمحافظة عدن والمحافظات المجاورة .كما أطلعا على ما تحويه من تجهيزات ووسائل اتصال حديثة لمتابعة سير عمل اللجان الأمنية في جميع المراكز الانتخابية، ووجه رئيس هيئة الأركان العامة باتخاذ كافة التدابير والإجراءات اللازمة لإنجاح مهام اللجان الأمنية.