أفاد وزير الإعلام في ولاية الوحدة الحدودية في جنوب السودان، جدعون غاتبان، أن الطيران السوداني شن، ليل أمس، غارة على الولاية بدون أن يُعلن عن أي معارك على الأرض صباح اليوم، مضيفاً أنه ليس لديه، في الوقت الحاضر، أي حصيلة للمعارك التي دارت بين الجيشين في اليومين الماضيين في المنطقة الحدودية وما رافقها من عمليات قصف على جنوب السودان. وأعلن غاتبان، في اتصال هاتفي أُجري معه من جوبا، أن «المعارك على الارض توقفت هذا الصباح لكن الطائرات السودانية قصفتنا مجدداً حوالى الساعة 1,00. وجرى القصف في باناكواش على مسافة 35 كلم من بنتيو عاصمة ولاية الوحدة»، موضحاً أن «التوتر ما زال قائما وجنودنا يستعدون في حال حصول هجوم بري جديد للقوات السودانية»، ومتوقعا تجدد القصف الجوي. وكان الجيش السوداني قد أعلن، مساء أمس، عودة الهدوء إلى منطقة المعارك، إضافة إلى «سيطرة قواته تماماً» على منطقة هجليج، والتي أكدت قوات جنوب السودان السيطرة عليها، أول من أمس. وكان رئيس جنوب السودان، سالفا كير، قد اتهم السودان، أوّل من أمس، بمهاجمة بلاده بقصف ولاية الوحدة وشن هجمات برية عليها، مؤكداً أن قوات جنوب السودان قد شنت هجوماً مضاداً وعبرت الحدود للسيطرة على حقل هجليج النفطي. وتواصلت المعارك البرية وعمليات القصف، أمس، ما أثار مخاوف الأسرة الدولية. من جهته، أعلن قائد منطقة هجليج السودانية، بشير مكي، اليوم، أن القوات السودانية أمّنت «المنطقة بالكامل». وتجدر الإشارة إلى أن منطقة هجليج التي تحيط بها آبار نفطية عديدة، تقع على بعد 15 كلم عن جنوب السودان. بدورها، عبرت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي، كاثرين آشتون، عن «قلقها الشديد» إزاء المعارك في المنطقة الحدودية، التي تشكّل «تصعيداً خطيراً في وضع متوتر أساساً»، داعيةً السودان وجنوب السودان إلى إبداء «أقصى درجات ضبط النفس»، واحترام التزاماتهما بعدم الاعتداء والتعاون التي وقعوا عليها في 10 شباط/فبراير الماضي واستئناف المفاوضات. وفي السياق نفسه، أعرب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، جان بينغ، في البيان عن «قلقه الكبير» إزاء التصعيد على الحدود بين السودان وجنوب السودان، داعياً «الدولتين إلى احترام بروتوكول الاتفاق بعدم الاعتداء والتعاون»، ومؤكداً ضرورة «نزع فتيل الأزمة لا سيما عبر سحب قواتهما إلى مسافة 10 كلم من الحدود». كذلك تمنى بينغ على الطرفين تشكيل لجنة مشتركة للتحقق ومراقبة الحدود، التي ينص عليها هذا الاتفاق، و«وقف دعم القوات المتمردة التي تنشط على أراضي كل منهما»، مضيفاً: «هذه الأحداث المؤسفة والمقلقة تأتي في فترة من التفاؤل المتزايد وعشية زيارة مقررة ومهمة جداً للرئيس السوداني الى جنوب السودان». يذكر أن القمة المرتقبة بين رئيسي السودان، عمر البشير، وجنوب السودان، سالفا كير، في مطلع نيسان/ابريل المقبل، تدفع إلى الأمل بإحراز تقدم في حل مواضيع التوتر بين البلدين والذي تزايد منذ استقلال جنوب السودان المُعلن في تموز/يوليو 2011. *(ا ف ب، رويترز)