رفضت مختلف القوى السعودية المساومة التي حاول تنظيم القاعدة إدارتها مستغلاً اختطافه للدبلوماسي السعودي في اليمن. وأكدوا أن القيم التي تتمسك بها السعودية تربأ بها عن الدخول في مساومات أو مفاوضات مع تنظيمات إرهابية. وأكدوا أن اليمن مطالبة بالتحرك لتنفيذ التزاماتها الدولية بحماية البعثات الدبلوماسية. كما أكدوا ثقتهم في رفض اليمن حكومة وشعباً لتلك السلوكيات الإجرامية التي اعتادت القاعدة ممارستها. وكشفوا في تصريحات صحفية نشرتها صحيفة "الشرق" السعودية عن بدائل شرعية متاحة أمام المملكة لحل أزمة اختطاف نائب القنصل السعودي في اليمن، حال فشل المساعي الرسمية من قبل حكومة اليمن في تحريره. يقول رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية اللواء الدكتور أنور عشقي يجب ألا تفزعنا هذه العملية لأن المملكة العربية السعودية لديها أصدقاء في اليمن سواء بين القبائل أو في أوساط الشعب اليمني وهؤلاء سيقومون بدورهم في تخليص الدبلوماسي السعودي من يد هؤلاء الإرهابيين. وأضاف أن المملكة لن تتخلى عن أبنائها ولكنها في المقابل لن تساوم أي جهة إجرامية سواء كانت إرهابية أوغيرها في مثل هذا الأمر، لأن ذلك يوسع مساحة الجريمة أكثر. مبيناً أن المملكة لا ترضى أن تتسع مساحة الجريمة. وقال عشقي لاشك أن تأثير القبائل واسع في هذا المجال ونحن نعرف أن منطقة أبيّن فيها قبائل الفضلي، ولها مكانتها وثقلها ولديها الإمكانات الكافية للتفاوض مع هؤلاء والتفاهم معهم وإطلاق سراح الدبلوماسي السعودي .فقد استضافت المملكة قيادات تلك القبيلة العريقة لسنوات وهم يقرون بفضل المملكة عليهم ونحن أيضا نعترف بتعاملهم الحسن مع المملكة، وأنا شخصياً على يقين بأن الشيخ طارق الفضلي يستطيع أن يقوم بجهود من شأنها إطلاق سراح الدبلوماسي. وألمح إلى أن مجرد فتح باب المساومة مع هؤلاء الإرهابيين المجرمين هو اعتراف بوجودهم واعتراف بهم فالمساومة معهم معناها فتح باب مرفوض في دول العالم كلها ولا يمكن أن يفتح الباب للإرهابيين والمجرمين في عملية المساومة ووزارة الخارجية على لسان مساعد وزير الخارجية السعودي أعلنت أن المساومة في هذه الأمور مرفوضة، والمملكة ليست عاجزة عن إطلاق سراح الدبلوماسي السعودي، خصوصا وأن الحكومة اليمنية هي المسؤولة عن إطلاق سراح الدبلوماسي لأن كل دولة تتكفل بحماية الدبلوماسيين على أراضيها. وقال إن لم تتمكن الحكومة اليمنية من هذا الإجراء فإن للمملكة أصدقاء في اليمن سيتمكنون من إطلاق سراح الدبلوماسي ولهذا نجد أن الشخص الذي تكلم مع السفير يقول نحن لا نريد أن يتدخل طرف ثان في الموضوع لأنه يعرف أن هناك أطرافاً لو تدخلت سوف تضغط عليهم بشدة وتفرج عن الدبلوماسي. من جانبه قال عضو مجلس الشورى والمتحدث الرسمي باسم هيئة حقوق الإنسان، الدكتور زهير الحارثي إن المملكة وقفت إلى جانب اليمن وهي لا تستحق مثل هذا التعامل وهذا الدبلوماسي كان يعمل من أجل خدمة الإخوة اليمنيين والسعوديين وبالتالي على الشعب اليمني والحكومة اليمنية أن يتحركوا بشكل جاد حكومة وقبائل وأن يقفوا يداً واحدة ضد هذه الأعمال الإرهابية الإجرامية الدنيئة. وأضاف أن المملكة بطبيعتها لا تدخل في مفاوضات أو مساومات مع منظمات إرهابية رايديكالية، وهذا مفهوم الدول. وقال إن القانون الدولي لا يعطي الحق للتباحث مع منظمات أو حركات غير شرعية، فهذه نتوءات مريضة حاقدة فاسدة ليس لها قيمة. وقال يبدو أن الخسارة الفادحة التي منيت بها القاعدة في المملكة بالقضاء على أغلب قياداتها الميدانية والتجفيف المادي والمراقبة المالية والعمليات الاستباقية، جعلت القاعدة تعاني حصاراً ليس أمنياً فقط ومادياً أيضاً، لذا لجأت إلى الاختطاف زاعمة أنها قد تهيئ لها دخلاً وهو أمر بالطبع غير مشروع ويتنافى مع الدين والأخلاق. واعتبر ذلك خطوة من الخطوات التي تنتهجها القاعدة في مسألة الترهيب والبحث عن المادة كما حاولت مع بعض القبائل وفعلت مع بعض الدول.