اعلن مصدر عسكري مسئول في محافظة أبين جنوبي اليمن سيطرة وحدات عسكرية على الجزء الجنوبي والشرقي من مدينة زنجبار عاصمة المحافظة بعد معارك ضارية بين قوات الجيش وعناصر تنظيم القاعدة. وقال المصدر ان معظم القياديين القدامى في تنظيم " القاعدة " لقوا مصرعهم في مدينة زنجبار ومديرية لودر ومدينة جعار بمحافظة أبين خلال الفترة الماضية. مشيرا إلى أن عددا محدودا من تلك القيادات ما يزال موجودا في بعض مناطق أبين ومدينة عزان بمحافظة شبوة, منوها الى إن قيادات جديدة من الصف الثاني هي من تدير حاليا العمليات الإرهابية في أبين ومناطق أخرى. ووفقا لما اورده موقع وزارة الدفاع يوم الاحد فقد لفت المصدر العسكري الى استمرار الوحدات العسكرية في تطهير منطقة باجدار في زنجبار عاصمة أبين, واعدا بتطهير ما تبقى من المدينة من العناصر الإرهابية, وتطهير جعار -ثاني اكبر مديرية يسيطر عليها القاعدة- من تلك العناصر وإعادة النازحين من المواطنين إليهما وتعزيز الأمن والاستقرار في المحافظة بشكل عام . وشن الطيران الحربي اليومين الماضيين عدد من الغارات المكثفة على مواقع للقاعدة في منطقة أمعين جنوبي لودر وعدد من الاهداف الاخرى للقاعدة مع تواصل عمليات التمشيط البري لقوات الجيش من اللواء 111 مشاة بإسناد اللجان الشعبية ، وتعزيزات من الحرس الجمهوري والقوات الخاصة والأمن المركزي –وحدة مكافحة الإرهاب . وتأتي هذه التطورات في ظل تعزيز الإجراءات الأمنية والعسكرية استعداداً لمعركة فاصلة مع تنظيم القاعدة بمحافظة أبين جنوبي البلاد. وأوضحت مصادر عسكرية مطَّلعة أن توجيهات مشدَّدة أصدرها الرئيس عبد ربه منصور هادي قضت بتوسيع نطاق العمليات العسكرية ضد المتشدِّدين وتنفيذ خطة عسكرية محكمة لتطهير المدن التي سيطروا عليها في كل من أبين وشبوة، ومنعهم من التمدد إلى مناطق مجاورة. موضحة أن التوجيهات شملت نشر أعداد مكثَّفة من قوات الجيش لتعزيز الحراسات على منشآت النفط والغاز في كل من مأرب وشبوة تحسباً لاستهدافها بواسطة المسلحين. وصدرت توجيهات رئاسية لقائد الحرس الجمهوري وقائد الأمن المركزي بإرسال تعزيزات إضافية من قوات مكافحة الإرهاب للمشاركة في المواجهات المسلحة المحتدمة في عدة مناطق بأبين والإسراع في تطهير هذه المناطق. وكان الرئيس هادي قد دفع بوحدات ضاربة من تلك القوات قبل أكثر من أسبوع إلى ضواحي مدينة لودر بمحافظة أبين ، في إطار خطة لتعزيز قوات الجيش من اللواء111 مشاة الصامد مع اللجان الشعبية القبلية في خوض مواجهات عنيفة مع المئات من مسلحي الذراع اليمنية لتنظيم القاعدة لصد محاولاتها السيطرة على مدينة لودر، وإدارة حرب عصابات شبيهة بأساليب الحرب التي يشنها التنظيم المسلح على مواقع قوات الجيش، وأدت خلال الفترة الماضية إلى وقوع خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد في صفوف قوات الجيش . وقال مصدر عسكري في وقت سابق ل"الوطن" أن إرسال الرئيس عبدربه منصور هادي- الذي يشرف بشكل مباشر على العمليات في أبين- وحدات ضاربة من قوات مكافحة الإرهاب والقوات الخاصة والحرس الجمهوري إلى أبين لمواجهة القاعدة إعلاناً عن بدء حرب مفتوحة مع التنظيم ليس المقصود منها حماية لودر فقط بل تحرير كل محافظة أبين من تحت سيطرة القاعدة، حسب قوله. من جهة ثانية أكدت ذات المصادر أن وزارة الدفاع رفضت أي تفاوض مع قيادات أنصار الشريعة بأبين. وتوعدت بتحرير كافة المناطق من خلال الحسم العسكري وليس التفاوض. وكانت قوات الجيش قد حققت منذ أول من أمس تقدماً هاماً في معركتها ضد تنظيم القاعدة، حيث دخلت طلائع الألوية العسكرية إلى وسط مدينة زنجبار في إطار هجوم كماشة ملتقية مع العمليات التمشيطية المنطلقة من مديرية لودر، وإثر ذلك فر العشرات من مسلحي القاعدة إلى مناطق بعيدة، فضلاً عن مقتل العديد منهم خلال هذه المعارك.