على نقيض تصرفات وممارسات حكومة الوفاق في اليمن وإطرافها السياسيين الموقعين على مبادرة الخليج واليتها التنفيذية المزمنة وخطابها المؤجج والمحرض والذي يبث العداء بين اليمنيين في الداخل ، قدمت الحكومة مؤخرا لاجتماع أصدقاء اليمن الذي احتضنته المملكة العربية السعودية بالعاصمة الرياض يوم الأربعاء 23 مايو 2012 ، تقريرا سياسيا رسمت فيه صورة مغايرة لنفسها وللقضايا البارزة في اليمن التي ضللت أطرافها بها الداخل منذ توقيع اتفاق التسوية بالرياض في نوفمبر 2011م. وتحدثت حكومة الوفاق في تقريرها عن أن "إقامة مراسم تنصيب الرئيس هادي بحضور الرئيس السابق علي عبدالله صالح عكس أسلوباً حضارياً نادراً لنقل السلطة في المنطقة". واعترفت بأن "أجزاء من استحقاقات المرحلة الأولى من خطة التسوية الانتقالية لم يتم تنفيذها" حتى الآن، و"بالذات فيما يتعلق بإزالة عناصر التوتر واستتباب الأمن وتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي، وبذلك مثلت هذه الأمور عناصر إضافية لما يجب إنجازه في المرحلة الثانية"، كما أشارت لمعيقات كثيرة اعترضت لجنة الشئون العسكرية وتحقيق الاستقرار وان بعموميات من أطراف عدة. كما لفتت إلى أن من أبرز تلك التحديات لخطة المبادرة الخليجية "استمرار بعض وسائل الإعلام الحزبية في ممارسة خطاب إعلام مستفز من خلال التحريض والتراشق الإعلامي الذي يبث روح العداء بين المواطنين ولايشجع على تنقية الأجواء لإجراء الحوار"، بالإضافة إلى "تفاقم الوضع الاقتصادي المتردي وتصاعد العجز في ميزانية الدولة، فضلا عن " التحديات الأمنية المتمثلة في مناطق شمال الشمال (صعدة) والجنوب(الحراك) وتصاعد وتوسع نشاط القاعدة، واستمرار أعمال التخريب والاعتداء على خطوط الكهرباء وأنابيب النفط وقطع الطرقات، وكذا تحديات الوضع الإنساني وتنامي أعداد النازحين نتيجة الأزمة ونشاط تنظيم القاعدة والذين وصل عددهم إلى مايزيد عن خمسمائة ألف نازح، وكذلك اللاجئين من القرن الأفريقي الذين وصل عددهم إلى نحو مليون لاجيء". وطالبت الحكومة في تقريرها المجتمع الدولي ب" إلزام جميع الأطراف بالكف عن المماحكات الإعلامية والعمل على تنقية الأجواء لإجراء الحوار، و إلزام طرفي الحكم بالعمل كفريق واحد في حكومة الوفاق الوطني للخروج باليمن من أزمته في إطار المبادرة الخليجية". كما دعت لدعم الرئيس عبدربه منصور هادي وخطوات الحوار الوطني المرتقب، وتقديم الدعم اللازم مادياً وفنياً لإجراء الاستفتاء على الدستور والانتخابات الرئاسية والبرلمانية. وطالبت بتحديد مجالات الدعم التي سيقدمها أصدقاء اليمن لتنفيذ أجندة الإصلاحات الوطنية، وتوفير الدعم اللازم مادياً وفنياً لخطة إعادة هيكلة الجيش، فضلا عن زيادة دعم استراتيجية اليمن لمكافحة الإرهاب، وزيادة دعم قوات مكافحة الإرهاب وخفر السواحل لمواجهة تحديات القاعدة والقرصنة. وفيما يلي تنشر "الوطن" نص وثيقة حكومة الوفاق اليمنية المقدمة لاجتماع أصدقاء اليمن بالرياض: