استنفر الرئيس عبدربه منصور هادي القائد الأعلى للقوات المسلحة يوم الأربعاء كبار قيادات من الجيش والأمن إلى عموم المناطق والقوى والوحدات العسكرية والأمنية ، في وقت تواصلت المعارك الجارية بين الجيش ومسلحي تنظيم القاعدة في محور أبين جنوبي اليمن ، وأعلنت مصادر محلية وعسكرية يمنية عن "مقتل ستة جنود و22 عنصرًا من تنظيم "القاعدة" الأربعاء في قصف ومواجهات بمحور زنجبار عاصمة المحافظة ، وجعار المعقل الرئيسي للتنظيم والمعلنة إمارة إسلامية منذ اكثر من عام ، فيما نفذ مسلحون من القاعدة هجوما طال موقعا عسكريا بمدخل مدينة رداع بمحافظة البيضاء المجاورة ، وتوعد التنظيم بتوسيع المعارك إلى أكثر من منطقة واعتبار كل اليمن ساحة حرب إذا ما تواصلت الحملة العسكرية المستمرة منذ عشرون يوما في مسعاها لطردهم من معاقلهم في أبين وشبوة. نزول تشخيصي وقال نائب رئيس هيئة الأركان العامة للعمليات اللواء الركن علي محمد صلاح أن استنفار القيادات لوزارتي الدفاع والداخلية في نزول ميداني إلى عموم المناطق والقوى والوحدات العسكرية والأمنية بتوجيهات من الرئيس هادي والذي بدأ الأربعاء"تأتي في إطار اهتمامات قيادة اليمن السياسية والعسكرية بأوضاع المقاتلين وتلمس أحوالهم وهمومهم وقضاياهم عن قرب، والاطلاع على مستوى الجاهزية القتالية والفنية والمعنوية للقوات، وتشخيص الصعوبات والمعوقات التي تعترض سير تنفيذ المهام والواجبات المسندة للمقاتلين". وأبرزت كلمات قيادات النزول الميداني لدى التقائها بالمقاتلين والتي شملت اليوم المنطقة الجنوبية ، والشرقية ، والوسطى، طبيعة التحديات والمخاطر التي تواجهها اليمن وفي مقدمتها التهديدات الأمنية والأعمال الارهابية التي تمارسها العناصر الضالة بمحافظة أبين وتستهدف الإضرار بمصالح الشعب والوطن وتدمير مقدراته وزعزعة الاستقرار في المنطقة عموماً . وأكدت على ضرورة مجابهة هذه التحديات بمزيد من التلاحم بين منتسبي المؤسسة الدفاعية والأمنية والمجتمع، وتعزيز الترابط والاصطفاف الوطني حول القيادة السياسية والعسكرية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة التي تعمل جاهدة على تحقيق مضامين المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة لإخراج الوطن من أزمته السياسية والاقتصادية والأمنية وبما يحقق آمال وتطلعات الشعب في بناء اليمن الجديد ودولته المؤسسية الديمقراطية الحديثة.. ودعت القيادات العسكرية والأمنية إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه مرؤوسيهم والعمل على تأمين وصول كل مستحقات المقاتلين والاهتمام بأوضاعهم المعيشية والصحية والسكنية، ومعالجة قضاياهم وهمومهم وتذليل الصعوبات الماثلة أمامهم باعتبار ذلك من أولويات مهام القادة في ظل التحولات التحديثية التي تشهدها القوات المسلحة والأمن. وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر احمد الذي أنيط به مهمة النزول في محور أبين حيث المعارك مع مسلحي القاعدة وذراعها المحلي المسمى أنصار الشريعة، جال عدداً من المواقع المتقدمة في التبة الحمراء وجبل يسوف بلودر والتقى بالقادة والضباط والمواطنين واعضاء اللجان الشعبية في مختلف المواقع ، مشددا على ضرورة الحفاظ على الجاهزية الفنية والقتالية والمعنوية والتحلي بروح المسؤولية والانضباط العسكري الواعي في تنفيذ كافة المهام والواجبات المسندة إليهم .. مشيداً بالدور البطولي الذي قدمه ابطال القوت المسلحة والامن ومعهم المقاتلين الابطال في اللجان الشعبية في مواجهة عناصر الضلال والارهاب في محافظتي ابين ولحج. وأكد اهمية تظافر الجهود وتوحيد الصفوف لمواجهة كافة التحديات والمخاطر التي يخطط لها اعداء الوطن .. لافتا الى ان عناصر الشر وان اقدمت على بعض الاعمال الارهابية الجبانة فإنها تلفظ انفاسها الاخيرة وستواجه مصيرها المحتوم. المعارك الميدانية وتضيق قوات الجيش الخناق على مسلحي القاعدة في مدينتي زنجبار وجعار بعد هجمات برية وجوية نوعية استهدفت معاقلهم الرئيسة في المدينتين غير أن مسلحي التنظيم عاودوا شن الهجمات على قوات الجيش التي تحاول اقتحام مدينة جعار التي تعد معقل رئيس للتنظيم في محافظة ابين ، قبل أن تصدها قوات الجيش التي كبدت المهاجمين خسائر فادحة . وأعلنت مصادر محلية وعسكرية يوم الاربعاء عن "مقتل ستة جنود و22 عنصرًا من تنظيم "القاعدة" في قصف ومواجهات بين المسلحين المتطرفين والجيش الذي يتابع حملته لاخراج التنظيم من جنوب البلاد".. حيث قتل سبعة من مسلحي القاعدة واصيب 12 اخرون في قصف مواقع للقاعدة في جعار الواقعة شمال زنجبار، عاصمة محافظة ابين التي سقطت في يد المسلحين المتطرفين قبل سنة..كما شن الطيران غارة استهدفت مركز اتصالات للقاعدة في مدينة شقرة القريبة من الساحل، ما اسفر عن مقتل ثلاثة عناصر من القاعدة واصابة ستة آخرين بحسب وكالة فرانس برس. وفي وقت لاحق، افاد مصدر عسكري ان ضواحي جعار شهدت معارك عنيفة ادت لمقتل ستة جنود واصابة 11 آخرين فضلا عن مصرع 12 عنصرا من القاعدة واصابة اثنين آخرين.. وأضاف ان الجيش يحتفظ بجثث عناصر القاعدة الذين قتلوا في هذه المعارك. وقال المصدر "نضيق الخناق على القاعدة من كل الجهات في جعار" وتشتد المعركة من الناحية الشمالية والغربية بمشاركة اللجان الشعبية"، وهي لجان من الاهالي تقاتل الى جانب الجيش. وبحسب المصدر، تقدم الجيش مدعوا من اللجان الشعبية نحو كيلومترين باتجاه وسط المدينة من الناحيتين الشمالية والغربية. واطلق الجيش اليمني في 12 ايار/مايو حملة كبيرة لاخراج مقاتلي القاعدة من محافظة ابين الجنوبية، ما اسفر حتى الان عن مقتل 371 شخصا بينهم 271 مقاتلا من القاعدة و64 جنديا، اضافة الى مدنيين ومسلحين موالين للجيش. ويركز الجيش حملته على زنجبار التي تمكن من استعادة اجزاء من اطرافها، ومدينة جعار القريبة اضافة الى مدينة شقرة..كما يشن الطيران اليمني اضافة الى طائرات من دون طيار يعتقد انها اميركية، غارات ضد تنظيم القاعدة في انحاء مختلفة من اليمن. وقال عسكريون يمنيون إن مسلحي "أنصار الشريعة" الذراع اليمنية لتنظيم القاعدة اتجهوا لخوض حرب عصابات مع قوات الجيش التي ترابط على مشارف مدينة جعار التي توصف بأنها المعقل الرئيس لمسلحي التنظيم الأصولي "والتي تدفق إليها العشرات من المسلحين بعد الهزائم الكبيرة التي منوا بها في ضواحي المدينة ومناطق أخرى بمحافظة أبين" في تطور أعتبر دليلاً على حجم الضربات الموجعة التي تلقاها الإرهابيون في هذه المناطق . وذكر هؤلاء العسكريون إن تأخير قوات الجيش عملية اقتحام مدينة جعار المحاصرة، يأتي نتيجة الحرص على التقليل من الضحايا المدنيين، مشيرين إلى أن مسلحي القاعدة فخخوا العديد من المناطق بالألغام الأرضية والألغام المضادة للدروع ويجري حالياً تنظيفها . هجوم برداع وتوعد بعمليات من جهة ثانية شن مسلحو من القاعدة هجوما طال نقطة عسكرية لقوات الحرس الجمهوري المتمركزة بالمدخل الشمالي لمدينة رداع بمحافظة البيضاء المجاورة لأبين ، أعقبها مواجهات عنيفة . وقالت مصادر محلية أن جندي قتل واصيب اربعة اخرين بالهجوم ، فيما قتل اثنين من المهاجمين، وتبعها حملة ملاحقة من قوات الحرس في تلك المناطق بحثا عن عدد من مسلحي القاعدة. في الأثناء توعد تنظيم القاعدة في اليمن بنقل الحرب الى كل البلاد , للرد على الحملة العسكرية التي تشنه قوات الجيش اليمني على معاقل القاعدة في أبين . ونقلت صحيفة الشرق السعودية يوم الأربعاء عن القيادي قوله أن الرئيس هادي وجيشه ليس جاهزا للمعركة أما التنظيم فهو أكثر جاهزية من وجهة نظره وهو في حالة حرب دائمة مع الجيش اليمني ومع غيره، مشيرا إلى أن الضربات الأمريكية التي استهدفت قادة التنظيم لم تؤثر على بنيته وقوته فالقادة موجودون، وكاشفاً أن من يقود العمليات الحربية للتنظيم هو قاسم الريمي القائد العسكري للقاعدة بمعاونة عدد من عناصر القاعدة.