أفاد تقرير كويتي بأن عشرات المواطنين الكويتيين عبروا الحدود التركية نحو سوريا للمشاركة في عمليات "الجهاد" إلى جانب "الجيش السوري الحر"؛ فيما تتواتر التقارير الدولية محذّرة من تتحول سوريا إلى ساحةلتكوين "الجهاديين"، على غرار ما حدث في أفغانستان والعراق. وأصبحت سوريا منذ انطلاق الانتفاضة ضد نظام حكم الأسد نقطة جذب لمقاتلين إسلاميين متشددين. وبدأ من يطلقون على انفسهم ب"الجهاديين" يتوافدون إلى سوريا، تلبية لدعاوي "حماسية لنصرة الشعب السوري من ظلم الأسد". وذكرت صحيفة القبس الكويتية أن العشرات من المواطنين الكويتيين اجتازوا الحدود السورية بهدف "الجهاد"، مستندة في خبرها إلى شهادات أقارب هؤلاء. وقالت إن "عشرات المواطنين عبروا الحدود التركية إلى سوريا بقصد الجهاد إلى جانب الجيش السوري الحر ضد قوات النظام السوري". وبحسب شهادات الأقارب، فإنه بمجرد دخول المقاتلين إلى الاراضي السورية "يلتقون بممثلين عن الجيش السوري الحر ويتم تزويدهم بالأسلحة على اعتبار انهم مدربون سابقا ويندمجون في وحدات قتالية توزع بطريقة معينة". وأضافت القبس أنه تم توزيع هويات سورية على المقاتلين "خشية الوقوع في الأسر" وتركوا أوراقهم الكويتية في مكاتب الارتباط التابعة للجيش الحر على الحدود التركية. ووفق نفس المصادر، ونقلا عن أقاربهم الذين قالوا إنهم "على تواصل معهم"، يستقبل الجيش السوري الحرّ مجموعات كبيرة من السعوديين والجزائريين والباكستانيين. ووجدت الأطراف الداعية إلى الجهاد من فشل مجلس الأمن الدولي وانقسام الآراء والمواقف العالمية تجاه الحل المناسب للأزمة في سوريا، فرصة لنشر "الدعوة الجهادية لنصرة سوريا" متّخذة من الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي بالخصوص منبرا لها بهدف "دعم السنة" هناك ومقاتلة "النصيريين"، في إشارة الى الطائفة العلوية التي ينتمي إليها بشّار الأسد. ومن بين المواقع الناشطة في مجال استقطاب "المجاهدين" العرب إلى سوريا شبكة "أنصار المجاهدين" التي تذكر في تقارير لها أن "مجاهدين" عربا انضموا إلى صفوف المقاتلين السوريين لمواجهة قوات نظام الرئيس بشار الأسد. وذلك بالتزامن مع صدور تقارير في تونس تفيد بأن الأجهزة الأمنية التونسية انتبهت إلى وجود نشاط مكثف لخلايا دينية متشددة مرتبطة بتنظيم القاعدة؛ وهي بصدد تجنيد بعض الشباب وتعبئته لإرساله إلى الجهاد في سورىا. وفي ذات السياق بثّ التلفزيون السوري شريطا مسجّلا يظهر فيه شابان تونسيان، وآخرون من فلسطين وليبيا، اعترفوا فيه بأنهم تسللوا إلى سوريا عبر الحدود التركية وذلك لتنفيذ هجمات بالتنسيق بين تنظيم القاعدة والجيش السوري الحر. ويقول المتمردون السوريون ومحللون إن جهاديين سنة أجانب يقاتلون جنبا إلى جنب ضد قوات الأسد لكن يصعب تقدير أعدادهم. وفي الأردن قالت أجهزة الأمن الأردنية إنها ألقت مؤخرا القبض على أردنيين اثنين من التيار السلفي أثناء محاولتهما التسلل إلى سوريا للقتال ضد قوات الأسد. وكانت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن أطلقت دعوة إلى حمل السلاح لما وصفته بالواجب على المسلمين في كل مكان لمحاربة الأسد في إطار "الحرب المقدسة" لدعم الشعب السوري؛ فيما نقل الموقع الالكتروني "الرأي العربي" عن مصدر في الحكومة الليبية أن "حوالي 600 ليبي دخولوا إلى سوريا عن طريق تركيا للانضمام إلى قوات المعارضة المسلّحة السورية". ويلقي الوضع المضطرب في العراق بظلاله على الوضع في سوريا حيث تنشط عمليات تهريب السلاح ودخول "الجهاديين العراقيين" عبر الحدود السورية العراقية. يذكر أن النظام السوري كان يواجه في السابق اتهامات بأنه قدم دعما ماليا وعسكريا ولوجستيا لجماعات "جهادية" متمردة في أوج الغزو الأمريكي للعراق. ونقلت بعض المصادر غربية وأخرى رسمية في دمشق أن تنظيم" القاعدة" نقل نشاطه مؤخرا من العراق إلى سوريا، وأن تنظيم القاعدة يقف وراء تفجيرات شهدتها دمشق وحلب. وكان الظواهري قد أعلن تأييده للمعارضة المسلحة في سوريا ودعا مقاتليه للانتقال إلى هناك. وتحسّبا لهذا النشاط "الجهادي" أصدرت هيئة كبار العلماء السعودية فتوى تقضي بتحريم "الجهاد في سوريا" على السعوديين دون إذن من السلطات.. فيما أعلن مسؤول تونسي أن المملكة العربية السعودية "تشددت هذا العام بشكل كبير" في منح تأشيرات للمعتمرين التونسيين الذين تقل اعمارهم عن 35 عاما خشية بقائهم في الممكلة بشكل غير شرعي بعد انتهاء العمرة "للجهاد" في بلدان أخرى. وأقر أحمد البرقاوي المكلف بإصلاح منظومة الحج والعمرة في وزارة الشؤون الدينية التونسية بأن بعض الائمة في مساجد "ليست تحت سيطرة وزارة الشؤون الدينية" يقومون بتحريض الشباب التونسي المتدين على 'الجهاد' وخاصة في سوريا. بينما تنسب دمشق الاضطرابات التي تعيشها البلاد إلى "مجموعات إرهابية مسلحة" مرتبطة بتنظيم القاعدة واتهمتها بالسعي لزرع الفوضى في البلاد في إطار "مؤامرة" يدعمها الخارج، يثير انتشار "الدعوات الجهادية" لنصرة الشعب السوري مخاوف من أن تتحول مؤشرات ما يعتبره البعض حربا طائفية داخل سوريا إلى" نزاع إقليمي"، حيث يرى محللون أن عمل تنظيم القاعدة مع أي طرف من طرفي النزاع في سوريا يعد تطورا مقلقا للغاية يزيد من احتمالات أن تطول فترة العنف كما حدث بعد الغزو الأميركي للعراق. * وكالات