- كشف مصدر يمني رفيع بأن دولة قطر تسعى للتوسط بين الجمهورية اليمنية وإيران، على خلفية إعلان اليمن عن ضبط خلية تجسس إيرانية تعمل في البلاد ويقودها ضابط سابق في الحرس الثوري الإيراني. ونقلت صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية في عددها السبت عن المصدر قوله «هناك عرض قطري للملمة قضية خلية التجسس الإيرانية»، وقال «يبدو أن الإيرانيين بعد فشل مهمة مبعوث نجاد، ورفض الرئيس هادي لقاءه قبل أيام، لجأوا لقطر للتوسط ولملمة القضية». وبحسب الصحيفة فلم يتسن لها الحصول على تأكيد قطري لذلك. وحول زيارة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى العاصمة القطرية الدوحة التي تمت لساعات معدودة مساء امس الاول الخميس ، نسبت «الشرق الأوسط» لذات المصدر القول انه «تمت مناقشة الوضع الاقتصادي في اليمن، ومناقشة بعض المشاريع التي تمولها قطر وتوقفت خلال الفترة الماضية في البلاد». وأضاف «كما تمت مناقشة أوضاع المغتربين اليمنيين في قطر، وتمت الموافقة على أن يعامل اليمنيون معاملة القطريين في المدارس الحكومية». وحول قضية صعدة وإعادة الإعمار قال المصدر أن «نقاشا دار حول إدارة أموال صندوق إعمار صعدة الذي تموله قطر». وذكر أن «الحوثيين يريدون أن تمر أموال الصندوق عبرهم من دون أن يمر بالحكومة اليمنية، أو تكون لها سيطرة عليه، وهذه مسألة تمس سيادة البلد، لأنها تشرع للوجود الحوثي كدولة داخل الدولة». وأكد المصدر أن «هذا ما كان سائدا قبل زيارة رئيس الجمهورية إلى قطر، غير أن الأمور قد تتغير بعد هذه الزيارة في ما يخص صندوق إعادة إعمار صعدة». وعاد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى صنعاء بعد زيارة قصيرة للدوحة أمس الاول أجرى خلالها مباحثات مع الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر. وأشارت وكالة سبأ اليمنية إلى أن امير قطر تعهد بإيفاد وفد رفيع لحضور مؤتمر المانحين لليمن الذي سينعقد في الرابع من سبتمبر/ أيلول المقبل في العاصمة السعودية الرياض وستسهم بقوة في تقديم الدعم في هذا المؤتمر، منوهاً إلى أهمية تدفق الاستثمارات إلى اليمن من أجل إحداث تطور نوعي وتوظيف الأيادي العاملة بمختلف تخصصاتها باعتبار أن الاستثمار من عوامل تكريس الأمن والاستقرار . وأوضح الأمير أن الإصلاحات الواسعة في اليمن على مختلف مستوياتها أمر مهم وتدعمه قطر في سياق دفع التحولات السياسية في اليمن على قاعدة المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقراري مجلس الأمن الدولي (2014 - 2015)، مؤكداً أن قطر ستدعم الحوار الوطني الشامل والقيام بدور مناسب في طريق إنجاحه. وفي ما يتعلق بأوضاع الجالية اليمنية وجه الأمير بمعاملة أولاد أبناء الجالية بالتحاقهم في المدارس الأساسية والثانوية والجامعية أسوة بإخوانهم القطريين، كما وجه بتنفيذ مشاريع مدينة الشيخ خليفة الطبية في مدينة تعز واستكمال مشروع الريان السكني في العاصمة صنعاء ومشروع طريق "الحديدة أبين" والخط الدائري البحري بمدينة عدن بطول 8 كيلومترات . وفي جانب آخر، أكد حمد بن خليفة آل ثاني أنه سيتم العمل على استقدام عمالة يمنية خصوصاً في مجال التجهيزات الكبيرة والمتعددة لمشاريع أولمبياد كأس العالم لكرة القدم 2022 التي ستستضيفها قطر، وكذلك التوجيه بتقديم مئة منحة طبية ومئة منحة دراسية في الخارج في مختلف التخصصات العلمية . وأكد الأمير أنه سيدعم قطاع الكهرباء، وفقاً لما تم الاتفاق عليه بين المختصين في الجانبين، وقال: "إن قطر ستقوم باستكمال المشاريع التي تنفذ، والمشاريع التي يطلبها اليمن" . وكان الرئيس عبد ربه منصور هادي قد اتهم إيران بالتدخل في شؤون بلاده، وهدد برد ما لم توقف طهران تدخلاتها في الشأن اليمني. جاء ذلك على خلفية إعلان وزارة الداخلية اليمني عن ضبط خلية تجسس إيرانية تعمل في البلاد يقودها ضابط سابق في الحرس الثوري الإيراني، ينسق العمليات في اليمن والقرن الأفريقي.