تقرير خاص - عاد ملف تنامي الاختلالات الامنية والاغتيالات إلى واجهة الأحداث في اليمن ، مثيرا عاصفة جدل في الساحة اليمنية ومحادثات واتهامات داخل أروقة الرئاسة والسلطة التشريعية والقوى السياسية بعد تسجيل سلسلة عمليات متقاربة خلال الأيام الماضية متممة لأعلى مستوى لها خلال ديسمبر بواقع 12 عملية ،مضافة لإحصائيات متنامية أودت بحياة العشرات من القيادات والمسئولين الامنيين والعسكريين خلال العام. وفشل البرلمان اليمني في استجواب كان مقررا يوم 29 من ديسمبر لوزيرا الدفاع والداخلية في حكومة الوفاق الوطني حول التعاقب اللافت وغير المسبوق لجرائم اغتيال القيادات الأمنية والعسكرية، وطبيعة الإجراءات والتدابير المتخذة لمنع تكرار مثل هذه الجرائم. ومن شأن ارتفاع معدل الاغتيالات السياسية كما شهده العام 2012 والمسجل اعلى مستوياته في ديسمبر ، أن يربك المشهد السياسي اليمني المضطرب أصلا والواقف على صفيح ساخن، لاسيما مع قرب إطلاق الحوار الوطني لاستكمال خارطة الإصلاحات والتحول وفقا للتسوية السياسية الخليجية، كما من شأنه أن يضع قيادة التحول في اليمن على المحك لاسيما الرئيس الانتقالي وحكومته. وقال رئيس البرلمان يحيى الراعي خلال جلسة غاضبة من تخلف الوزيرين إنه تلقى اعتذاراً منهما واتصالاً من رئاسة الجمهورية يفيد بلقاء الرئيس عبدربه منصور هادي بالوزيرين للإيضاح عن الاغتيالات التي طالت مسئولين أمنيين وعسكريين وهو ذات الموضوع الذي استدعاهما البرلمان بشأنه. وارتفعت الأصوات داخل البرلمان في القاء المسؤولية المباشرة على الوزيرين إزاء تصاعد مظاهر الانفلات الأمني والعسكري في العديد من المدن اليمنية،وتعاقب اغتيال وتصفية القيادات الأمنية والعسكرية. واعتبر النائب عبده بشر إن عدم تجاوب وزيري الدفاع والداخلية مع البرلمان يلقي بالشك في اتهامات لأجهزة أمنية بإدارة الاغتيالات ، فيما قرر النواب استدعاء رؤساء الأمن القومي والسياسي والاستخبارات العسكرية إلى جانب الوزيرين بعد سخونة الجدال حول تخلف الوزيرين وتلمياحات تورط أطراف أمنية وعسكرية وحزبية ونافذين خلف موجة الاختلالات الأمنية وصفقات أسلحة تركية متلاحقة مخصصة لعمليات الاغتيالات. وكان مقررا أن يتم مساءلة وزيري الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد والداخلية اللواء الركن عبدالقادر قحطان، عن أسباب القصور في إجراءات الحماية المحيطة بتحركات القيادات الأمنية والعسكرية، والنتائج التي توصلت إليها التحقيقات الأمنية التي أجريت للكشف عن هوية منفذي عمليات الاستهداف المتعاقبة الأخيرة التي تسببت في اغتيال عدد من الضباط في الجيش والأمن منها اغتيال قائد محور ثمود العسكري بالقرب من مقر وزارة الدفاع الاسبوع الماضي. واعلن يوم السبت 29 ديسمبر عن مقتل مطيع باقطيان الضابط في جهاز الامن السياسي بمدينة المكلا –محافظة حضرموت شرقي البلاد ، بعد تعرضه لعملية اغتيال بالرصاص من قبل مسلحان كانا يستقلان دراجة نارية قرب موقع عمله في احدث عملية من نوعها ، ليسجل شهر ديسمبر الجاري اعلى معدلات الاغتيالات لضباط ومسئولين امنيين وعسكريين بواقع 12 عملية اغتيال. كما أعلن عن وفاة العقيد الركن سمير الغرباني متأترا بجراحه التي أصيب بها في عملية اغتيال استهدفته الثلاثاء 25 ديسمبر بمنطقة دار سلم بالعاصمة صنعاء من قبل عناصر مسلحة. وسبق ذلك أن شيع جثمان قائد محور ثمود العميد الركن فضل محمد الردفاني ، والذي اغتيل على يد مسلحين مجهولين يستقلون دراجة نارية في 25 ديسمبر بالقرب من مبنى وزارة الدفاع بالعاصمة صنعاء. ومساء الاربعاء 26 ديسمبر عثر في مدينة سيؤن بمحافظة حضرموت على جثة نائب مدير أمن مديرية القطن المقدم النميري عبده العودي والذي اختطفته جماعة مجهولة فجر الخميس 29/11/2012 واقتادته إلى جهة مجهوله. والاحد الموافق 23 ديسمبر اغتال مجهولون بستقلون درجة نارية ضابطا من قوات الأمن هو بشير الخطيب أمام كلية الشرطة بالعاصمة صنعاء. ويوم الثلاثاء 18 ديسمبر نجا مدير المخابرات بوادي حضرموت " محمد الحاذق " من عملية اغتيال بعبوة ناسفة زرعت بسياراته ..وجاءت تلك العملية بعد يوم من اغتيال الضابط شاكر الباني من قبل مجهولين كانا يستقلان درجة نارية ، وبعد أسبوع من ذلك التاريخ على اغتيال العميد أحمد بارماده نائب مدير الامن السياسي بالمكلا ، أمام منزله والذي يعد الضابط الاهم في فرع الاستخبارات بالمكلا، عاصمة محافظة حضرموت. وفي العاشر من ديسمبر نجا الضابط في قوات مكافحة الإرهاب محسن حمران من محاولة اغتيال نفذها مسلحون في العاصمة صنعاء، حيث تعرض لهجوم ، ادى إلى إصابته بالفم ، نقل على اثرها للعناية المركزة بأحد مستشفيات العاصمة. وفي الثامن من ديسمبر قتل العميد ناصر مهدي أركان حرب المنطقة الوسطى بمحافظة مأرب شمال شرقي البلاد في كمين مسلح استهدف موكبه اثناء مروره في منطقة الضمين وسط وادي عبيده، كما قتل جندي واصيب خمسة أخرين بالعملية. وفي ذات اليوم نجا العميد الركن أحمد محمد مانع، قائد القوات الخاصة في محافظة الحديدة، من محاولة اغتيال استهدفت موكبه، من قبل مسلحين كانوا على متن سيارة، أثناء مروه في شارع رئيسي بمدينة الحديدة الساحلية غربي البلاد ، واسفر الهجوم عن إصابة جنديين، أحدهما السائق، وتضرر سيارة عسكرية كانت ترافق سيارة المسؤول العسكري. ومطلع شهر ديسمبر كان قد نجا قائد محور العند قائد اللواء 201 ميكا محمود الصبيحي من محاولة اغتيال في كمين مسلح وسط مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج – جنوبي البلاد. إحصائية أمنية لعام 2012 وخلال العام 2012، شهدت العاصمة صنعاء ومدن رئيسية أخرى، سلسلة من الاغتيالات والهجمات المسلحة، استهدفت خصوصا مسؤولين عسكريين وأمنيين، ونُسبت أغلبها الى تنظيم القاعدة، الذي خسر في يونيو الفائت معاقله الرئيسية في محافظتي أبين وشبوة الجنوبيتين. وأظهر تقرير امني صادر عن وزارة الداخلية اليمنية أن الدراجات النارية قد استخدمت العام الماضي 2012 في قتل 40 ضابطاً وفرداً من منتسبي المؤسسة الأمنية والعسكرية، في عدادهم عراقي برتبة لواء يعمل مستشاراً بوزارة الدفاع، بالإضافة إلى 4 مدنيين، أحدهم مواطن أمريكي تم اغتياله في محافظة تعز، فيما تسببت في إصابة 21 آخرين من العسكريين و9 مواطنين.. هذا وقد توزعت الجرائم التي ارتكبت باستخدام الدراجات، والبالغ عددها 66 جريمة على النحو التالي: 18 جريمة بأمانة العاصمة، 15 جريمة بمحافظة لحج، 10 جرائم بمحافظة حضرموت، 10 جرائم بمحافظة تعز، 6 جرائم بمحافظة الضالع، وتوزعت بقية الجرائم، وعددها 7 جرائم محافظات (عدن, البيضاء, أبين, ذمار) وبأعداد متقاربة. مسلسل الاغتيالات ..دورة جديدة وكما عام 2012 الدامي ، واصل مسلسل الاغتيالات حصد أرواح الأبرياء في أربع محافظات يمنية في اول أيام العام الجديد ، مدشنا من محافظات حضرموت وتعز والبيضاء اولى عمليات الاغتيال للعام 2013.. وتفصيلا استهدف مسلحون مجهولون في مدينة المكلا احد ضباط الأمن السياسي في المحافظة واردوه قتيلاً في الساعات الأولى من العام الجديد. كما لقي مسؤول العمليات بمعسكر شرطة النجدة بمحافظة البيضاء مصرعه بمنطقة عوين خارج مدينة البيضاء .. ونجا ضابط برتبة عقيد من هجوم مسلح شنة مسلحون على معسكر اللواء 35 المرابط في المطار القديم بمنطقة بير باشا غرب مدينة تعز. وفي محافظة حضرموت التي نفذ فيها 10 اغتيالات بواسطة دراجات نارية خلال اشهر قليلة ، ارتفعت المطالبات الشعبية بالكشف عن مرتكبي الجرائم وإلقاء القبض عليهم ..حيث نفذ المئات من المواطنين وقفة احتجاجية أمام ديوان المحافظة، استجابة لدعوة اللجنة التحضيرية المكلفة بمتابعة قضية اغتيال الشهيد اللواء الركن عمر بارشيد وكافة القادة العسكريين والمدنيين والأمنيين واحتجاجاً على تزايد عمليات القتل وعجز الدولة في ضبط الأمن وإحياء لذكرى شهداء الوطن بين عامين 2012 و2013م. وحملوا السلطات المركزية والمحلية والأجهزة الأمنية المتخصصة المسؤولية الكاملة في الكشف عن مرتكبي هذه الجرائم وإلقاء القبض عليهم وتقديمهم للعدالة . كما عبر المحتجون عن استمرارهم في التصعيد السلمي للوصول للحقيقة، ودعوا كل أبناء حضرموت بمختلف انتماءاتهم الاجتماعية والسياسية بالوقوف صفاً واحداً لرفض الإرهاب وأعمال التقطع والتعدي على الممتلكات، وحذروا من الانجرار وراء دعوات العنف وأعمال القتل والفوضى والتخريب.