أثارت وفاة ناشط مصري يعتقد أنه تعرض للتعذيب خلال احتجازه في مخفر للشرطة، ووفاة آخر متأثرا بإصابته بالرصاص الحي، إضافة الى ضرب وسحل وتعرية المواطن حمادة صابر على يد قوات الأمن أمام قصر الرئاسة قبل أيام حالة غضب شديدة في الشارع المصري. وقد وصف مراقبون ما يقع من عنف وتعذيب للمتظاهرين خلال الاحتجاجات بأنه شبيه بالأيام الأخيرة لمبارك، وأن الرئيس مرسي يعيد اعتماد الأساليب نفسها التي انتهجها سلفه، وكأن الثورة لم تقم، ولم يستشهد لأجلها العشرات. وعدل حمادة صابر، الذي تداولت وسائل الإعلام تسجيلا يصور رجال شرطة مصريين وهم يسحلونه وهو مجرد من ملابسه، عن أقواله السابقة، واتهم الشرطة بالاعتداء عليه، كما قدم اعتذاره للمتظاهرين الذين اتهمهم سابقا في محاولة لتجنب أذى الأمنيين الذين يستجوبونه. وظهر حمادة الذي أطلق عليه الإعلام المصري اسم "مسحول الاتحادية" في فيديو جديد على اليوتوب ليؤكد أن الشرطة هي التي اعتدت عليه وجردته من ملابسه وسحلته أثناء أحداث اشتباكات قصر الاتحادية الرئاسي الجمعة. وقال المحامي ناصر أمين، مدير المركز العربي لاستقلال القضاء، على صفحته على تويتر "أن يسحل المواطن فى الطريق العام فتلك جريمة ضد اﻻنسانية، أما أن يجبر على تعديل أقواله أمام النيابة العامة فهذا قهر وله عواقب وخيمة على العدالة". وكانت جبهة الإنقاذ طالبت ب "تحقيق قضائي محايد في جرائم القتل والتعذيب والاحتجاز دون وجه حق وتقديم كافة المسؤولين عنها للمحاكمة العادلة بدءا من رئيس الجمهورية ووزير داخليته وكافة شركائه في الجريمة". ويقول المراقبون إن الرئيس مرسي مسؤول مسؤولية مباشرة عما جرى لحمادة، وأن الإهانات التي تعرض لها الشاب المسحول فيها مس بالمصريين ككل. من جهة ثانية، أعلنت وزارة الصحة المصرية أمس وفاة الناشط محمد الجندي في مستشفى الهلال الذي نقل إليه في حالة غيبوبة، فيما أكد التيار الشعبي المعارض أن الجندي مات إثر تعرضه لتعذيب وحشي في مخفر للشرطة، كما أعلن عن وفاة عمرو سعد نتيجة إصابته أمام قصر الرئاسة الجمعة الماضي. وحمّل التيار الشعبي "رئيس الجمهورية ووزير الداخلية المسؤولية السياسية والجنائية عن دمائهما الطاهرة" مضيفا أنه سيلجأ الى القضاء "للحصول على القصاص العادل". وجرى تشييع جثماني الجندي وسعد بعد ظهر أمس في جنازة انطلقت من مسجد عمر مكرم بميدان التحرير شارك فيها مئات الشباب كما حضرها حمدين صباحي زعيم التيار الشعبي. وردد المشاركون في الجنازة هتافات معادية للرئيس المصري محمد مرسي وجماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي إليها. وقالت صفحة "كلنا خالد سعيد" على شبكة فيسبوك إن "التقرير الطبي المبدئي لمحمد الجندي يشير إلى آثار أسلاك على الرقبة وآثار كهرباء في اللسان وآثار كي بالنار في الظهر والبطن وآثار ضرب بآلات حادة في الوجه والبطن والظهر والساقين". وأكدت الصفحة أن الجندي "اختفى أربعة أيام مع 23 متظاهرا عرف لاحقا أنه تم اعتقالهم من قبل قوات الشرطة في محيط كوبري قصر النيل بعد مشاركتهم في احتجاجات ميدان التحرير في الذكرى الثانية للثورة". وتقول المنظمات الحقوقية إن ما تعرض له الجندي وصابر وسعد يؤكد أنه لم يطرأ أي تغيير يذكر على الشرطة المصرية. وقالت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية في تقرير أصدرته بمناسبة الذكرى الثانية للثورة أن عنف الشرطة مازال يتصاعد، وأن "جهاز الشرطة المصري مازال يتعامل بمنهج العنف والتعذيب بل والقتل أحيانا". * العرب اون لاين