تقرير - أبدى أهالي المعتقلين اليمنيين بغوانتانامو قلقهم البالغ حيال تطورات استمرار إضراب المعتقلين هناك عن الطعام احتجاجا على سجنهم لأجل غير مسمى، فيما دعت المفوضة العليا لحقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة ، الادارة الأمريكية الى إغلاق المعتقل ، وأكد المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني التزام بلاده بذلك لأنه يصب في مصلحة الأمن القومي الأميركي. ويواصل 40 سجينا إضرابا عن الطعام احتجاجا على سجنهم لأجل غير مسمى، وفقد بعضهم وزنه بشدة إلى درجة اجبارهم على تناول مواد غذائية سائلة. وقالت المفوضة العليا لحقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة، نافي بيلاي، في بيان، الجمعة، إن ابقاء عدد كبير من السجناء في الاعتقال لأجل غير محدود يوازي "الاعتقال التعسفي" ويعتبر "انتهاكا للقوانين الدولية. انا محبطة بشكل خاص من كون الحكومة لم تنجح في اقفال غوانتانامو بالرغم من تعهداتها المتكررة". واضافت أن الإضراب عن الطعام، الذي بدأه بعض المحتجزين في المعتقل الواقع في الطرف الجنوبي الشرقي لكوبا، "عمل يائس" لكنه "لا يثير الدهشة". واشارت بيلاي الى إن حوالى نصف المعتقلين ال166، الذين لا يزالون في غوانتانامو، خضعوا للمحاكمة مع امكانية اطلاق سراحهم او ارسالهم الى دولهم الاصلية او الى اي بلد اخر. ومضت تقول "هناك اخرون قيل انهم وضعوا رهن الاحتجاز الى أجل غير مسمى. بعضهم يقبع في هذا المركز منذ اكثر من عقد." ومن بين المحتجزين وعددهم 166 سجينا، فإن تسعة فقط وجهت لهم اتهامات أو أدينوا. وعن الاضراب عن الطعام، الذي ينفذه بعض هؤلاء السجناء، ذكرت بيلاي انها تشجع دائما على "استعمال وسائل احتجاج اقل خطرا"، ولكن "نظرا الى ان هذا الاعتقال يبدو بدون نهاية فليس من المفاجئ ان يلجأ السجناء الى وسائل يائسة". ونوهت إلى أنه لا احد يطلب من الولايات المتحدة مراعاة "اشخاص ارتكبوا جرائم او فظاعات. القانون الدولي لا ينص على الافلات من العقاب حيال هذه الجرائم. ومع ذلك فان حقوق الانسان كونية وتنطبق على الجميع بما في ذلك على الذين يشتبه بانهم ارتكبوا ابشع الجرائم مثل الاعمال الارهابية". ويحتجز بالسجن الموجود في القاعدة البحرية الأمريكية في خليج غوانتانامو بشرق كوبا 166 نزيلا احتجزوا في عمليات تتعلق بمكافحة الإرهاب. ويقبع أغلبهم وهم من اليمن في السجن منذ 11 عاما دون محاكمات. وكانت إدارة أوباما وافقت على إطلاق سراح أو نقل أكثر من نصف نزلاء معتقل غوانتانامو، لكن الكونغرس أعاق جهودا تبذل لغلق المعتقل كما صَعَب جهود نقل النزلاء لأماكن أخرى. وبدأ هذا الإضراب عن الطعام منذ أسابيع حيث جرت عملية تفتيش في المعسكر رقم 6. وقال المعتقلون إن مصاحفهم خضعت للتفتيش من قبل الحراس، ما اعتبروه بمثابة "إساءة دينية"، حسب محاميهم. لكن السلطات نفت أي عمل مسيء بشأن المصاحف أثناء التفتيش الذي وصفته بأنه "روتيني". إلى ذلك سؤل المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني خلال مؤتمر صحافي عن موقف الرئيس الأميركي باراك أوباما بعد لقائه رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر الذي أعرب عن معارضته إطعام المعتقلين في غوانتانامو الذين يضربون عن الطعام عنوة، فأجاب "تعرفون التزامنا بإغلاق غوانتانامو وهذا التزام يتشاركه الرئيس السابق والقادة العسكريون وجمهوريون آخرون ومن بينهم السناتور جون ماكين، ونحن ما زلنا ملتزمين بإغلاق المعتقل لأن هذا يصب في مصالح الأمن القومي الأميركي". وأضاف "ليست لدي إجابة محددة على ما يحصل الآن ما عدا ان الرئيس يبقى ملتزماً بإغلاق المعتقل لأسباب تتعلق بالأمن القومي". ورداً على سؤال إذا كان أوباما يعلم بأمر الإضراب عن الطعام، قال كارني ان "الرئيس يطلع على عدد من المسائل ولكن لم أجرِ حديثاً محدداً معه حول هذه المسألة". وكان العشرات من الناشطين الحقوقيين وأهالي الأسرى اليمنيين في معتقل غوانتانامو الأمريكي نظموا مطلع الأسبوع وقفة احتجاج قبالة مجمع السفارة الأمريكية بصنعاء، رافعين صور المعتقلين ومرددين هتافات ورافعين لافتات تطالب السلطات الأمريكية بالإفراج عنهم بعد أيام من مطالبة صنعاء واشنطن تسليمها 90 يمنياً معتقلين في القاعدة العسكرية الأمريكية في كوبا منذ 11 سنة . وقال محتجون إن تنظيمهم الوقفة الاحتجاجية جاء بغرض توصيل رسالة إلى الإدارة الأمريكية توضح مطالبهم حيال استمرار اعتقال اليمنيين في غوانتانامو وعدم اخضاعهم لمحاكمات عادلة، وأشاروا إلى أنهم لم يتلقوا حتى الآن جواباً من السفارة الأمريكية في صنعاء وتعهدوا بالاستمرار في الاحتجاجات، وطالبوا المنظمات الحقوقية بالتضامن معهم . وسلم أهالي المعتقلين رسالة إلى السفير الأمريكي بصنعاء جيرالد فالرستاين تسلمها نيابة عنه مندوب من السفارة مع رسالة أخرى من منظمات حقوقية شارك ممثلوها في الوقفة الاحتجاجية .