متابعة خاصة - فيما تتواصل الفرحة العارمة في شوارع وميادين مصر بكافة مدنها ومحافظاتها منذ سماع بيان الجيش ومعه القوى السياسية والشبابية والمعارضة والثورية عبر التلفزيون مساء الاربعاء –الخميس والذي أعلن فيه عزل محمد مرسي وتعطيل العمل بالدستور مؤقتا وتكليف رئيس المحكمة الدستورية بادارة شؤون البلاد للخروج من ازمة سياسية دفعت بملايين المحتجين المصريين إلى الشوارع لإسقاط حكم الإخوان... خرج الرئيس المخلوع محمد مرسي ببيان عبر صفحته الرسمية بفيسبوك رفض من خلاله الإجراءات التي أعلنت وقال "إنها تمثل انقلابا عسكريا مكتمل الأركان". وعلى نحو وصف بمؤامرة على انتصار الشعب المصرى بعد إسقاط (الرئيس المخلوع محمد مرسى)، والاستجابة لمطالب ثورة 30 يونيو، لإسقاط نظام الإخوان، نشرت الصفحة الرسمية للمخلوع محمد مرسى ، بيان أكد فيه أن الإجراءات التى أعلنتها القيادة العامة للقوات المسلحة تمثل انقلاباً عسكريا مكتمل الأركان، وهو مرفوض جملة وتفصيلا من كل أحرار الوطن الذى ناضلوا لكى تتحول مصر إلى مجتمع مدنى ديموقراطى. وأضاف البيان (فى صيغة استفزازية)، قائلا: "بصفته رئيسا للجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة على جميع المواطنين، مدنيين وعسكريين، قادة وجنودا، الالتزام بالدستور والقانون وعدم الاستجابة لهذا الانقلاب الذى يعيد مصر إلى الوراء، والحفاظ على سلمية الأداء وتجنب التورط فى دماء أبناء الوطن". وقال «أتوجه برسالة إلى الشعب المصري من المؤيدي والمعارضين، والذين يريدون العيش في دولة مدنية حديثة، ويبحثون عن الحرية والعدالة الاجتماعية، لقد أوذيت مصر عبر التاريخ، وحال أعدائها أن تكون الدولة صاحبة الرسالة الحقيقية، ويمتلك أبناءها حقيقتها، لقد جئت إلى رئاسة بانتخابات نزيهة». وأضاف المخلوع مرسي، أنه منذ تولية السلطة سعى لجعل مصر تمتلك إرادتها، ويكون لأبنائها دورًا في تقدمها، وأنه سعى لتجنيب المصريين العنف، لأن كل الدماء المصرية عزيزة على الجميع. وتابع: «يريد البعض دخولنا في بحر كبير من الاختلاف، وجدل كبير وحلقات من مطالبات بتغيير الشرعية القائمة، كلنا ساهمنا في إيجاد الشرعية، وسعيت لمبادرة يتقبلها جميع الأطراف، ولكن البعض رفضها، ولا أقبل بسرقة الثورة، وأتوجه بأمر مباشر لقوى الأمن والداخلية والقوات المسلحة أن يكون دورهم في حفظ أمن الوطن، ومنع إراقة الدماء والحفاظ على الشرعية». وأكد أن «الخيار الوحيد الذي أنقله إليكم هو أنني الرئيس المنتخب لمصر، والدستور واجب الاحترام من الجميع، والقوانين المصرية نافذة، وأن تعدل ما فيها وفقًا للدستور، وإجراء انتخابات برلمانية تحت إشراف كامل، ويحرص الانتخابات رجال الأمن من القوات المسلحة ووزارة الداخلية». وأوضح: «نحن أبناء مصر سنقدر على تخطي الانتخابات، ولا يمكن القضاء على إرادة الديمقراطية بعد عام، والمصريون لهم حق الاحتفاظ بديمقراطيتهم، والعمل على احترام الأغلبية والنزول على رأي الشعب، ويجب أن نصل إلى حضن الديمقراطية». ولم يتضح ان كان مرسي لديه امكانية الدخول الى الصفحة ام ان البيان نشره احد مساعديه. وكان وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي وبحضور ممثلي القوى السياسية والدينية والشبابية والثورة بعد اجتماع دام ساعات أعلن في بيان خارطة الطريق عبر التلفزيون مساء الاربعاء والذي تضمن تعطيل العمل بالدستور مؤقتا وتكليف رئيس المحكمة الدستورية بادارة شؤون البلاد للخروج من ازمة سياسية دفعت بملايين المحتجين المصريين على الرئيس الاخواني محمد مرسي الى الشوارع. وقال السيسي في البيان إن "القوات المسلحة كانت أول من أعلن، أنها ستظل بعيدة عن العمل السياسي"، وأعلن عن "تشكيل حكومة كفاءات وطنية، تتمتع بجميع الصلاحيات لإدارة المرحلة الانتقالية". وأضاف السيسي، إن "خطاب الرئيس مرسي ليلة الثلاثاء، جاء بما لا يتوافق مع مطالب وتطلعات الشعب"، وأعلن عن "شكيل لجنة تضم كافة الأطياف والخبرات، لمراجعة التعديلات الدستورية المقترحة على الدستور الذي تم تعطيله". وأشار إلى "وضع ميثاق شرف، يكفل حرية الإعلام ويحقق المصداقية وإعلاء المصلحة العليا للوطن"، مناشداً المحكمة الدستورية "سرعة الانتهاء من قانون انتخابات مجلس النواب، والبدء في إجراءات الإعداد للانتخابات البرلمانية". كما أكد السيسي أن "القوات المسلحة والشرطة، ستتصديان لأي خروج على القانون". كما اعلن بابا أقباط مصر الذي كان ضمن حضور الإعلان إن "خريطة الطريق التي أعلنها الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، جاءت بتوافق كل حضور الاجتماع الذي عقدته القيادة العامة للقوات المسلحة اليوم الأربعاء". وأضاف البابا تواضروس إن "هذه الخريطة جاءت لتحل الظرف الراهن والحالة التي تجتاح وطننا العزيز". من جهته، اعتبر المتحدث باسم جبهة الإنقاذ الوطني محمد البرادعي، أن "خريطة الطريق هي تصحيح لمسار ثورة 25 يناير، وتلبية لرغبة الشعب المصري بإجراء انتخابات مبكرة وتعديل الدستور". ولفت إلى أن هذه الخريطة "ستبدأ بعملية مصالحة وطنية، من خلال إنشاء لجنة للمصالحة الوطنية، لنعود مرة أخرى شعب متصالح مع نفسه". وخاطب الشعب المصري قائلاً: "لنبني معاً دولة للجميع ودستوراً عادلاً". كما أفيد عن قطع البث عن قنوات إسلامية مصرية، على القمر الصناعي نايل سات، عقب بيان الجيش. وكانت صحيفة الأهرام الحكومية قالت على موقعها الالكتروني قبيل إعلان البيان إن الجيش أعلم الرئيس محمد مرسي عند الساعة الخامسة بالتوقيت العالمي إنه لم يعد رئيسا للجمهورية. وفور انتهاء الخطاب الذي ألقاه الفريق اول عبد الفتاح السييي وبجانبه القوى الثورية والسياسية كما ظهر عبر التلفزيون المصري الرسمي , عمت الفرحة الشوارع المصرية وميادينها التي يحتشد فيها المتظاهرون منذ تفجر ثورة 30 يونيو لتصحيح الثورة واستعادتها من خاطفيها , حيث ردد المتظاهرون هتافات مؤيدة للقوات المسلحة وللبيان المستجيب للارادة الشعبية في اسقاط حكم الاخوان وعزل محمد مرسي من رئاسة البلاد، واطلقوا الألعاب النارية ، واطلقت السيارات المارة في الشوارع ابواقها فيما رفع ركابها اعلام مصر من النوافذ في مشهد تجاوز بضخامته يوم 11 فبراير 2011 حين اسقط نظام الرئيس السابق حسني مبارك. وعرضت عدد من القنوات تحليق طائرات مروحية تابعة للجيش في سماء التحرير حيث قابلها المتظاهرون بهتافات الفرحة ووجهوا عليها " الإضاءة " الليزرية التي تعبر عن فرحتهم في منظر رائع . واندلعت أعمال عنف في عدة مدن مصرية فجرها انصار مرسي من الإخوان وجماعات جهادية متطرفة رفضا للبيان التي أصدره الجيش وأعلن بموجبه تولي رئيس المحكمة الدستورية العليا عدلي منصور رئيسا للبلاد بدلا من محمد مرسي. وفي مدينة إلمنيا (جنوب)، أفاد وكالات بقيام مؤيدين لمرسي بحرق عدد من المؤسسات والمرافق بينها: بنك مصر (مصرف)، وفندق الشاطئ، إلى جانب تحطيم عدد - غير محدد - من السيارات أمام مجمع المحاكم بالمدينة. وفي مدينة أسوان (جنوب)، قام مؤيدون لمرسي بقطع شارع كورنيش النيل الرئيسي، وإشعال النيران في سيارة شرطة؛ ما أدى إلى إصابة أحد ضباط الشرطة، بحسب مراسل الأناضول.