مع نشأة حملة "تمرد" قبل 3 أشهر لإسقاط الرئيس المصري محمد مرسي، كان رهانها الأول على الشعب لتحقيق هذا الهدف، وظلت تحشد لذلك طوال هذه الفترة وصولاً إلى 30 يونيو، الذي أعلنته موعداً لتحقيق هدفها . ومع إسقاط النظام، أصبحت "تمرد" بمثابة حركة وليس حملة كما بدأت، جديرة بالبحث والتوقف عند صعودها على هذا النحو، إذ إن بدايتها كانت بدعوة لمؤسسها الشاب محمود بدر لتحرير استمارات "تمرد" لسحب الثقة من مرسي، تمهيداً لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة . ومع بدايات الحملة لتحرير هذه الاستمارات وارتفاع الأرقام التي توصلت إليها الحملة، كان ذلك إيذاناً للكثير من القوى والأحزاب السياسية بالتوقف عند هذه الحملة والنظر في دعمها، وهو ما ترجمته جبهة الإنقاذ الوطني بكل مكوناتها بإعلانها دعم ورعاية "تمرد"، بل وقامت بفتح مقار أحزابها وقواها السياسية لتكون مقراً للحملة، ما شجع كثيراً من القوى الأخرى للانضمام للحملة والتفاعل مع مطلبها الأبرز، للدرجة التي جعلت قادة سابقين لجماعة الإخوان المسلمين يعلنون دعمهم للحملة . كان هذا الدعم عاملاً كبيراً لانطلاق الحملة لتحقيق هدفها، ما جعلها تطور من الآليات والوسائل بتكثيف انتشارها في الشوارع والميادين والمحال والمرافق المختلفة في البلاد، لتشجيع المصريين على الاستجابة لمطلبهم الأبرز بالتوقيع على استماراتها الداعية لسحب الثقة من مرسي . وقتاً بعد الآخر وفي وقت قياسي، بدأت الحملة تنمو وينمو معها ما تطمح إليه، فإذا كانت بدايتها بجمع ما يقرب من مليوني توقيع لإسقاط النظام، فإن آخر ما سجلته وصل إلى 22 مليوناً وهو ما أسهم في إرعاب مرسي ونظامه الإخواني وهو النظام الذي لم يعبأ كثيراً بالحملة أو شبابها أو ما يطمحون إليه عند انطلاقها . وكان تجاهل مطلب الحملة من قبل النظام باعثاً لها لمواصلة التحدي لتحقيق مرادها، ما جعلها تضع خريطة طريق حددته في إسقاط النظام وتولي رئيس المحكمة الدستورية العليا رئاسة البلاد كمرحلة انتقالية، يصاحبه تشكيل حكومة إنقاذ وطني وتجميد العمل بالدستور وحل البرلمان، وهي حزمة المطالب التي تمكنت من خلالها "تمرد" تحريك الشارع إلى أن كان حلول 30 يونيو الماضي بالدعوة إلى التظاهر . وكانت المفاجأة خروج الملايين إلى الميادين تصدح للمطالبة بإسقاط النظام، وتحقيق الأهداف التي دعت إليها "تمرد"، وهو ما استجابت إليه سريعاً القوات المسلحة والتي أصدرت قيادتها العامة بياناً أعلنت فيه دعمها لمطالب الشعب . ____________ المصدر : الخليج الاماراتية