تقرير خاص - قتل سبعة من عناصر القاعدة على الاقل في غارة جوية جديدة لطائرة امريكية بدون طيار استهدفت سيارة في وادي مرخه بمحافظة شبوة شرق اليمن، فيما واصل طيران الاستطلاع الامريكي تحليقه في سماء العاصمة صنعاء لليوم الثاني على التوالي. وقالت مصادر الوطن بأن غارة جوية للطيران الامريكي في منطقة مرخه بمحافظة شبوة استهدفت سيارة عليها مفترضين من تنظيم القاعدة ،أسفرت عن مقتل جميع ركابها والبالغ عددهم سبعة . وأشارت المصادر إلى أن مالا يقل عن ثلاثة صواريخ استهدفت السيارة وأن جثث القتلى أغلبها تفحمت وتطايرات على بعد عدة أمتار. مصادر محلية قالت بأنه تم التعرف على جثة أحد الضحايا ويُدعى سرحان الذملقي من أبناء قبيلة النسيين بمحافظة شبوة. وتعد هذه الغارة هي الثانية هذا الاسبوع والخامسة خلال اسبوعين منذ استئناف الطيران الامريكي غاراته في اليمن على نحو مكثف بعد انحسار جزئي خلال الأشهر الستة الماضية. وشن طائرة بدون طيار غارة أمس الاول في منطقة الوادي بمحافظة مأرب شمال شرقي البلاد فقتلت ما يزيد عن أربعة مشتبهين من تنظيم القاعدة ، وخلال الأسبوع الماضي شنت اكثر من ثلاث غارات في كل من محافظات أبين ، وشبوة ، وحضرموت مستهدفا أهداف متحركة لمفترضين من تنظيم القاعدة ، حيث قتل بمجمل تلك الغارات اكثر من 15 عنصرا وأصيب آخرون ، وسط انتقادات مجتمعية متصاعدة من بيع السيادة والقتل خارج القانون ، فضلا عن مخاوف أخطاء ضرب أهداف مدنية. ويسمع منذ الصباح الباكر اليوم الاربعاء بالعاصمة صنعاء ولليوم الثاني على التوالي ضجيج تحليق مكثف وغير منقطع للطائرات بدون طيار في سماء العاصمة صنعاء ، وسط حالة رعب بين السكان ، مع حالة قلق بعموم محافظات اليمن من هجمات للقاعدة ، ومخاوف ضربات أمريكية لأهداف مدنية بشبة الإرهاب، لاسيما بعد إعلان السلطات اليمنية أمس حالة طوارئ والقول بمخطط هجمات إرهابية للقاعدة خلال الايام القادمة. وهذه هي المرة الاولى التي يحلق فيها الطيران الأمريكي بدون طيار في سماء العاصمة صنعاء طولا وعرضا على هذا النحو المكثف واللافت ، منذ تصاعد انتهاكات السيادة اليمنية بذلك النوع من الهجمات خلال العامين الماضيين في إرجاء اليمن لتفوق ما شنته وتشنه من غارات في أفغانستان، وبغطاء حكومي يمني في إطار مكافحة الإرهاب . وأعلنت السلطات اليمنية قبل يومين أسماء 25 من المنتمين للقاعدة بينهم سعوديين قالت انهم "يخططون لأعمال إرهابية في أيام عيد الفطر في عدد من المحافظات"، راصدة مكأفاة لمن يدلي بمعلومات تقود إليهم. ويأتي الإقرار اليمني بمخطط هجمات القاعدة ورفع درجة الطوارئ ،بعدما ظهر خلال اليومين الماضيين قدر أكبر من المعلومات حول التهديد الإرهابي الذي دفع بالسلطات الأمنية الأميركية إلى التوصية بإغلاق 21 سفارة في عدد كبير من البلدان حول العالم وتبعتها دول غربية لاسيما في اليمن. وانتقلت الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية من إجراء إغلاق سفاراتها ومقراتها في اليمن منذ الخميس الماضي حتى الاثنين، ثم تمديد الإغلاق ، إلى الاعلان امس عن إجلاء رعاياها وموظفيها من السفارات ومغادرة اليمن كنوع من الخطوات المتسارعة والمتستنفرة للتدابير الاحترازية جراء تصاعد المخاوف من هجمات وشيكة يعتزم تنظيم القاعدة تنفيذها. ومقابل ذلك عبّر اليمن عن أسفه لإجلاء دول غربية رعاياها من موظفي سفارات وغيرهم من البلاد تحسبا لهجمات قد يشنها تنظيم القاعدة هذه الأيام, وقال إن ذلك قد يكون في مصلحة "الإرهاب". وقال بيان للخارجية اليمنية إن اليمن يقدر حرص الحكومات الأجنبية على سلامة رعاياها, إلا أنه أكد أن عمليات الإجلاء التي قررتها الولايات المتحدة ودول غربية أخرى تخدم مصالح المتطرفين. وأضاف البيان نفسه أن سحب عاملين في سفارات غربية بصنعاء يضر بالتعاون "الاستثنائي" بين اليمن و"التحالف الدولي ضد الإرهاب", وأضاف أن السلطات اليمنية اتخذت الاحتياطات الضرورية لضمان سلامة البعثات الأجنبية. وسبق أن دفع تفاقم الانفلات الأمني الذي تشهده العاصمة صنعاء وعديد مدن اليمن والمترافق مع عودة ظاهرة الاغتيالات والاختطافات للأجانب واستحداث القطاعات القبلية المسلحة في عدد من الطرق الرئيسة ، فضلا عن القتل اليومي ، وتصاعد ضرب البنى التحتية،مع فشل الحد من المظاهر المسلحة ، وسط اتهامات لحكومة الوفاق بالفشل في الحفاظ على حياة وأمن المواطنين..دفع في الآونة الأخيرة على نحو لافت البعثات الدبلوماسية إلى اتخاذ تدابير ذات طابع وقائي من قبيل استحداث إجراءات مراجعة للتدابير الأمنية الداخلية في مقارها، والحد من التحركات الميدانية لموظفيها داخل العاصمة وإصدار بيانات تحذيرية تضمنت نصائح لرعاياها المقيمين في اليمن بمغادرتها وللوافدين إلى البلاد بتجنب السفر إلى اليمن في الوقت الراهن.