قال أحمد المسلماني، المستشار الإعلامي للرئيس المصري: إن الضغوط الأجنبية تجاوزت الأعراف الدولية . وتابع المسلماني إن مصر قادرة على حماية الثورة والدولة، ولم يوضح طبيعة تلك الضغوط أو من أي جهة، لكن مصدراً مطلعاً أكد أن الرئاسة تقصد بذلك التصريح أمريكا وألمانيا والاتحاد الإفريقي وعدداً من الدول العربية وتركيا . وحث عضوان في مجلس الشيوخ الأمريكي خلال زيارة لمصر، أمس، طرفي الأزمة السياسية في البلاد على بدء حوار وطني وتجنب العنف . ويقوم السناتور لينزي غراهام والسناتور جون ماكين بمهمة للرئيس باراك اوباما للمساعدة في حل الأزمة التي اندلعت بعد عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي الشهر الماضي . ودعا الاثنان إلى إطلاق سراح السجناء السياسيين . وقالا في مؤتمر صحافي إن قطع المساعدات العسكرية عن مصر ردا على عزل الجيش لمرسي سيبعث بإشارة خاطئة في وقت خاطئ . وقال ماكين، في المؤتمر الصحافي إن طريقة حكم مرسي أدت لخروج الملايين ضده، ولابد من وضع نهاية للعنف في ميادين مصر . وشهدت القاهرة، أمس، لقاءات مكثفة بين مسؤولين أمريكيين وأعضاء في الكونغرس مع مسؤولين مصريين، في محاولة لإنهاء الأزمة، ما دفع بيرنز إلى تمديد زيارته إلى أجل غير محدد، وذلك للمرة الثانية خلال أيام، فيما ذكرت الرئاسة أن الضغوط الأجنبية تجاوزت الأعراف الدولية . واستقبل الرئيس المؤقت عدلي منصور، أمس، بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، بيرنز، ليون، ممثل الاتحاد الأوروبي لمنطقة جنوب المتوسط برناردينو ليون . والتقى نائب الرئيس للعلاقات الدولية محمد البرادعي، الموفد الأمريكي والمبعوث الأوروبي لجنوب المتوسط، وذلك في إطار تعريفهم بالجهود المصرية لحل الأزمة السياسية الراهنة، كما استقبل السيناتورين الأمريكيين جون ماكين ولينزي غراهام . وأكد البرادعي أن أولويات مصر هي تأمين المواطنين والحفاظ على حياتهم وممتلكاتهم وحفظ الأمن والنظام والقانون، مع مراعاة نبذ العنف وحقن الدماء والمضي قدماً في إتمام المصالحة السياسية الشاملة وتنفيذ خريطة الطريق . والتقى رئيس مجلس الوزراء حازم الببلاوي، السيناتور الأمريكي جون ماكين، بحضور السفيرة الأمريكية في القاهرة آن باترسون، لمناقشة الأوضاع الراهنة في مصر، وعرض خطة الحكومة المصرية خلال المرحلة الانتقالية . ومن جانبه، التقى الفريق أول عبدالفتاح السيسي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع، الموفد الأمريكي بيرنز، وتناول اللقاء الآراء حول الأوضاع السياسية الراهنة على الساحة المصرية وتأثيرها في عملية التحول الديمقراطي، والتأكيد على ضرورة نبذ العنف وتهيئة الأجواء لتحقيق الاستقرار والمصالحة الوطنية، بمشاركة جميع الأطياف والقوى السياسية الفاعلة في ضوء خريطة الطريق للمرحلة الانتقالية . كما التقى السيسي ماكين وغراهام، وتناول اللقاء المستجدات في المشهد السياسي المصري، والجهود المبذولة لإنهاء حالة الاستقطاب السياسي ونبذ العنف، والمضي قدماً في تنفيذ خريطة المستقبل للمرحلة الانتقالية بمشاركة جميع الأطياف السياسية من دون تمييز أو إقصاء، وتطرق اللقاء لمناقشة عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك . من جانبها أعلنت حملة "تمرد" و"جبهة 30 يونيو" وشباب جبهة الإنقاذ الوطني، رفضها التام والقاطع "عقد أية صفقات سياسية مع جماعة الإخوان المسلمين تكون ضد طموحات الشعب المصري في تحقيق عدالة انتقالية حقيقية، انطلاقاً من مبدأ المحاسبة العادلة لكل من أخطأ أو أجرم في حق الشعب المصري، وشارك في إفساد الحياة السياسية" . وقالت القوى، في بيان "نطالب القائمين على إدارة المرحلة الانتقالية بضمان عدالة المحاكمات، وشفافية التحقيقات مع جميع المتهمين منذ بداية ثورة 25 يناير عام 2011 وحتى الآن، ويجب على السلطات والأجهزة الأمنية سرعة التصدي بكل قوة وحزم للإرهاب، وللمحرضين على العنف بما لا يخالف القانون، ونؤكد أن جماهير الشعب المصري تقف جنباً إلى جنب مع السلطة المصرية والأجهزة الأمنية في مواجهة الإرهاب والتطرف" . وتابع البيان "نعلن تقديرنا لكل الجهود الدولية، التي تتسق مع حق الشعب المصري الأصيل في التصدي للإرهاب والتطرف، ونؤكد من جديد رفضنا أي تدخلات دولية داعمة للإرهاب، وضد إرادة وسيادة الشعب المصري" . وقال حسن شاهين، المتحدث الإعلامي لحملة تمرد، إن "الشارع المصري رافض أي خروج آمن لكل من أجرم في حق الشعب المصري وتآمر على الدولة، وباع مقدراتها، وفرط في حق الشهداء والمصابين" . وأضاف في تصريحات نقلتها "المصري اليوم" إنه "من المستحيل التنازل عن محاسبة جميع القيادات التي تلوثت أيديهم بدماء المصريين وداعمي العنف، ويجب على شباب جماعة الإخوان الانضمام إلى صفوف الشارع المصري، ونبذ كل الأفعال الصادرة من قياداتهم" . في سياق متصل، استنكر حزب التجمع ما سماه "كثرة زيارات ممثلي الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي في الأيام الأخيرة، التي تصحبها مقابلات مع بعض قادة جماعة الإخوان خارج السجون وداخلها"، ووصف ذلك بأنه "محاولة لإجهاض الموجة الثورية للشعب، التي تفجرت بمظاهرات تخطت 30 مليوناً لإسقاط حكم الإخوان ودستورهم" . وأضاف في بيان أصدره، الثلاثاء "هذه الوفود التي تتردد على القاهرة، وتعلن أنها أتت للتوسط وتسهيل عملية التفاوض لا نجد من يستمع إليها من أبناء شعب مصر إلا هؤلاء الذين يبحثون عن تسوية مع الإخوان تتفق وتوجهات الرؤية الأمريكية، التي تقاتل من أجل الحفاظ على حلفائهم الإخوان في داخل المشهد السياسي المصري، وربما في صدارته فيما بعد" . وقال ماكين إن "الديمقراطية هي الطريق الوحيد للاستقرار"، داعياً إلى "عملية سياسية تشمل الجميع يشارك فيها كل المصريين"، ذلك في مؤتمر صحفي في أحد الفنادق الفاخرة في القاهرة . واستخدم النائبان كلمة "الانقلاب" في وصف عزل الجيش المصري للرئيس السابق محمد مرسي، وهو الوصف الذي ترددت الحكومة الأمريكية في إعلان لما له من تأثير قانوني في المساعدات العسكرية التي تقدمها لمصر والبالغة 1 .3 مليار دولار . وقال غراهام "من في الحكم ليسوا منتخبين، ومن تم انتخابهم حالياً في السجن" . وطالب النائبان بالإفراج عن قادة الإخوان المسلمين المعتقلين بما فيهم مرسي . وأضاف غراهام: "في النظم الديمقراطية، يجب أن نتحدث مع بعضنا بعضاً، من المستحيل أن تتحدث مع شخص في السجن" . وحرص ماكين على توضيح أنه "لست هنا ممثلاً للحكومة الأمريكية" .( صحف ووكالات )