فشلت لجنة الوساطة الرئاسية التي وصلت يوم الجمعة إلى محافظة عمران قبل ان تغادرها لاحقا ، فشلت في انهاء التوتر ونزع فتيل الانفجار الذي تعيش شبحه المحافظة وعاصمتها بين جماعة الحوثي ، وقوات الجيش للأسبوع الثاني على التوالي . ويحتشد انصار الحوثي في مخيمات اعتصام عند منافذ مدينة عمران ، بمطالب تسليم قتلة عدد من أنصار الجماعة الأسبوع الماضي الذين لقوا مصرعهم على يد قوات أمنية ، وكذا إقالة الفاسدين في المحافظة وعلى رأسهم محافظ المحافظة "الاخواني"والعابثين بمقدرات الجيش لخدمة مراكز نفوذ حزبية وقبلية بما يحول تلك القوات إلى مليشيات خارج إطار مؤسسة الجيش والأمن الوطنية في اليمن وقراراتها وحياديتها المفترضة-حد قولهم. وبالمقابل فأن أجواء مشحونة بالتوتر والتوجس تهيمن على مدينة عمران عقب تصعيد القوات العسكرية التابعة للواء 310 والتي يقودها اللواء حميد القشيبي ومعه مليشيات تابعة لحزب الإصلاح "الإخوان" لمستوى التأهب بعرض عسكري أمس وتعزيز الانتشار استعداداً لمعركة محتملة مع الحوثيين تحت غطاء محاولات الحوثيين اقتحام العاصمة عمران لإسقاطها بالقوة المسلحة. وقال الصحفي اليمني عبدالرحمن العابد أن لجنة الوساطة الرئاسية والمكونة من القائد في وزارة الدفاع "العنسي" ومشائخ حاشد وبكيل ، قدمت يوم الجمعة إلى حيث مخيمات اعتصام أنصار الحوثي بتحكيم قبلي مكون من "شاحنة متوسطة محملة بعدد من الأثوار مع 12 بندق رشاش " وذلك في واقعة القتلى الذين سقطوا من جماعة الحوثي في تظاهرتهم الأسبوع الماضي عند مدخل مدينة عمران ، كما طالبت اللجنة من الحوثيين برفع ساحة الاعتصام من مداخل المدينة.. وأضاف : تم رفض طلب اللجنة جملة وتفصيلآ . مؤكدين عدم مقايضة الدماء الطاهرة التي سقطت بدماء الحيوانات صارخين في وجوه اللجنة "يا عمران صح النوم .. لا وساطة بعد اليوم" . وأشار الصحفي العابد إلى أن أنصار الحوثي أصروا على بقاء ساحة اعتصامهم الدائم في منافذ مدينة عمران الثلاثة حتى تسليم القتلة وإقالة الفساد والفاسدين عن بكرة أبيهم ، مؤكدين اتخاذ أشكال تصعيديه جديدة حتى يتم النزول عن تعالي الفاسدين وتحقيق مطالب المحتجين. كما نقل الصحفي العابد عن الشيخ محمد يحيى الغولي قوله للجنة الرئاسية : يعني تشتوا تخارجوا القتلة وتركبوها فوق ظهر الرئيس وتردوه محكم ولو ماله ذنب .. وأضاف "في حكم العرف والقبيلة لازم من رقم موقع بتوقيعه وعليه ختمه للثوار فيما يحكموا به ، والإثنى عشر بندق الذي جئتم تحكموا بها شلوها .. هذا مش حادث سيارة .. هذه جريمة قتل بحق الثوار متعمده". ووقع إطلاق نار بعد صلاة الجمعة في مسعى لتفجير الموقف ، حيث انهالت رصاصات من اسلحة متوسطة على مقربة من مخيم احتشاد للحوثيين عند أحد مداخل عاصمة محافظة عمران ، ولم يرصد أي إصابات. وفي وقت اعتبرت فيه جماعة الحوثي ما حدث هو تواصل للانتهاكات بحق الاعتصام السلمي ومحاولة لجر المحافظة إلى منزلق حرب ، متهمة من أسمتهم مليشيا القائد القشيبي وحزب الإصلاح بإطلاق النار على المعتصمين الذين لوحظ –طبقا لشهود عيان- عدم اتجاههم نحو التصعيد بالمثل ، مؤكدين ثباتهم في اعتصاماتهم ومخيمات احتشادهم حتى تحق مطالبهم المشروعة ، غير أن مصدر عسكري نفى علاقتهم بإطلاق النار، و أكد التزام الجيش بالتهدئة تنفيذا لتوجيهات عليا. وكانت عدد من الأسر غادرت منذ أمس مدينة عمران باتجاه العاصمة صنعاء ، جراء تصاعد حدة التوتر ، ومخاوف لا تزال قائمة من انفجار الأوضاع الأمنية والعسكرية في عاصمة المدينة،لاسيما بعد ما أحدثه العرض العسكري بشوارع المدينة أمس من خوف وهلع لدى السكان هناك ، كمؤشر لاستعدادات تفجير حرب مع الحوثيين الذين يرابطون منذ أسبوع بمخيمات على مداخل المدينة.