أقرت جماعة الحوثي في اليمن ضمنيا بقيام مسلحيها بالفتك باللواء العسكري 310 وقيادته بمدينة عمران ، لكنها نفت نقض اتفاق حوله مع اللجنة الرئاسية ، عبر الغدر بما تم التوصل إليه، في وقت استنفر فيه رئيس الجمهورية للمرة الأولى تحركاته دوليا وإقليميا -إثر سقوط المدينة أمس على أيدي مسلحي الحوثي بما أنتجه من ترويع وشلالات دماء- لإسناد توجهات غير واضحة المعالم حتى الساعة. وبرزت تأكيدات على كافة الأصعدة "الرسمية اليمنية ، والدولية والإقليمية" بقيام المسلحين من جماعة الحوثي بمهاجمة مدينة عمران ومؤسسات الدولة المدنية والعسكرية والاستيلاء عليها، أمس ، ونقض اتفاق ابرم ظهر الأمس إزاء تطورات اقتحام المدينة يقضي خروج مسلحيهم من المدينة ومنشئاتها، مقابل خروج أمن للواء 310 وقيادته ، والغدر بذلك عبر مهاجمة معسكر اللواء والفتك به والاستيلاء على معداته وارتكب أعمال قتل مروعة بحق ضباطه وجنوده –طبقا لسيل من البيانات. بالمقابل خرجت جماعة الحوثي بتوضيح مقتضب وعلى لسان رئيس العلاقات السياسية للجماعة حسين العزي ، برر فيه فعلت مهاجمة اللواء العسكري بما أفضى لشلالات دماء تبدوا فاتحة لفصل جديد من مواجهة ستحدد معالمها الساعات القادمة رسميا من الدولة ورئيسها ضد الجماعة المسلحة ، حيث حشد لذلك خلال الساعات الماضية التأييد الدولي والإقليمي، وسط مخاوف إقرار رسمي لحرب سابعة والذي لطالما أرجئ على مدى الأشهر الماضية ،منعا لتحيزات في معارك نفوذ عبثية بين الإخوان والحوثيين، ومستنقعها الموحل. وقال القيادي الحوثي في بلاغ تلقت "الوطن" نسخة منه غبر البريد أن أنصارالله تقدموا بمبادرة ترتكز على تأمين خروج اللواء 310 معززا مكرما ، وقدموا هذه المبادرة إلى الجانب الرسمي واللجنة الرئاسية وتم التفاهم على ذلك.. وعند قيام ممثلي أنصارالله المعنيين في الميدان بترتيب الإجراءات التنفيذية لهذه المبادرة فوجئوا بإطلاق النار عليهم وسقوط قتلى وجرحى منهم .. وأضاف رئيس العلاقات السياسية لجماعة الحوثي"أنصار الله" أن قائد اللواء القشيبي عقب ذلك أعلن رفضه لهذه المبادرة من خلال تصريحه الذي أكد فيه استمرار الحرب حتى آخر جندي ..مشيرا إلى أن هذه المبادرة تأتي في سياق حرص جماعته ، لولا أن الطرف الآخر رفضها كعادته في رفض كل المبادرات والتنازلات المفضية الى السلام- حد قوله. وأكد القيادي الحوثي أن ما تداولته ووسائل الإعلام من تصريح منسوب للجنة الرئاسية يحملنا مسئولية ما حدث في عمران ، غير صحيح ، ولا يستند إلى أي مسوغ او مبرر من الواقع..لأن الطرف الآخر ظل يتعاطى مع هذه اللجنة نفسها بسلبية وبسوء تعامل وكان يتم طردها من قبله "الطرف الآخر " تحت سيل من السباب والشتائم المصحوبة بالتهديد وإطلاق النار احياناً . وتابع بالقول "ولذلك نحن نشك في أن يصدر من هذه اللجنة مثل هذا التصريح وإذا تأكد أنه صادر عنها فعلا فهذا يعني أنها تعرضت لضغوط غير عادية اجبرتها على التخلي عن قيم المصداقية وشرف الموقف.. *نقضوا العهد وغدروا وكان بيان صحفي أصدرته اللجنة الرئاسية المكلفة بانهاء التوتر ، في أعقاب إعلان جماعة الحوثي السيطرة الكاملة على مدينة عمران بعد معارك شرسة مع مليشيات حزب الإصلاح الاخواني الذي تسانده وحدات من الجيش ،استمرت لأشهر، وراح ضحيتها المئات من القتلى والجرحي من طرفي المواجهات هناك، وأدت إلى تهجير آلاف من الأسر بالمنطقة في وضع أنساني بالغ الصعوبة. وجاء في البيان انه وبعد تدهور الأوضاع الأمنية في مدينة عمران خلال ال 48 ساعة الماضية وما صاحبها من مهاجمة لمؤسسات الدولة المدنية والعسكرية والاستيلاء عليها من قبل الجماعات المسلحة من الحوثيين ، مما أسفر عن مقتل عدد من المواطنين الآمنين وتدمير للممتلكات العامة والخاصة .. التقت اللجنة الرئاسية بعد ظهر يوم أمس الموافق 8 يوليو 2014 م بممثلي جماعة الحوثي وهم كلا من عبدالواحد ابو راس وحسين العزي وعامر المراني ومحمد القبلي ومحمد البخيتي بحضور كبير مستشاري مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليمن . وأضاف :بعد نقاش مطول تم الاتفاق على ان تتمركز الشرطة العسكرية في معسكر اللواء 310 فيما ينسحب الحوثيين من كافة المؤسسات والمنشآت الحكومية في المحافظة مقابل الخروج الآمن للواء وقيادته ، لكنهم لم يلتزموا بما تم الاتفاق عليه وقاموا بمهاجمة معسكر اللواء وارتكبوا اعمالا مروعة زادت من تأجيج التوتر والاقتتال وترويع المدنيين . وعليه حملت اللجنة الرئاسية جماعة الحوثي كامل المسؤولية عن الأحداث والتطورات المأساوية التي شهدتها المحافظة وما قد يترتب عليها من تداعيات تهدد أمن واستقرار الوطن، وتعتبر ذلك عدم التزام بالاتفاقات السابقة ومخرجات الحوار الوطني . كما حملتهم ايضا مسؤولية سلامة وأمن كافة القيادات الأمنية والعسكرية والمدنية التي تم اعتقالها ومسؤوليتهم على كافة الأبنية والمعدات والأجهزة الحكومية والمدنية . من جانبها قالت الامنية العليا ان العناصر الحوثية نقضت اتفاق مع اللجنة الرئاسية وقامت بمهاجمة اللواء غدرا قبل أن يجف المداد وقتل عددا من الأفراد والضباط ، مشيرة الى قيام الحوثيين بالمهاجمة والإستيلاء على المرافق الحكومية والوحدات العسكرية والأمنية بالمحافظة ومنها"ادارة امن المحافظة وادارة المرور وفرع قوات الأمن الخاصة وغيرها من المصالح والمؤسسات التابعة للدولة حيث قامت العناصر الحوثية بنهب كافة محتويات اسلحة ومعدات ، ومهاجمة واحتلال اللواء 310 مدرع ". وحملت الامنية العليا قيادة العناصر الحوثية المسؤولية القانونية والأخلاقية والإنسانية عن كل ما حدث في عمران كون هذا العدوان يتعارض مع الإتفاقات الموقعة مع تلك العناصر ويتنافى مع مخرجات الحوار . كما طالبت من مسلحي الحوثي وقيادتهم ب" اخلاء كافة المرافق الحكومية والأمنية والعسكرية التي تم احتلالها من قبل مسلحيهم - خروج كافة العناصر المسلحة من مدينة عمران من غير ابناء المحافظة- اعادة كافة المنهوبات التي تم نهبها من مقرات الدولة ومعسكراتها-الحفاظ على حياة قائد اللواء والأفراد والضباط الذين تم غدرهم من قبل المليشيات الحوثية. *استنفار رئاسي لحشد دولي وإقليمي وتباعا من حشد لموقف اقليمي ودولي في مواجهة جماعة الحوثي استنفر له الرئيس عبد ربه منصور هادي ، قالت وكالة الانباء الرسمية سبأ أن مجلس الأمن الدولي سيعقد جلسة طارئة في وقت لاحق اليوم الأربعاء لمناقشة تطورات الوضع في اليمن في ضوء تواصل اعمال العنف في محافظه عمران . وأضافت الوكالة أن الرئيس هادي تلقى اتصالا هاتفيا من مجلس الامن ، ومن امين عام مجلس التعاون لدو الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني ابلغاه فيها ادانتهم لعدوان جماعة الحوثي على محافظة عمران وعدم الالتزام بالاتفاقات المبرمة الداعية الى التهدئة ووقف اطلاق النار وتجنيب اليمن ويلات سفك الدماء البريئة والزكية، معتبرين هذا العدوان يمثل خروجا صارخا عن مخرجات الحوار الوطني الشامل ..مبرزا مطالبتهم بضرورة الالتزام بالاجماع الوطني الذي تمثله مخرجات الحوار الوطني الشامل لأجل اليمن الجديد والمستقبل الجديد وتجاوز كافة التحديات لما من شأنه ضمان أمن واستقرار وسلامة اليمن وكذا ضرورة مراعاة الحرمات والحقوق العامة والخاصة والكف عن العدوان ، مع ضرورة عودة جماعة الحوثي الى محافظة صعدة وتجنب التحدي والغرور باعتبار ذلك مرفوضا من اليمن والمجتمع الدولي . *توضيح لاحق للحوثيين ومساء الأربعاء صدر بيان رسمي عن المجلس السياسي لجماعة "أنصار الله " الحوثيين وممثليه في اللجنة الرئاسية بعمران ، ردا ما نشر حكوميا منسوبا للجنة الرئاسية يحمل أنصار الله كامل المسئولية عن ما وصلت إليه الأمور في عمران ، وفيما يلي نصه: ننفي أن يكون هذا البلاغ صادرا عن اللجنة الرئاسية خاصة أننا أعضاء في اللجنة ولم نعلم عنه شيئا، وإذا صح مثل هذا البلاغ فإنه قد يكون صادرا عن بعض أعضاء اللجنة الذين نتوقع أن ثمة ضغوط كبيرة تعرضوا لها بحيث أجبرتهم على التخلي عن قيم المصداقية وشرف الموقف. نستغرب بالفعل أن يحمِّل هؤلاء أنصار الله كامل المسؤولية عن الأحداث في عمران في حين أنهم يعلمون علم اليقين أن أنصار الله قد تعاملوا مع اللجنة بمنتهى الإيجابية وبأعلى درجات التعاون والتجاوب – في الوقت الذي رفض فيه الطرف المقابل الاتفاق الأخير في عمران رفضا معلنا واستمر في سفك دماء المدنيين والنساء والأطفال وقصف بيوت المواطنين في مدينة عمران والقرى المحيطة بها والعمل على توسيع المواجهات إلى محافظات أخرى، كما كان يتم الإساءة إلى اللجنة واللجان الميدانية الأربع المنبثقة عنها من قبل مليشيات حزب الإصلاح وحلفاؤه من القاعدة حيث قاموا بطرد هذه اللجان تحت سيل من السباب والشتائم وأحيانا تحت وابل من الرصاص، كما نذكرهم أيضا بموقف أحد ممثلي الإصلاح في اللجنة الرئاسية وهو الزميل/ أحمد حسين البكري قبل البارحة الذي صرحت بخصوصه اللجنة لوكالة الأنباء اليمنية سبأ وأكدت أنه رفض اجتماع اللجنة وانسحب منه دون إبداء الأسباب. كما نستنكر أيضا أن يتخلى هؤلاء عن مصداقيتهم وأن يتجردوا من كل قيم العدل والإنصاف خدمة لعناصر قاعدية تكفيرية وضد شريحة عريضة وواسعة من الشعب يعلمون أنها قدمت الكثير من التنازلات بغية السلام والأمن والاستقرار، وكان آخرها ما تقدم به أنصار الله اليوم إلى الجانب الرسمي وإلى اللجنة نفسها من مبادرة للسيد حفظه الله التي ارتكزت على الخروج الآمن لمنتسبي معسكر اللواء 310 بكامل عتادهم معززين مكرمين، غير أن القشيبي وبعلم اللجنة قد رفض هذه المبادرة من خلال تصريحه الذي نقلته عنه المواقع الإلكترونية المحسوبة على حزب الإصلاح بداية من الموقع الإلكتروني المسمى "عمران نت" والذي أكد فيه على الاستمرار في الحرب والقتال حتى آخر جندي. وفي الأخير فإننا نعلن عن بالغ استيائنا وشديد أسفنا بأن يصل الحال بهؤلاء إلى التنكر لكل المواقف الإيجابية لأنصار الله الحريصة على إنجاح وتثبيت جهود السلام.. والعاقبة للمتقين - صادر من ممثلي "أنصار الله" أعضاء اللجنة الرئاسية (عبد الواحد أبو راس -محمد يحيى الغولي -أحمد فايد الدوحمي ).