فيما شيعت صنعاء يوم الأحد في موكب جنائزي حزين 16 عسكريا من منتسبي المنطقة السادسة الذين سقطوا في محافظة عمران على أيدي العناصر الحوثية التي أعادت السلطات الحكومية وصفهم ب"الخارجين عن النظام والقانون"، جدد رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي توجيه رسائله المباشرة لاطراف الصراع والعنف لليوم الرابع على التوالي منذ سقوط مدينة عمران في قبضة الحوثيين الثلاثاء الماضي. وتقدم موكب التشييع للضباط والجنود ، رئيس هيئة الإسناد اللوجستي اللواء الركن أحمد محمد الولي ورئيس هيئة القوى البشرية اللواء الركن يحيى شعلان الغبيسي . وخلت قائمة المشيع جثامينهم من اسماء قيادات اللواء 310 مدرع الذي فتكت به جماعة الحوثي ، حيث لا يزال مصيرهم غير معلن بما فيهم قائده اللواء القشيبي الذي لم تعلن السلطات الرسمية ووزارة الدفاع نبأ مقتله ، أو ان كان لا يزال حيا لدى مسلحي الحوثي، في حين جدد الرئيس عبدربه منصور هادي التأكيد على انه "لا مساومة عن خروج الحوثيين وكذا كافة الأطراف المسلحة الأخرى من غير أبناء عمران، وتسليم كافة الأسلحة والمعدات والذخائر التي تم الاستيلاء عليها من قبل الحوثيين في أحداث محافظة عمران، وإطلاق سراح كافة المعتقلين مدنيين وأمنيين وعسكريين وتسليم جثامين الشهداء، وعودة كافة أجهزة الدولة ومكاتبها التنفيذية لممارسة أعمالها". والمشيع جثامينهم في مقبرة الشهداء بصنعاء يوم الاحد هم "المقدم/ حسين مشعل معيض الغريبي- جندي/ هادي علي هادي الغريبي- جندي / محمد حسين صالح البروي- جندي / عزيز أحمد عبدالله علي خضير- جندي / محمد علي احمد الوجيه- جندي / طه شرف محمد حسين- جندي / محمد احمد صالح الضبرة- جندي / عبد الغني احمد احمد صالح الجميمي- جندي / وليد محمد علي قايد المربدي- جندي / دارس محمد علي جعبان- جندي / صالح محسن محمد مريط- جندي / نجيب وفق الله العمادي- جندي / محمد علي عبدالله المضباعة- جندي / بندر دحان علي ناصر الضباعة- جندي / رفيق محمد صالح الكهالي- جندي / محمد حمود عطف الله الميموني-الجندي/ سعدون محمد قائد كباس من منتسبي اللواء 14 مدرع". من جانبه أعاد الرئيس عبدربه منصور هادي -القائد الأعلى للقوات المسلحة –رسائله الموجهة لأطراف الصراع بمحافظة عمران وغيرها ، وفي مقدمتهم جماعة الحوثي . وفي محاضرة له ألقاها ، الأحد، أمام طلبة الكلية الحربية وكلية الطيران والدفاع الجوي والمعهد الفني للقوات المسلحة، استعرض الرئيس هادي الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية، وطبيعة ما حصل في محافظة عمران. ونقلت وكالة الانباء الرسمية عن الرئيس هادي قوله : "بكل وضوح لايمكننا أن نسمي ما حدث في عمران إلا انه تجاوز غير مقبول ولا معقول ولا يمثل استهدافا لطرف معين أو للواء معين بل استهداف واضح وجلي للدولة وأجهزتها الأمنية وقواتها العسكرية ومؤسساتها المدنية، واستهداف للعملية السياسية والمرحلة الانتقالية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وانقلاب عليها". وأضاف بالقول"البعض مع الأسف كان يفهم حكمتنا وصبرنا وتعقلنا في التعامل مع قضية عمران وغيرها من المناطق على أنه ضعف وتخلي عن المسؤولية وحاولوا استغلال حرصنا وميلنا إلى إنهاء الصراع بشكل سلمي استغلالا رخيصا". وتابع "من الواضح بغير خفاء أن البعض كان يريد من الصراع والحرب في عمران الالتفاف على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وتقويض العملية السياسية برمتها ونحن اليوم مصممون وعازمون مستندين الى الشرفاء والمخلصين أمثالكم على أن نجعل من عمران وما حدث فيها مدخلا حقيقيا لتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار وبناء الدولة، فالدولة من الآن وصاعدا لن تسمح باستمرار هذا الصراع وستعمل بكل حزم وقوة للبدء باسترجاع أسلحة الدولة ونزع كافة الأسلحة المتوسطة والثقيلة من كل الأطراف من دون استثناء، وسنعمل على إخلاء كافة المواقع من معسكرات ومباني حكومية وخاصة من جماعة الحوثي". وأكمل "على الجميع أن يفهم جيدا بأنه لامجال للمساومة عن خروج الحوثيين بأسلحتهم من عمران وكذا كافة الأطراف المسلحة الأخرى من غير أبناء عمران، وتسليم كافة الأسلحة والمعدات والذخائر التي تم الاستيلاء عليها من قبل الحوثيين في أحداث محافظة عمران، وإطلاق سراح كافة المعتقلين مدنيين وأمنيين وعسكريين وتسليم جثامين الشهداء، وعودة كافة أجهزة الدولة ومكاتبها التنفيذية لممارسة أعمالها". وأكد رئيس الجمهورية أن التاريخ اليمني يشهد بفشل المشاريع الطائفية والجهوية والإقصائية، وأن لاحياة إلا لمشروع الدولة وهيبتها ومدنيتها ولمؤسسة عسكرية وأمنية وطنية وسيادية، ولاحياة إلا للشراكة والتعايش والتنوع والقبول بالآخر، وبالتنمية والإهتمام بالاقتصاد وحسن إدارة الدولة وثقافة التآخي والتراحم. وأضاف أن اللجوء للعنف أمر غادره اليمنيون تماما بمؤتمر الحوار الوطني الشامل والعودة إلى هذا الخيار هو نكوص عن التزامات الحوار الوطني واستحضار لتاريخ مليء بالآلام والمآسي وعلى الجميع أن يعي جيدا هذه المرحلة الحساسة والخطيرة في تاريخ اليمن، لافتا إلى أن المتربصين بالاستقرار والبناء كثيرون والناقمون والمنتقمون من بناء الدولة اليمنية الحديثة كثيرون أيضا. وقال هادي "مخطئ من يظن أنه سينتصر في اليمن بالسلاح وثقافة الإقصاء والتمييز، مخطئ من يظن انه بالحروب وبالدماء سيحقق انتصارا سياسيا، ومن يظن أن إضعاف الدولة يصب في صالحه وخدمة مشروعه". وأشار إلى أن الشعب اليمني بمختلف مكوناته وأطيافه برجاله ونسائه كان ولا يزال يراهن على المؤسسة العسكرية والأمنية في إخراج الوطن من الفوضى ودوامة العنف وحماية المواطنين والمكتسبات الوطنية والعمل كضامن حقيقي وأساسي لتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل التي تمثل القاسم المشترك للإجماع الوطني والمدخل الحقيقي لبناء اليمن الجديد. وأضاف "نحن على ثقة كاملة بأنكم ستكونون عند مستوى المسؤولية والثقة والتحدي، ويخطئ من يظن أن قواتنا العسكرية والأمنية ستبقى متعددة الولاءات والغايات فإذا كانت أحداث وظروف المرحلة الماضية قد أوجدت مثل هكذا تعدد هنا وهنا فإن المرحلة قد تغيرت فالخطبة ليست الخطبة والجمعة ليست الجمعة والواهمون فقط هم من يظنون ذلك، ومن يقلب صفحات التاريخ اليمني فانه سيدرك جيدا أن الأزمات والمحن كانت مصدرا لتماسك البنيان وحافزا لتجاوز تلك الأزمات ووضع الأسس الصحيحة للبناء". وتابع يقول "إن الوضع يحتم عليكم أن تكونوا على درجة عالية من اليقظة والجاهزية وأن تتحلى أعمالكم بالمهنية والاحترافية، عليكم أن تفهموا أن هيبة المؤسسة العسكرية من هيبة أفرادها بل وكافة ألويتها ووحداتها في كل مكان وأي انكسار لأي وحدة فإنما هو انكسار للمؤسسة ككل، لذلك عليكم أن تكونوا لبعضكم البعض مشمرين السواعد مستيقظة هممكم ومعنوياتكم موحدين الصفوف والراية".