أعلنت السلطات اليمنية رسميا يوم الاحد فشل مفاوضات "الفرصة الاخيرة" مع جماعة الحوثي ، التي دامت لايام عبر لجنة رئاسية لاقناعهم بمقترحات تحتوى الازمة الطارئة وتوقف تصعيدهم الميداني في العاصمة صنعاء ومحيطها ،والمشاركة في حكومة جديدة، في حين أمر الرئيس عبد ربه منصور هادي برفع الجاهزية القتالية للجيش والامن والاستعداد لمواجهة اي احتمالات تفرضها جماعة الحوثي المسلحة . وانفض بعد عصر يوم الاحد اجتماع الرئيس الجمهورية عبدالربه منصور هادي مع اللجنة الوطنية الرئاسية التي عادت بوقت سابق من صعدة بعد لقائها بعبدالملك الحوثي، واعلنت عن فشل المفاوضات وعدم التوصل الى حلول بعد ان رفض "انصار الله" الحوثيين كل الحلول والمقترحات التي قدمت في كل القضايا . وقالت وكالة سبأ الرسمية أن اللجنة قدمت للرئيس هادي باجتماع بمكتبه في دار الرئاسة بالعاصمة صنعاء تقريرها العاجل، والذي لم يكن كما كان المأمول من أجل الحفاظ على الأمن ووحدة واستقرار اليمن. وذكرت الوكالة أن جميع اعضاء اللجنة اعربوا عن خيبة أملهم إزاء ما جرى من نقاش وتداول مع الحوثي ، وقالت انهم سيقدمون تقريرهم النهائي بعد ذلك إلى الرئيس هادي في اجتماع موسع لقيادات الدولة والحكومة ومستشاري الرئيس، كما سيتم استعراض التقرير أمام اجتماع وطني حاشد لمجالس النواب والوزراء والشورى والقيادات الحزبية والهيئات الرقابية ولجنة الرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل، كما ستحضر هذا اللقاء الوطني الموسع الفعاليات السياسية والاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني والشباب والمرأة -دون تحديد موعد لانعقاده. من جانبه قال محمد عبد السلام الناطق الرسمي باسم مكتب عبد الملك الحوثي في بيان توضحي بشأن فشل المفاوضات اليوم الاحد انه وبعد نقاشات مع مستفيضة اللجنة الحكومية خلال الايام الثلاثة الماضية بشأن مطالب الاحتجاجات الشعبية حول قرار الجرعة ، وتغيير الحكومة ، والبدء بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ، إتضح أن اللجنة المكلفة بالتفاوض غير مخولة للنقاش في هذه القضايا وإنما يحملون رسالة أن نستجيب لموقفهم دون إيجاد حلول واضحة ، مع أننا قدمنا لهم الكثير من البدائل والحلول من أجل إيجاد صيغة حل للمطالب وتزيل المخاوف التي يطرحونها إلا أنهم رفضوا كل تلك الحلول ". واضاف محمد عبدالسلام انه"فيما كان المفترض أن تحمل اللجنة رسالة إلى الرئيس هادي توضح البدائل التي طرحناها والقضايا التي تم تناولها فوجئنا بها يغادرون صعده صباح يومنا هذا ، ولهذا نؤكد أن اللجنة لم تكن مخوله لطرح القضايا بشكل واضح أو تناول البدائل المطلوبة التي تساعد الشعب على تجاوز الحالة الإقتصادية الصعبة التي يعيشها ". وزاد بالقول "سنقوم بإرسال رؤيتنا للمعالجات إلى رئيس الجمهورية. وكان الرئيس هادي مدّ الاربعاء الماضي يد الحوار لزعيم الحوثيين وأطلق مبادرة «الفرصة الأخيرة» للتهدئة، والتي تشمل مشاركتهم في حكومة وحدة وطنية، ووقف تصعيد الاحتشاد المسلح عند مداخل صنعاء ونصب مخيمات احتجاجات انصاره في قلب العاصمة وامام وزاراتها ..وتقول مصادر حكومية إن الدولة في حالة فشل المفاوضات وتعنت الحوثي «ستضطر لاستخدام كافة الوسائل والأساليب المناسبة لحماية الأمن والقانون». ويشترط الحوثيون إقالة حكومة الوفاق المتصفة بالفساد والاخفاق وإلغاء قرار رفع أسعار الوقود وإعادة وتصحيح تشكيلة هيئة الرقابة على تنفيذ مقررات مؤتمر الحوار. وفي خطوة من شأنها أن تزيد من تعقيد الموقف في اليمن ، دخلت العاصمة صنعاء يوم الاحد مرحلة من تصعيد متقابل من قبل السلطة وجماعة الحوثي عبر لغة الشارع ، بتحشيد جماهيري بعشرات الالاف من مختلف المحافظات لمسيرات متضادة وسط العاصمة صنعاء ، ومعها تتصاعد مخاوف من انفجار الاوضاع عسكريا ، وابتداء شراراتها بصدامات دامية بين انصار التظاهرات المناوئة ومليشياتها المرافقه والمتضادة شعارا واهدافا ،وتوجها، ووفق شحن لا يخلوا من لغة التجريم والتخوين والتمذهب والتعصب الذي بات يجر اليمن نحو مسار من عنف مكتمل الاركان يحصد الاخضر واليابس. ووفقا لمصادر عسكرية فإنه في حال استمرار الفوضى فإن «الجيش لن يقف مكتوف الأيدي، وسيواجه بكافة وحداته العسكرية أي أعمال فوضى وتخريب». وفي ظل هذا التوتر المتزايد،والاحداث المتسارعه ذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية سبأ أن هادي أمر برفع الجاهزية القتالية لقوات الجيش والامن عقب فشل المفاوضات التي قادتها لجنة رئاسية عادت من صعدة اليوم الاحد والتقى فيها مستمعا لتقريرها الاولي. وحسب الوكالة فان ذلك جاء خلال ترأس هادي اجتماعاً للجنة الأمنية والعسكرية العليا وذلك لتدارس الموقف الأمني في صنعاء وعمران في ضوء التطورات الجديدة والتحديات الأمنية التي تفرضها جماعة الحوثي المسلحة. وقال هادي مخاطبا الحاضرين «على الجميع باليقظة العالية والحذر ورفع الجاهزية والاستعداد لمواجهة اي احتمالات تفرض»، مؤكدا ان الدولة حريصة على تثبيت السكينة العامة والحرص على الأرواح والدماء الزكية. . واضاف «إن صنعاء اليوم يقطنها اثنين مليون وسبعمائة الف نسمة من كافة أبناء اليمن وليست صنعاء السبعينات فالعاصمة صنعاء اليوم هي عاصمة الوحدة اليمنية عاصمة 25مليون يمني من كل أبناء اليمن بمختلف مشاربهم وثقافاتهم ». وقال الرئيس هادي إن «هناك ربما اجندات مخفية ومشبوهه , وليست اليافطات او الشعارات التي ترفعها جماعات الحوثي سوى دغدغة لمشاعر وعواطف الشعب ومسكنات كاذبة تخفي ورآها مرامي وأهداف اخرى وان كل من يتعارض مع مخرجات الحوار الوطني يعد تحديا سافرا للإجماع الوطني». واشار إلى أن اليمن تتعايش منذ آلاف السنين في وئام بين جميع الطوائف والمذاهب ولا يوجد ما يتعارض او يفرق بينها حيث كان الجميع يقف صفا واحدا مع الثورة والنظام الجمهوري والوحدة الوطنية والوقوف في خندق واحد في مختلف المواقف والظروف والتحديات التي مر بها الوطن منذ الأزل.