قال ستيفن أوبراين، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، إن حجم المعاناة الإنسانية في اليمن فاق استيعاب العقل البشري، مشيرا إلى أن السكان المدنيين يتحملون العبء الأكبر للصراع واستمرار الهجمات الجوية التي يشنهاتحالف تقودة السعودية منذ 26 مارس الماضي. وأوضح السيد أوبراين الذي عاد لتوه من زيارة لليمن في إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي مساء الامس أن أربعة من أصل خمسة يمنيين بحاجة إلى المساعدة الإنسانية. وقد شرد نحو 1.5 مليون شخص. وقتل وجرح أكثر من ألف طفل، وسط تزايد عدد الشباب المجندين أو المستخدمين كمقاتلين. وأكد أن احتياجات الشعب هائلة، وتفاقم الوضع بسبب حصار قوات التحالف بقيادة السعودية المعرقل لوصول الواردات التجارية إلى اليمن، مما أدى إلى شح في المواد الغذائية والوقود. وقال، "المساعدة الإنسانية وحدها لا تستطيع أن تلبي جميع احتياجات بلد بأكمله يبلغ عدد سكانه 26 مليون نسمة. ولهذا السبب يجب ضمان إبقاء المطارات والموانئ مفتوحة، واستخدامها لحركة الواردات التجارية والإمدادات الإنسانية دون قيود." وأكد أن الهجمات طالت المناطق السكنية والبنى التحتية المدنية في اليمن منذ مارس الماضي مخلفة تأثيراً غير متناسب على حياة السكان العاديين. وأضاف "لقد طالت الغارات الجوية من قبل قوات التحالف التي تقودها السعودية ،ميناء الحديدةاليمني الحيوي وحوله في وقت سابق من هذا الأسبوع، قاطعة شرايين الحياة الرئيسية المتعلق بملايين اليمنيين لاستيراد السلع الأساسية: الغذاء والدواء والوقود. وتابع "هذه الهجمات تشكل انتهاكا واضحا للقانون الإنساني الدولي وهي غير مقبولة. أنا أشعر بقلق بالغ من أن الأضرار التي لحقت بميناء الحديدة يمكن أن يكون لها تأثير بالغ على البلد ككل، وتفاقم الاحتياجات الإنسانية، وبالتالي تعرض المزيد من السكان لانعدام الأمن الغذائي، وحرمانهم من الحصول على المياه أو الأدوية، مما قد يعني أيضا انتشار الأمراض." وطالب أن تعمل أطراف النزاع على تسهيل مرور المساعدات الإنسانية وليس إعاقتها، واحترام وتنفيذ القانون الدولي الإنساني والتحقيق في الانتهاكات المحتملة ومساءلة الجناة. وأضاف إن هناك الكثير الذي يتعين القيام به. حيث ينبغي توسيع نطاق الاستجابة الإنسانية للوصول إلى جميع المحتاجين بالمساعدات الحرجة. وهذا يشمل نشر مزيد من الموظفين الدوليين في جميع أنحاء البلاد، خارج صنعاءوالحديدة. وإنشاء مراكز التشغيل في عدنوإب وصعدة والمكلا حالما يسمح الوضع الأمني بذلك. وقال، "نجاح جهودنا الرامية إلى مواصلة تقديم المساعدة للشعب يعتمد على توفر موارد كافية. وقد حذر برنامج الأغذية العالمي مجددا من أن عدم إتاحة إمكانية الوصول الفوري ودون عوائق للسكان الذين هم بحاجة ماسة المساعدات الغذائية ونقص التمويل قد يؤدي إلى حدوث مجاعة لملايين من السكان." واضاف"وحتى الآن، تم تغطية 18 في المائة فقط، أي نحو 282 مليون دولار من قيمة النداء البالغة 1.6 مليار دولار لخطة الاستجابة الإنسانية في اليمن. وكشف أن وكالات الأممالمتحدة لم تتلقى حتى التمويل الذي تعهدت به المملكة العربية السعودية في أبريل/ نيسان والبالغ 274 مليون دولار." وأوضح السيد أوبراين أنه في حال تلقي التمويل، ستصل قيمة تغطية خطة الاستجابة إلى 33 في المائة فقط. وستكون هناك حاجة إلى موارد إضافية كبيرة لدعم الشعب اليمني خلال ما تبقى من هذا العام وبعده. ___ *الصورة لوكيل الأمين العام لتنسيق الشؤون الإنسانية، ستيفن اوبراين في التاسع من أغسطس آب، أمام مبنى محافظة عمران، اليمن، الذي دمر في غارة جوية. المصدر: مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية / فيليب كروبف