كشف صحيفة الاخبار اللبنانية في عدده الصادر اليوم الجمعة 17 يونيو/ حزيران 2016 نقلا عن مصادر مطلعة عن عمليات تعذيب وانتهاكات تمارس بحق أسرى ومعتقلين في سجون سرية تابعة ل«لتحالف العدوان» تديرها القوات الإماراتية في عدن جنوبي اليمن. وطبقا للصحيفة اوضحت المصادر للمرة الأولى تفاصيل الانتهاكات الجسيمة المرتكبة من قبل قوات أمنية ومجموعات مسلحة تتبع بشكل مباشر لقيادات «التحالف» في عدن، تكشف تورط عناصر عسكريين واستخباريين إماراتيين في عمليات تعذيب شديدة طالت مواطنين يمنيين، إضافة إلى استمرار عمليات الدهم والترحيل. المصادر التي قال الصحيفة انها تحفظت على كشف هويتها خوفاً من عمليات الاعتقال، أكدت أن القوات الإماراتية في عدن متورطة بصورة مباشرة في انتهاكات حقوقية، بينها عمليات اختطاف وإخفاء قسري واعتقالات تعسفية، إضافة إلى عمليات تعذيب مورست داخل مقر القيادة العسكرية الإماراتية في عدن. وقالت المصادر إن الانتهاكات تبدأ منذ اللحظات الأولى للاعتقال من دون مبرر، ومن خلال عمليات دهم المنازل عن طريق قوات أمنية للإمارات، مؤكدة أنه يجري نقل المختطفين إلى السجون التابعة للسلطة المحلية قبيل نقلهم إلى السجن السري التابع للقوات الإماراتية. وأشارت المصادر إلى أنه تجري في سجن القوات الإماراتية ممارسة أبشع أساليب التعذيب الجسدي والنفسي، من خلال جلسات تحقيق طويلة يقوم بها ضباط استخبارات وعناصر عسكريين إماراتيين، مضيفةً أن هناك أشخاصاً جرى اختطافهم وتعذيبهم ثم رميهم، وهم في حالة سيّئة، بالقرب من أحد مستشفيات مدينة عدن. وكانت لجنة الأسرى والمعتقلين في محادثات السلام اليمنية الجارية في الكويت قد عقدت أول من أمس جلسة مشتركة بحضور مندوب الأممالمتحدة، انتقد خلالها وفد صنعاء ما يتعرض له الأسرى من تعذيب وممارسات غير إنسانية في معتقلات الطرف الآخر، خصوصاً في محافظاتعدن ومأرب والضالع. وسجل احتجاجه على المماطلة المتعمدة من قبل وفد الرياض وعدم التزامهم بأي خطوة تم الاتفاق عليها مسبقاً في ما يخص الملف الإنساني وموضوع الأسرى. في السياق نفسه، طرح وفد صنعاء مقترحاً يقضي بتشكيل لجنة مشتركة تضم ممثلاً للأمم المتحدة، مهمتها زيارة معتقلات الطرفين وسجونهما في اليمن، والاطمئنان على سلامة أوضاعهم الإنسانية. وقال مصدر مطلع إن الفكرة تنطلق من حرص وفد صنعاء على التقدم في ملف الاسرى الذي يراوح مكانه، إلا أن وفد الرياض تحفّظ وتردّد في الموافقة على الفكرة وطلب مهلة. وحول هذه الجزئية، أفاد مصدر مطلع على مجريات مشاورات الكويت بأن وفد الرياض لم يرد على المقترح بعد، مرجّحاً أنه لن يرد، على اعتبار أن مسألة السجون والمعتقلين ليست في متناول يده من الأساس. وفيما كان من المفترض أن تنعقد لجنة الأسرى في اليومين الماضيين، أكد المصدر أن وفد الرياض لا يزال يعطّل أعمال اللجنة ويتعمّد المماطلة في إنجاز الملف الإنساني على الرغم من أنه أسهل الملفات، وقد شهد توافقاً متقدماً ولم يتبقّ سوى الخطوات التنفيذية.