"هذا ما لا تريد المملكة العربية السعودية أن يراه العالم"، هكذا بدأت مراسلة ال"سي إن إن" تحقيقاً ميدانياً خاصاً عن مجاعة الأطفال في اليمن، والكارثة الإنسانية التي حلت بهذا البلد العربي الفقير، جراء العدوان العسكري الذي تقوده السعودية والإمارات وحملات القصف العشوائي، التي تنفذها منذ عامين وثلاثة اشهر. ونبّهت محطة التلفزة الأميركية مشاهديها إلى قساوة الصور المأساوية التي يتضمنها تقريرها من اليمن، مشيرة إلى الحصار الإعلامي الذي تحاول السعودية بقيادة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان فرضه على المجازر التي ترتكبها في اليمن، ومنعها منظمات حقوق الإنسان والمؤسسات الدولية من الوصول لإطلاع الرأي العام الدولي على حجم المأساة الإنسانية، ومن أجل تقديم المساعدات الإنسانية لملايين اليمنيين المهددين بالموت جراء الحرب والفقر ومرض الكوليرا. وعلى غرار وسائل إعلام أميركية أخرى بينها كبريات الصحف ك"واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز"، طرحت "سي إن إن" علامات استفهام كبيرة حول موقف إدارة الرئيس دونالد ترامب من جرائم الحرب، التي ترتكبها السعودية والإمارات في اليمن، وتساءلت عن الهدف من تزويدهما بالمزيد من الأسلحة الأميركية الفتاكة، بحجة مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة، بينما تستخدم تلك الأسلحة في ارتكاب مجازر ضد الإنسانية، وجرائم حرب يذهب ضحيتها المدنيون في اليمن، حيث تهدد المجاعة حياة نحو 20 مليون يمني. واتهمت مراسلة "سي إن إن" إدارة دونالد ترامب بالتواطؤ مع السعودية والإمارات للتغطية على الجريمة التي ترتكب بحق الشعب اليمني، خصوصاً بعد توقيع الرئيس الأميركي خلال زيارته إلى الرياض الشهر الماضي، صفقات أسلحة للسعودية بلغت مئات مليارات الدولارات، وهو ما أثار انتقادات واسعة من أعضاء في الكونغرس طالبوا بالتحقيق في كيفية استخدام المملكة العربية السعودية للأسلحة الأميركية. وحصدت جرائم الحرب التي ارتكبها التحالف بقيادة السعودية والاماراتية وبدعم من الولاياتالمتحدة وبريطانيا اكثر من 40 الف من المدنيين بين قتيل وجريح بعاهات واعاقات دائمة ، كما دمرت البنية التحتية للبلاد والمنشآت الحيوية والمدنية والاقتصادية بما فيها مدارس وجامعات ومستشفيات ومراكز صحية . وتفيد أرقام منظمة الصحة العالمية بشان وباء الكوليرا المتفشي في اليمن وجود اكثر من 220 ألف إصابة بالكوليرا، فيما قتل المرض حتى الآن أكثر من 1400 يمني خلال اقل من شهرين -اي منذ نهاية ابريل الماضي حتى 25 يونيو الجاري- وتتوقع اليونيسف أن يتضاعف رقم الوفيات عدة مرات في الشهر المقبل.