اعلن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، اليوم الأربعاء 22 نوفمبر/ تشرين الثاني، تراجعه عن الاستقالة من منصبه رسميا ، لتتخطى بذلك لبنان وبسلام اكبر الالغام التي زرعتها السعودية ضمن حقل متكامل لتفجير الاوضاع في البلاد. وعاد الرئيس سعد الحريري إلى بيروت، بعد احتجازه وإجباره على تقديم استقالته شفهيا في المملكة العربية السّعودية، ما فجر ازمة صنعتها الرياض تبلورت بردود فعل لبنانية غاضبة وبتلاحم ووحدة وطنية في الاردة والموقف مثلت صفعة للسعودية وتدخلاتها الساعية لتفجير الاوضاع في الداخل اللبناني، لتتمكن وساطات عربية ودولية من احتواء التصعيد عبر انتقال الحريري إلى باريس ثم عودته الى بيروت مرورا بمصر. وحضر الحريري احتفالات أقيمت اليوم الأربعاء بعيد الاستقلال الوطني، وترافقت مع عرض عسكري للجيش اللبناني، كما استقبل رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون رئيس الحكومة سعد الحريري في قصر بعبدا، وبعد الاجتماع صرح الحريري قائلا: عرضت استقالتي رسمياعلى الرئيس عون وتمنى علي التريث في تقديمها لمزيد من التشاور في خلفياتها السياسية فأبديت تجاوبا وتراجعت عنها .ً وألقى الحريري من القصر الجمهوري في بعبدا كلمة مكتوبة قال فيها: "في هذا اليوم الذي نجتمع فيه على الولاء للبنان واستقلاله كانت مناسبة لشكر الرئيس على عاطفته النبيلة وعلى حرصه الشديد على الوحدة الوطنية ورفضه الخروج عنها تحت أي ظرف من الظروف. وأتوجه من رئاسة الجمهورية بتحية تقدير وامتنان إلى جميع اللبنانيين الذين غمروني بمحبتهم وصدق عواطفهم، وأؤكد التزامي التام بالتعاون مع فخامة الرئيس لمواصلة مسيرة النهوض بلبنان وحمايته من الحروب والحرائق وتداعياتها على كل الصعد". واضاف: "وطننا الحبيب يحتاج لجهود استثنائية لتحصينه في مواجهة المخاطر والتحديات"، مؤكدا على ضرورة الالتزام بالنأي بالنفس عن الحروب والصراعات الخارجية وكل ما يسيء للاستقرار الداخلي والعلاقات الأخوية مع الأشقاء العرب. ووصل الحريري إلى لبنان في وقت سابق، اليوم الأربعاء، لأول مرة منذ إعلان استقالته من رئاسة الحكومة اللبنانية في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني في بيان شفهي من العاصمة السعودية الرياض.