فيما لم يفق السعوديون بعد من صدمة لمى الروقي التي سقطت في بئر بتبوك قبل نحو شهر خلال خروجها مع عائلتها للتنزه ولم تخرج حتى اليوم، فجع السعوديون أمس السبت بغرق 6 فتيات سعوديات، من بينهن 4 شقيقات، تباعا، في مستنقع بمحافظة رماح شمال شرق العاصمة الرياض، خلال محاولتهن إنقاذ إحداهن، الأمر الذي خلق حالة من فوبيا النزهات في البر لدى البعض، خشية أن تكون نزهتهن الأخيرة، وسط مطالب ببحث أسباب تكرار تلك الحوادث ومحاولة تلافيها. وقال الدفاع المدني السعودي في حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أن ست فتيات، أعمارهن تتراوح من 18الي25سنة غرقن في مستنقع بالعرمة بمنطقة رماح. وبين الدفاع المدني السعودي أنه تم إخراج أربع جثامين، قبل أن يعلن في فجر اليوم الأحد انتشال الجثتين الخامسة والسادسة. وأوضح المتحدث الرسمي باسم الدفاع المدني النقيب محمد الحمادي في تصريحات صحفية أن عائلة المتوفيات كانت في نزهة برية، وهي تتكون من أسرة شقيقين. وبين أنه أثناء اقتراب الفتيات من مستنقع مياه تكوّن بفعل الأمطار الأخيرة التي سقطت على منطقة الرياض، سقطت إحداهن داخله، وعندما همت شقيقتها الأخرى بإخراجها لحقت بها، ثم كان مصير الأخريات مشابهاً لهما، إذ كلما حاولت واحدة إنقاذ صاحبتها سقطت وراءها، ليغرقن في النهاية جميعاً. وكان المستنقع قد تكون إثر هطول الأمطار المتواصل الذي شهدته أنحاء متفرقة من منطقة الرياض خلال الأيام الماضية. وسبق أن حذر الدفاع المدني من خطورة التنزه والتجمع بالقرب من أماكن السيول ومستنقعات المياه التي تخلفها الأمطار. هذا، وشيعت اليوم جثامين الفتيات الستة وصُلّي على الفتيات الستة في مسجد الراجحي في الرياض. وفيما تم تشييع جثامين فتيات رماح إلى مثواهن الأخير، وسط دعوات لهن بالرحمة والمغفرة، ما زال ذوي الطفلة لمى الروقي في انتظار استخراج جثمان ابنتهن حتى يتمكنوا من دفنها، وذلك بعد أن تأكد وفاته، وذلك بعد الإعلان قبل أيام أن الأشلاء التي تم العثور عليها في البئر قبل أسبوعين تعود للطفلة بعد إجراء اختبارات الحمض النووي DNA. وكان المركز الإعلامي لمديرية الدفاع المدني لمنطقة تبوك قد أعلن الخميس الماضي أن تقرير الادلة الجنائية الخاص بال(DNA) أثبت أن أشلاء الجثة التي تم انتشالها من البئر قبل 10 ايام هي للطفله لمى ابنة عايض بن راشد الروقي. وما زالت عمليات محاولة انتشال جثة الطفلة "لمى الروقي" من البئر الارتوازية في وادي الأسمر، والتي سقطت داخلها قبل نحو شهر مستمرة، حيث تعمل آليات شركة "أرامكو" على حفر بئر جديدة جوار البئر الارتوازية التي سقطت داخلها الطفلة. وكان المركز الإعلامي بمديرية الدفاع المدني بمنطقة تبوك، أعلن الثلاثاء قبل الماضي، التوصل إلى أجزاء من جسد الطفلة لمى الروقي. وقال الدفاع المدني في حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أنه بعد عمليات شفط الأتربة والصخور خلال الأيام الماضية ، تمّ التوصل إلى أجزاء من جسد الطفلة لمى - رحمها الله - ، وسلمت للطب الشرعي بالموقع. وبعد استخراج الأشلاء، اعلن الدفاع المدني أن انتشال جثة الطفلة لمى الروقي من البئر قد يستغرق (40 يوماً) أخرى. وتكمل الطفلة لمى الروقي اليوم (الأحد) يومها ال30 في بئر وادي الأسمر على طريق تبوك - حقل في أجواء شديدة البرودة. وكانت لمي، ذات الست أعوام، قد سقطت في بئر مكشوف، يصل عمقه 114 مترا، وغير محاط بأي سياج أو علامات تحذيرية، في 20 ديسمبر الماضي، وتمكن الدفاع المدني خلال الأيام الماضية من العثور على دمية الطفلة في البئر، دون ان يتمكن من العثور على الطفلة نفسها. وواجهت عمليات الدفاع المدني صعوبة في الوصول إلى جثمان لمى بسبب ضيق فتحة البئر، إضافة إلى طبقة صخرية كانت تقف عائقاً في عمليات البحث، مادفعهم إلى حفر بئر موازية، للوصول إلى جثتها. وتحظى قصة لمى الروقى بمتابعة واهتمام على نطاق واسع داخل وخارج السعودية، وتعاطف الكثيرون مع ذويها، كما انطلقت حملة في السعودية للإبلاغ عن الآبار المهجورة وإغلاقها حتى لا تتكرر مأساة لمى.